Home»Enseignement»كلمة الدكتور محمد زروقي النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة بمناسبة تنظيم ندوة حول إقرار مبدأ المناصفة وتحفيز المرأة على ولوج مناصب المسؤولية

كلمة الدكتور محمد زروقي النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة بمناسبة تنظيم ندوة حول إقرار مبدأ المناصفة وتحفيز المرأة على ولوج مناصب المسؤولية

0
Shares
PinterestGoogle+

كلمة الدكتور محمد زروقي النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة بمناسبة تنظيم ندوة حول إقرار مبدأ المناصفة وتحفيز المرأة على ولوج مناصب المسؤولية

الحمد الله وحده والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد،

السيدة النائبة البرلمانية المحترمة
السيد عضو المجلس العلمي المحلي الموقر
السيدات المستشارات الكريمات
السيدات ممثلات القطاعات الحكومية
السيدات ممثلات فعاليات المجتمع المدني
السيدات والسادة أطر وموظفات وموظفي النيابة الإقليمية والمؤسسات التعليمية
شركاءنا الاجتماعيين
السادة ممثلي الصحافة والإعلام
السيدات الفضليات-السادة الأفاضل- أيها الحضور الكريم.

إنه لمن عظيم الاعتزاز أن تحتضن رحاب قاعة الاجتماعات بالنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة خلال هذا اليوم تظاهرة تربوية وازنة تشرئب مغازيها على آفاق التنمية المستدامة ، وتطل بنفس طموح على تطلعات مسيرة البناء والنماء في انسجام تام مع التوجهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ،وفي تجانس بين مع المستجدات والتحولات الوطنية والدولية .تلكم التظاهرة التي اختارت محورا لها (مبدأ المناصفة وولوج المرأة لمناصب المسؤولية) لتتيح من خلالها فرصة تداول موضوع جدير بالعناية جدارة المكانة السامية التي بوأتها الأديان السماوية دونما اختلاف للمرأة منذ أن كانت حواء الزوج والسكن،وكان لها الدين الإسلامي الحنيف الحافظ بما حفظ به الذكر الحكيم (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) – الروم 30-. وجدير بالاهتمام جدارة المقام الذي حفظه التاريخ على امتداد الأزمان وتداول الحضارات لنساء عابدات قانتات ،  وغيرهن سائدات قائدات ، وأخريات هاديات بانيات تركن على سجلاته الخالدة ما كتب بمداد الفخر الذي لا يزول.
وجدير بالمناظرة جدارة الحضوة التي خصت بها المواثيق الدولية والمرجعيات الوطنية المختلفة، وفي طليعتها دستور المملكة الجديد ، للنساء منذ بدأ الحديث عن مقاربة النوع كتوجه استراتيجي ذي أهمية بمكان،حتى استوى  إرساء وترسيخا لأصول المناصفة وقواعدها بوصفها خيارا ضروريا ودعامة رئيسية للتنمية الشاملة .

حضرات السيدات والسادة،

لقد راكمت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ،بتعاقب الحكومات المتتالية، رصيدا هاما في حضور المرأة الوازن في القطاع ، أستاذة ومعلمة ومربية في الفصول الدراسية والفضاءات التربوية والعلمية ،كما حرصت على تثبيت مشاركتها التدريجية في تبوئ مقاعد القرار ،مديرة ومدبرة في المؤسسات التعليمية والمرافق الإدارية، مستلهمة بذلك ما كان للمرأة ولا يزال من دور فاعل في تربية الأجيال وتعليمهم وإنارة سبلهم إلى مشكاة العلم ونور المعرفة ، متميزة في دورها التربوي بما تنثني علية طبيعتها من أمومة ظاهرة أو مضمرة تتمثلها في كل لحظة وحين لتقدم نموذجا لائقا للبذل والعطاء تتجانس في قواعد المادة الساكنة بخوالج الروح العطوفة المتحركة.وعلى المنوال ذاته، ظل سعي الوزارة حتيتا  لتقوية حضور المرأة في مختلف مجالات قطاع التربية والتكوين لتحقق في ظرف وجيز وجودها الفعلي على رأس المكاتب والمصالح والأقسام ومراكز التكوين والنيابات الإقليمية والأكاديميات الجهوية، وجودا أتبتث فيه المرأة جدارة ثمينة بكل تقدير، وظلت فيه على دوام التقلد نموذجا يحتدى لقيمة ما وضع فيه من الثقة وألقي على عاتقها من الواجب والمسؤولية .
ولئن كان المجد يكافأ بقدر جده ومثابرته ، فإن المكافأة تقتضي المضي على فسح السبل الممكنة وإتاحة الفرص اللازمة لتحضى المرأة بنصيبها التام إلى جانب الرجل في تقلد مناصب المسؤولية، إقرارا وترسيخا لمبدأ المناصفة، وهو ما يتطلب من المحيط تعبئة شاملة لتيسير شروط التقلد وتوفير ظروفه الميسرة والمشجعة ، على قدر ما يتطلب من المرأة ذاتها عزيمة متينة وإرادة قوية لولوج مناصب القرار والمسؤولية،والسعي نحوها بتطلعات شجاعة وخطى تابثة .

أيها السيدات والسادة،

إن النيابة الإقليمية لوزارة التربية  الوطنية والتكوين المهني بجرادة  لتعتز بما قطعت خلال السنة الأخيرة من مراحل مهمة في تقوية تبويء المرأة مناصب المسؤولية ، تجلت في ظرف وجيز ثمارها العذبة وقطوفها الدانية ، حين آثرنا تقليد عدد هام من أطرنا الإدارية من النساء مسؤولية ترؤس مكاتب ووحدات ومصالح حيوية ، أثبتن فيها اضطلاعا قويا بالواجب ،وتقديرا كبيرا للثقة الموضوعة والمهمة الموكولة . وهو العدد الذي يتعدى الخمس عشرة إطارا موزعين على وحدة الشؤون الإدارية والمالية بحصة ثمانية، ووحدة الموارد البشرية بحصة اثنتين، ومصلحة الحياة المدرسية بحصة خمسة من الأطر المشرفة بمساعدة طاقم إداري مصاحب من النساء المكلفات بمختلف المهام، إلى جانب الأطر الإدارية من الرجال ،في هيكلة متناسقة تجسد صورة المناصفة المطلوبة والناجعة إلى أبعد الحدود .

غير أننا لا نخفي أن هذه الجهود المبذولة والمراحل المقطوعة، على قيمتها التي تنقاس بقيمة ما ترتبت عنه من مؤشرات إيجابية ، لا زالت في حاجة إلى استكمال بنائها وإتمام لبناتها، بالعمل المتواصل على تقوية حضور المرأة في إدارة المؤسسات التعليمية، مديرة وناظرة وحارسة عامة ، إلى جانب حضورها ضمن قائمة أطر المراقبة وهيأة التفتيش والاقتصاد والاستشارة ، وخاصة في نيابة إقليمية لا تتوفر إلا على ثلاث مديرات ومستشارة واحدة وبعض المقتصدات والحارسات العامات، في غياب كلي لمراقبة تربوية ومفتشة .

ومن أجل ذلك، لا بد أن ينصب مشروعنا على تقوية حضور المرأة في المناصب المذكورة عن طريق تنزيل توجيهات الوزارة الرامية، من خلال مخططاتها الإستراتيجية عامة ومشروع PAGESM في مكونه الرابع خاصة، إلى تأكيد هذا الحضور وتقويته، ترسيخا لمبدأ المناصفة الذي أبان في مراحله الأولى عن قيمته المحمودة.

أيتها السيدات الكريمات ،أيها السادة الأفاضل،

إن إقرار مبدأ المناصفة الساعي في جزء هام منه إلى تقليد المرأة مناصب القرار، لا يعني إبخاسا لجهود الأطر من الرجال الذين ظلوا ولا يزالون ربابنة لسفن عديدة في أسطول ثابت متزن يرنو إلى مرافئه الخالدة ، بقدر ما يدل على مصارحة للذات آن أوانها، لتستلهم قيم الآباء والأجداد على امتداد الأزمان والحقب التاريخية التي ظلت فيها المرأة سندا و عمادا تبني مع الرجل سويا، وجنبا إلى جنبا، قواعد الحضارات الشاهدة. وحسبنا أن ديننا الحنيف لم يقم يوما على الثنائية المنفصلة، بل ظل مشيدا بمبدأ الزوجية المتصلة التي جعلها الله سر الخلق، حين أولج الليل في النهار، وخلق الشمس والقمر، وزوج الذكر والأنثى ،ورفع السماء ووضع الأرض،وخلق الروح والجسد والموت والحياة (ليبلوكم أيكم أحسن عملا).

ومن أجل ذلك لا بد أن نستحضر نبقدر اعتزازا بنسائنا من الأطر الإدارية والتربوية ،فخرنا برجال تعاقبوا على المؤسسات التعليمية بهذا الإقليم ومرافقه التربوية وفضاءاته الإدارية ،تاركين بصماتهم بما عملوا وأخلصوا ،مورثين نور العلم والمعرفة ،وحنكة التدبير والتسيير لمن تعقبهم من الرجال والنساء على السواء ، بصمات استحقوا من أجلها الشكر، ومن أخد المشعل عنهم من الرجال في هذه النيابة العامرة والمرافق والمؤسسات التابعة لها واسع الثناء .

ولقد كانت حكمة الله في خلقه أن جعل من عبيده نساء صالحات ورجالا صالحين، فكروا وعملوا ،وعزموا وأخلصوا ،فكانوا سويا أهلا بالجزاء ، قال تعالى: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبيدين من  عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من  الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين . وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ) صدق الله العظيم .

رب ول أمورنا خيارنا ، واجعلنا من الصالحين .وأنصر اللهم أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصرا محفوفا بوسائل التمكين، واحفظه في ولي عهده المحبوب الأمير مولاي الحسن وشقيقته الأميرة السعيدة للا خديجة، وشد أزره بصنوه المولى الرشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة. إنك سميع مجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

محمد زروقي
النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني
جرادة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *