الكتابة المسرحية عند »محمد مسكين » الجزء(2)

بقلم:د خالد عيادي.

المسرح بمدينة وجدة:

في اعتقادي ليس هناك أفضل من شهادة أستاذنا الدكتور « مصطفى الرمضاني »، في حق المرحوم « محمد مسكين ».وذلك لما اختصر لنا تجربة « محمد مسكين » في كلمات  ثقيلة بالدلالة، فقال عنه وعن التجربة المسرحية بمدينة وجدة: « حين نتحدث عن المسرح بمدينة وجدة، يقف اسم المرحوم « محمد مسكين » شامخا بعطاءاته المتعددة والمتميزة، في حقل الإبداع والنقد والتنظير المسرحي ». فهذه الشهادة من متخصص وازن وكبير، تتضمن ثلاث مجالات مسرحية هي :  مجال الإبداع ومجال النقد ثم مجال التنظير.

قبل الحديث عن أعمال المبدع الراحل « محمد مسكين »، لا بأس بإطلالة سريعة على طبيعة العمل المسرحي بمدينة وجدة،والتبرير لهذه الإطلالة ،أن المبدع الذي نحن بصدد مقاربة إبداعه المسرحي،لم يكن مثقفا تقليديا همه تبرير الواقع، أو إقناع الرأي العام بحتمية الواقع المعيش، أو تقديم تفسيرات عامة لتهدئة الضمير، وتساؤلات العقل المقلقة .بل عاش « محمد مسكين » مثقفا عضويا لصيقا بالطبقات الكادحة لمدينة وجدة،وشخصا فاعلا في هذا النوع من الثقافة والإبداع، كما يعتبر أيضا إنسانا منفعلا، ومتأثرا بالجهود المسرحية التي سبقته. ولا أحد ينفي أن الراحل وغيره ممن عاصروه، كانوا ثمرات للفعل المسرحي بهذه المدينة المحروسة.

لقد أكدت مدينة وجدة باعتبارها عاصمة شرق المملكة مسايرتها لهذا المسرح الهاوي الذي أثبت وجوده الفعلي والمتقدم بالمغرب. وذلك من خلال جهود موصوفة بالتحدي المادي والمعنوي بذلتها وجوه معروفة على صعيد مدينة وجدة.كأمثال « عبد السلام لوديي » و « محمد جدايني » و المرحوم « عبد العزيز بساوي » و « بوزيان بلوادي » و « الزهراوي قويدر » الذي كان من المؤسسين الفعلين لجمعية المسرح العمالي سنة 1957. وهذه الجمعية كان لها أثر كبير في  خريطة المسرح بالمغرب.([1])كما يعتبر المبدعان « بنيحيى الفزازي » و « علي العلوي »  قطبين مسرحيين على درجة رفيعة من الوعي والفعل المسرحيين ،فقد تخرج من معطفهما الكثير من البدعين والفاعلين في مجال المسرح.([2])

……………………………………………………………………..

[1] ) الحركة المسرحية بوجدة  من التأسيس إلى الحداثة د: الرمضاني مصطفى .

[2]  ) الحركة المسرحية بوجدة من التأسيس إلى الحداثة  د: الرمضاني مصطفى .