Home»Enseignement»من ينصف تلميذاتنا و تلامذتنا يا ترى؟

من ينصف تلميذاتنا و تلامذتنا يا ترى؟

0
Shares
PinterestGoogle+

في كل مرة نوجه أصابع الاتهام لتلميذاتنا و تلامذتنا بأقبح الأوصاف فمرة الكسول و مرة الغبي, وبعد المرات تصل إلى كلمات قاسية تصل إلى شتم عائلة التلميذ(ة) علنيا وأمام الجميع مما يخلق في نفسية بناتنا وأبنائنا حزازات كبيرة تصل في بعض الأحيان إلى ردود عنيفة لاشعورية أو ربما ينتج عنها عزوف عن المادة أو المؤسسة التعليمية و هذا يسهم في الهدر المدرسي,ولكن لم نطرح على أنقسنا سؤال كيف يمكننا أن ننصفهم؟
قبل أن يلتحق أبناؤنا و بناتنا بالمدرسة يجدون أنفسهم في وضعية لخبطة فمنهم من يلتحق بالمدارس العتيقة, ومنهم من يلتحق بالكتاتيب القرآنية وآخرون رياض أطفال أو بعثات و هذا يترتب عنه عدم تكافؤ الفرص في التعليم الابتدائي, الذي يمثل منعرجا مهما في حياة التلميذ(ة) يفرز عدة إكراهات كبعد المسافة في العالم القروي, الكتب الكثيرة التي نثقل بها أكتافه إذ يصل في بعض الأحيان وزن المحفظة أكثر من وزن التلميذ(ة) أضف إلى ذالك الكتب المدرسية التي تتضمن نصوصا تفوق قذرات التلاميذ خصوصا في اللغة الثانية و المواد العلمية و هذا تم التوصل إليه بدراسات و أبحاث في هذا المجال و هذا يؤدي لا محالة إلى عدم التحصيل الجيد و بالتالي ضعف في المستوى التعليمي مما  يؤدي للحصول على نتائج كارثية في الامتحانات الإشهادية و اللجوء إلى عتبة نجاح أقل من المعدل المطلوب ومن هنا تبدأ المأساة أمام مسار التلميذ(ة) الدراسي في الإعدادي و الثانوي ألتأهيلي, أضف إلى ذلك المقررات الطويلة و الأقسام المكتظة و معدلات انتقاء إلى المعاهد و المدارس و الكليات المرتفعة و الغير المنصفة الشيء الذي أدى إلى الاكتظاظ الكبير داخل مدرجات الجامعات و عدم تكافؤ الفرص لولوج سوق الشغل و ذلك ناتج عن نوعية الدبلوم أو البكالوريا المحصل عليها ففرص البكالوريا العلمية ليست مثل البكالوريا الأدبية, والآن عدنا نسمع بالبكالوريا الدولية التي تدرس فيها المواد العلمية بالفرنسية, أمام هذه العراقيل أصبح تلامذتنا و تلميذاتنا يحسون بالملل و الحيف و النفور عن الدراسة, فلكي نرجع لهم الأمل والثقة وننصفهم يجب علينا أن نوفر لهم ما يلي:
– بنية تحتية للمؤسسات التعليمية تتوفر على جميع المرافق الصحية, و الرياضية. والترفيهية, و التثقيفية تستجيب لحاحيات العصر الذي نعيش فيه من عولمة وانترنيت و هواتف ذكية و تكنولوجية متطورة.
– مزج سوق الشغل بالدبلومات و الشواهد المحصلة و ذلك بالاعتماد على توجيه نفعي,أي إحداث شعب تساير سوق الشغل والاستغناء على أخرى أصبحت متجاوزة أو التقليص من عدد طلابها.
– اعتماد على كتب مدرسية تراعي خصوصيات تلامذتنا و مستواهم الدراسي خصوصا في اللغات مع توحيد المقررات في التعليم العمومي و الخصوصي و ذلك لإرجاع مكانة المدرسة العمومية بتكافؤ الفرص.
– إعادة النظر في معدلات انتقاء للالتحاق بالتعليم العالي و فتح المجال لجميع الحاصلين على شهادة البكالوريا لاختيار التوجيه المرغوب فيه منذ  الصغر مع  إجراء مبارة استحقاق الطالب المناسب في المكان المناسب.
– تحسين ظروف عمل الأطر التربوية ماديا و معنويا خصوصا في العالم القروي خزان التهميش و الهدر المدرسي.
– إعطاء المكانة المهمة التي يستحقها التكوين المهني و اعتباره شعبة كباقي الشعب الأدبية أو العلمية و دمجه مع التعليم التقني عوض الصورة السلبية التي يمثلها الآن باعتباره ملجئا للفاشلين, خصوصا واليوم أصبحت  وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني ,إذا أصبح من الضروري تحيين كل المسا طير و المذكرات الصادرة سابقا.
*خلاصة: لقد كانت هذه بعض الاقتراحات الضرورية للخروج بتعليمنا من النفق المسدود , حتى ننصف تلامذتنا و تلميذاتنا الذين يعانون من الإقصاء و التهميش و النظرة السوداوية للمستقبل و يرجع التلميذ الملقب بالكسول مجتهدا و الغبي يقضا,وتنمحي الصورة النمطية التي تهيمن على منظومتنا التربوية ونعود نسمع كاد المعلم أن يكون رسولا, وترتاح الإدارة التربوية من حالة الطوارئ اليومية و لن يبقى إطار التوجيه يشعر بالذنب فهو يدافع على رغبة التلميذ (ة) التي يحلم بتحقيقها منذ صغره مهندس, طبيب, أستاذ ,ربان طائرة …….. و لكن كل هذه الأحلام تتبخر بجرة قلم , لقد آن الأوان لكي نقيم أنفسنا و نرجع لتعليمنا الهبة  فالتعليم الناجح بأمته, والأمة الناجحة بتعليمها ومن سار على الدرب وصل.
موضوع من إنجاز : ذ مصطفى لعشاشي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. محمد أمين
    15/03/2014 at 03:10

    موضوع من ينصف تلامذتنا و تلميذاتنا يا ترى
    يعكس لنا الحالة النفسيةو التعليمية التي تؤثرسلبا على مسار ناشئتناالدراسي والتي تحتاج لحلول عاجلة فشكرا لك ذ:لعشاشي مصطفى لتطرقك لهذا الموضوع المهم

  2. رباب .ه
    15/03/2014 at 16:04

    موضوع مهم جدير بالقراءة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *