Home»Enseignement»لماذا أصبحت بعض المؤسسات التعليمية عرضة للتخريب ؟

لماذا أصبحت بعض المؤسسات التعليمية عرضة للتخريب ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

      لم تعد مؤسساتنا التعليمية بتلك الحرمة والقدسية التي كانت عليها من قبل, كما لم يعد رجال تعليمها يحظون بالتقدير والاحترام الذي كان يميزهم عن غيرهم في ما مضى.

    توالت عمليات السطو والسرقة والنهب لمؤسساتنا التعليمية بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة . ولعل ما يثير الانتباه تعرض الكثير من المجموعات المدرسية الكائنة بالبوادي للتخريب , إما بغرض السرقة أو للانتقام من متمدرس سابق صب فشله على مؤسسة صباه وبادر الى نهبها وسلبها كلما وجد الفرصة لذلك. ولعلي ببعض الأمثلة تجسد هذا الفعل الشنيع والعمل الوضيع ,ومنها :

   – إقدام شاب على تحويل مؤسسته السابقة م.م الجرادات بأسفي الى كومة رماد وخردة بالية .

   – وإقدام شاب آخر على سرقة وتخريب مرافق مؤسسة  » بوخلاد » التابعة لمجموعة بنقريش بنيابة تطوان لعدة مرات , أولاها يوم 7 مارس 2013 حيث سرق كل محتوى المطعم المدرسي ليوجد فيما بعد على سفح جبل بالمنطقة, ثم يعود لسرقتها إحدى عشر يوما بعد ذلك وينهب المطعم المدرسي مجددا, ثم مرة ثالثة ينهب المطعم المدرسي يوم 11 أكتوبر 2013, ويتبعه بتخريب محتوى الأقسام ….

    إنها كارثة إنسانية ومأساة اجتماعية,عندما تصبح مؤسساتنا التعليمية سيما بالبوادي عرضة لهذه الانتقامات ,ومن سكانها . مؤسسات تتواجد أصلا في أماكن نائية وأرض عراء ووسائل محدودة وتضحية كبيرة من رجال التعليم الذين تركوا المدنية وما فيها من سبل سهلة للعيش , واستقروا بفرعيات عارية خالية . لتطالها يد التخريب من أبناء البادية ممن تمدرسوا بتلك المؤسسات, وشاءت الظروف أن غادروها دون استكمال دراستهم لهذا السبب أو ذاك, ليصبوا غضبهم الجامح بعمليات انتقامية إجرامية تخريبية .

     – من الخاسر يا ترى؟

     –  أليست القبيلة وسكانها؟

     –  ألم يكن من الأجدر التجند لمثل هذه الحالات التي أظن سكان القبيلة كانوا على اطلاع بالفاعلين ,لكن نقمة بعضهم على رجال التعليم جعلتهم يتفرجون على هذا التسيب الذي يطال هذه المؤسسات ؟.

    هذه النقمة التي أصبحت تطال مؤسساتنا التعليمية إنما تنذر بتراجع القيم  وتدني مستوى الوعي وتزايد الحقد والكراهية لرجال التعليم ,الذين أظنهم كبشر لا بد وأن تتناقص عزيمتهم عندما يلمسوا أن من يحسنون إليهم ويقدمون لهم الدعم اللازم وفق الإمكانيات المتاحة والظروف الصعبة التي يعملون فيها… يبادلون الخير بالشر والنعمة بالنقمة.

  إن انتشار مثل هذه الظواهر المشينة والاعتداءات الرهيبة على ممتلكات أصلا ليست في ملك وزارة التربية الوطنية , بل هي ضمن الأملاك المخزنية . وكل تخريب يطالها إنما يزيد من ثقل ميزانية الدولة التي تتحمل الكثير .

  صحيح هناك أزمة الشغل وهناك تراجع في المستوى وهناك تزايد لمتعاطين للمخدرات وهناك الكثير من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية… لكن حلها

لا يكون بالزيادة منها.

   لا بد من وقفة ولا بد من حوار يشارك فيه المجتمع المدني وكل المعنيين للوقوف على هذه التحولات التي تترك بصمات سيئة وانطباعات خاطئة. كل فرد من المجتمع معني بالحفاظ على ممتلكات الدولة و وكل تخريب يطالها إنما يتحمل وزره كل المجتمع على اعتبار أن ما سيصرف لتعويض الخسائر كان من  الممكن أن يصرف لتنمية مجال ما. كفانا نقمة وكفانا عدوانية . الدولة إرادة معنوية تقوم على ثقة الأفراد الذين تعاقدوا من أجل تكليف حكومة لصيانة مصالحهم والدفاع عنها. وليست قطاعا منفصلا عن الأمة . ميزانيتها تقتطع من جيوبنا فلا داعي لزيادة الأعباء….

  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *