Home»Régional»حفريات في الإشعاع الثقافي لمدينة »وجدة » : »مداخل لدراسة المشروع النقدي لحميد لحميداني:التوسيع- الشمولية – الانفتاح » :نور الدين الفيلالي : الجزء(2)

حفريات في الإشعاع الثقافي لمدينة »وجدة » : »مداخل لدراسة المشروع النقدي لحميد لحميداني:التوسيع- الشمولية – الانفتاح » :نور الدين الفيلالي : الجزء(2)

1
Shares
PinterestGoogle+

حفريات في الإشعاع الثقافي لمدينة »وجدة » : »مداخل لدراسة المشروع النقدي لحميد لحميداني:التوسيع- الشمولية – الانفتاح » :نور الدين الفيلالي : الجزء(2)

بقلم:د – خالد عيادي

يعد « حميد لحمداني » من أهرامات النقد المغربي والنقد العربي على السواء، والذي جعله يتبوأ هذه المنزلة في النقد المعاصر، هو امتلاكه لأدوات الاشتغال الحديثة، فإلى جانب ثقافته الأدبية و النقدية التراثية ، يحظى الناقد بثقافة أدبية حديثة، وآليات نقدية حداثية، وذلك بفضل انفتاحه على الآداب واللغات الأجنبية. ويعضدني في هذا ما أورده زميلنا الدكتور « نور الدين الفيلالي »  في كتابه – قيد التعريف به- حيث قال : »يكتسب المشروع النقدي « لحميد لحمداني » أهميته وجديته وفرادته، من انفتاحه على مختلف فروع البحث النقدي، من دراسات نقدية تطبيقية وتنظير وتأريخ وترجمة ونقد نقد. كما انفتحت هذه الدراسات والتنظيرات والترجمات على مختلف أنواع القول الإبداعي و النقدي، من شعر ورواية وقصة قصيرة جدا ودراسات نقدية. »([1])

ولقد كشفت متابعة الباحث « نور الدين الفيلالي » لسيرورة النقد المغربي، من خلال المسار النقدي الذي سلكه « حميد لحمداني »، أن هذا النقد الأدبي ظل خلال تاريخه الطويل، يبحث عن هويته الخاصة، ليستقل عن المعارف والعلوم التي احتضنته، كما اتضح أنه  لا زال يسعى  إلى اكتساب طابع التحديث أو الموضوعية أو العقلانية الجديدة، وذلك عن طريق انخراط أبحاثه الأدبية والنقدية ضمن إطارات مناهجية . وفي ذات السياق يقول الكاتب : »لقد أولى « حميد لحمداني » اهتماما كبيرا بقضايا المنهج ،لذلك نجده يخصص حيزا كبيرا من دراسته هذه للحديث عن الجانب المنهجي » : ([2]) غير أن قضية المنهج لم تكن عائقا أمام »حميد لحمداني » بقدر ما كانت أداة مطواعة، يتصرف بها من حيث لا تتصرف هي به. وهنا يتوصل الدكتور »نور الدين الفيلالي » إلى أنه من المعروف عن » حميد لحمداني: »رفضه التقيد بخطوات منهج معين. « ([3])

ويرى الكاتب أن « حميد لحمداني » :استطاع أن يطور بعض  المفاهيم أو الآليات النقدية في فهم النص الأدبي مثل مفهوم « الحوارية » . باعتباره : »من أهم الخصائص الأسلوبية في النثر الروائي ، وفي الرواية العربية »([4]).ذلك :أن الخطاب فيها لا يستند فيها إلى وعي لغوي واجتماعي موحد. وإنما تشترك في صياغته مجموعات بشرية تنتمي لمختلف العصور والأمكنة والفئات التراتبية. »([5]) فلذلك تتجلى بوضوح في النص الأدبي الروائي الصراعات الطبقية أو الأيديولوجية، بحيث تبدو الشخصيات مجرد أقنعة تختفي وراءها عن طريق « الحوارية » مختلف الرغبات والنزعات والرؤى . وفي توضيح هذا المعنى يميز أستاذنا الناقد « عبد الرحمان بوعلي » بين الحوار « البراغماتي » أو »التيماتيكي » الذي يقع بين الشخصيات : »بغية توضيح إشكال أو معرفة حقيقية. « ([6]) وبين الحوار »الجدلي » المتعلق: « باللغات داخل حقلها السوسيو- أيديولوجي، … وهي تتصارع مترجمة بذلك تصارع الفئات الاجتماعية نفسها…تلك الحوارات التي تقوم على أساس الجدال والصراع الذي يبقى مستمرا دون أن يجد منفذا. »([7])

وعلى هذا الأساس يستنتج الباحث « نور الدين الفيلالي » أن « حميد لحمداني » تخلى عن : »الربط بين مفهوم « الحوارية » ومفهوم « الفهم » عند « غولدمان »، إلا أنه مع ذلك أبقى الجسور قائمة بين « الحوارية » و »سوسيولوجيا النص » عند « بييرزيما » و »ميشال زيرافا » وسعى جاهدا إلى الحفاظ على مكانة مركزية لمفهوم « الحوارية » بين « التناص » و »التعالي النصي » بمفهومه عند « جنيت ». ([8])

 ويرى الكاتب أن « حميد لحمداني » منفتح غاية الانفتاح على كل ما يروج في النقد العالمي : »خاصة كتابات « فيليب سولرس » و »جوليا كريستيفا » و »بيير ماري دوبيازي » و »جيرار جنيت » … وبالانفتاح على تفكيكية « جاك دريدا » وجمالية التلقي عند « فولفغانغ إيزر »([9]ففي انفتاحه على جمالية التلقي أقام الدكتور « حميد لحمداني » في كتابه:  » الواقعي والخيالي في الشعر العربي القديم »  جسرا بين الأدب العربي القديم، وبين المعرفة النقدية الجديدة، فكسر بإعادة قراءته للشعر الجاهلي طوقا امتد خلال أزمنة طويلة، وأبان عن كفاية في البحث والتجديد، وأبرز بالملموس أن التراث العربي غني جدا، وأنه رغم كل الدراسات التي أنجزت بصدد الشعر الجاهلي، من لدن مستعربين أو مستشرقين، ما يزال حقلا ثرا ثريا، ومنجما زاخرا بالمواد والقضايا، التي تتطلب المزيد من الكشف والاستكشاف.

الدكتور « نور الدين الفيلالي »، من الشخصيات النقدية الواعدة نظرا لامتلاكه حسا نقديا شديد الخصوبة والثراء .والكاتب له قدرة مميزة على الاستنتاج والتقعيد والتنظير ويبدو ذلك واضحا في طبيعة العنوان الاختزالية:(التوسيع-الشمولية-الانفتاح) لمشروع ناقد كبير من طراز « حميد لحمداني ». ويكفيك استدلالا على صحة ما أعتقد به، النظر في « بناء » الكتاب من خلال تسلسل مواضيع وفصول الكتاب.

في الختام قد لا أكون مصاحبا للمبالغة أو مجانبا للصواب إن دعوت من هذا المنبر الإعلامي الكريم، أن يعتمد هذا الكتاب ضمن دراسة المؤلفات النقدية لفئة من الفئات المتمدرسة أو الجامعية، نظرا لمقاربته النقدية الناجحة، وصبغته البيداغوجية الواضحة.

…………………………………………………………………………………………………………………………………..

[1] ) مداخل لدراسة المشروع النقدي ل »حميد لحميداني »- التوسيع- الشمولية- الانفتاح- نور الدين الفيلالي -مطبعة نجمة الشرق- بركان- ط- الأولى-2017- ص:109.

[2] ) مداخل لدراسة المشروع النقدي ل »حميد لحميداني »- التوسيع- الشمولية- الانفتاح- نور الدين الفيلالي – مطبعة نجمة الشرق- بركان- ط- الأولى-2017- ص:16.

[3] ) مداخل لدراسة المشروع النقدي ل »حميد لحميداني »- التوسيع- الشمولية- الانفتاح- نور الدين الفيلالي ص:17

[4]  ) الرواية العربية الجديدة – عبد الرحمان بوعلي منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية- رقم-37- سلسلة وبحوث ودراسات رقم-11-2001- ص184-185

[5]  ) الرواية العربية الجديدة – عبد الرحمان بوعلي- منشورات كلية الآداب – ص:184-185.

 ) الرواية العربية الجديدة – عبد الرحمان بوعلي- منشورات – ص 188.[6]

 ) الرواية العربية الجديدة – عبد الرحمان بوعلي- منشورات ص:-189  وما بعدها.[7]

[8] ) مداخل لدراسة المشروع النقدي ل »حميد لحميداني »- نور الدين الفيلالي ص:17

) مداخل لدراسة المشروع النقدي ل »حميد لحميداني »- نور الدين الفيلالي ص:52[9]

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *