الكتابة المسرحية عند »محمد مسكين » الجزء(1)

بقلم:د خالد عيادي

مقدمة:

عرف « إيتيان سوريو »^([1]) المسرح قائلا: « هو الفن الذي يقوم على جمع الناس لطرح مصائرهم أمام أعينهم، وما تتضمنه من مشاكل، وذلك بواسطة « عويلم » مركزي يكون في حالة انفعال تجري في ثناياه الأزمة الحيوية لأشخاص معدودين، تلك الأزمة التي تجعل مصير العالم الإنساني متقمصا، حاضرا في العقل والحواس، لأنها تقوم بدور الممثلة المؤقتة لديه ».([2]) إن أهم محور يمكن استخلاصه من هذا التعريف لفن المسرح، هو محور التواصل، الذي راهن عليه رواد المسرح في الوطن العربي أمثال :أبو خليل القباني ومارون النقاش وسعد الله ونوس،وكثير من المبدعين العرب و المغاربة،وذلك  من أجل  إمتاع  المتلقي والرفع من ذائقته الفنية، أو تحسيسه بمصيره، أو تخليصه من مشاكله النفسية والمادية. وهذا الهدف يمكن أن يتحقق عن طريق هذا « العويلم المركزي » :الركح، الذي غالبا ما تعرض فيه تناقضات المجتمع المحلي، أوالمآسي الإنسانية الكبرى.

       وفي سبيل تحقيق هذا الهدف صار المسرح المغربي ولا يزال، يستنطق الذاكرة الشعبية الجماعية، محاولة منه في أن ينطلق من المخزون الجماعي القومي، ليحقق صيغة مسرحية قادرة على تحقيق البديل الفني للصيغة الأرسطية. لأن هذه الصيغة الأرسطية، لا تستجيب للمكونات الحضارية والثقافية للمواطن المغربي، ولا لأذواق الإنسان العربي. فالبحث إذن عن هذه الصيغة، هو البحث عن الهوية المفقودة، في ظل هيمنة قيم الغرب الحضارية،ومعاناته الخاصة به، والتي قد لا تعني في شيئ شرائح واسعة من المجتمع العربي.

وفي هذا السياق ظهرت مجموعة من الاتجاهات المسرحية تتجلى بالخصوص في الاحتفالية، والمسرح الثالث، ومسرح المرحلة، والمسرح الفردي، ثم المسرح النقدي: مسرح النقد والشهادة للمبدع المرحوم « محمد مسكين »، الذي سنحاول في هذه الورقات التعرض لبعض معالم كتابته المسرحية.

 ………………………………………………

[1]  ) فيلسوف  فرنسي ولد سنة 1892و توفي سنة1997.

[2])  أبحاث في المسرح المغربي د: حسن المنيعي.