فاحش الأمية في تسمية ثانوية تأهيلية بمدينة ابن عطية
معلوم أن الأسماء التي تطلق على المؤسسات التعليمية لها دلالات تربوية بالدرجة الأولى ؛ وهي عبارة عن عرفان من الخلف تجاه السلف ؛ وقد يتبرك ببعض الأسماء كأسماء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ويعتز بأخرى كأسماء العظماء والشهداء ؛ وقد تذكر بعض الأسماء لشهرتها وقيمتها العلمية والفكرية. وإذا جاز الخطأ في بعض التسميات فإنه لا عذر لمن جانب الصواب في ما اشتهر من أسماء الأعلام ؛ وما سميت الأعلام أعلاما إلا لشهرتها.
ومما يؤسف له أن يوكل لمن لا علم له تسمية مؤسسة تربوية بمدينة الألفية وفيها من أهل العلم من يجزي عن أهلها فروض الكفاية؛ ويشتد الأسف عندما يتعلق الأمر بوزارة مسئولة عن محو الأمية بكل أصنافها خصوصا الأمية المعيبة كالتي تلحظ في تسمية ثانوية تأهيلية بحي القدس بمدينة وجدة والتي لحن فيها لاحن غفر الله له فحرف اسم الفقيه المجتهد العلامة الحافظ الخطيب القاضي أبي بكر بن عربي الأندلسي الإشبيلي المالكي المولود سنة ثمان وستين وأربعمائة للهجرة بالأندلس ؛ والمتوفى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة للهجرة بفاس ؛ وهو أشهر من علم في رأسه نار لكثرة ما ألف في التفسير والفقه والحديث واللغة وغير ذلك من العلوم ؛ وزاده شهرة اشتغاله بالقضاء ؛ وبناؤه لسور إشبيلية من ماله الخاص وكان من أهل اليسار.
وقد أبت الأمية الفاحشة قبحا لها فيمن أوكل إليه تسمية هذه المؤسسة التربوية من موظفي وزارة التربية إلا تحريف اسمه من القاضي ابن عربي إلى القاضي ابن عربية وليس الذكر كالأنثى ؛ مع أنه ليس التأنيث لاسم الإناث عيب ؛ ولا التذكير فضل للذكور. والغريب أن تكون لتسمية المؤسسات التربوية إجراءات مسطرية تمر عبر سلسلة طويلة من المكاتب فيها خلق كثير ولا يتنبه أحد لهذا الخطأ الذي أثار فضول ساكنة وجدة فسألوا عن صاحب هذا الاسم الذي لم يسمعوا به من قبل.
وقد بلغني بواسطة رئيس هذه المؤسسة وهو رجل فاضل أنه لم يمكن من نسخة المراسلة الموجهة للوزارة في شأن هذه التسمية من طرف الجهة المسئولة التي تنكرت لمسئوليتها بعد شيوع الخطأ في التسمية ؛ كما بلغني أن السيد رئيس المجلس العلمي فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بنحمزة وخلال زيارة للمؤسسة رفقة والي الجهة الشرقية بمناسبة انطلاق الموسم الدراسي الجديد تعهد بتصحيح التسمية على نفقته دفعا للأمية فجزاه الله خيرا عن مدينة ابن عطية.
4 Comments
لاشك انك اخي واهم في التسمية فهي صحيحة نسبة الى عائلة ( اولاد بنعربية ) المعروفة في وجدة منذ القديم فالمراد احد ابنائها (ابن عربية ) تخليدا لهذه العائلة الكريمة التي سكنت داخل اسوار مدينة وجدة واشتهرت بالثقافة والدين والاحسان وشكرا
رد على الوجدي اخي الفاضل بما ان الاستاد الفاضل السبد مصطفى بن حمزة تعهد بتغيير اسم المؤسسة فتيقن ان الاخ الشركي على صواب وان المشرفين على تسمية المؤسسة فهم على خطا ما يخصهم الا الاعتدار لابناء الساكنة والسلام
أتفق مع الأخ وجدي في ان المقصود بالتسمية أحد أبناءأولاد بنعربية الذي كان قاضيا,
خلال الزيارة التي قام بها الوفد التبس عليهم الأمر و علي رأسهم العلامة بنحمزة و اعتقدوا ان اللافتة تحمل اسما مغلوطا, المعروف أن ابن عربي الحاتمي الطائي كان مشهورا والى الآن بلقب الشيخ ، و هوصاحب الفتوحات المكية و فصوص الحكم ، من غلاة الصوفية الذين قالوا بوحدة الوجود و شهد له بالحاده كثير من علماء الإسلام ,
أما المعروف بالقاضي فهو أبوبكر بن العربي المالكي ( بأل المعرفة) ، له مؤلفات جليلة في الحديث والتفسير ، وله الكتاب الجليل في الذب عن الصحابة الذي سماه « العواصم من القواصم » ، يدافع فيه عن الإسلام وعن صحابة رسول الله ، وله كتاب « تفسير آيات الأحكام »و تحمل اسم هذا العالم الجليل كثير من المؤسسات التعليمية بالمغرب كثانوية القاضي ابن العربي بتطوان , و به وجب الإعلام
إلى المهتم وإلى الوجدي وأتمنى أن تظهر الأسماء عوض هذه النعوت التي تتخذ غطاء لالقاء الكلام على عواهنه والتملص من مسئوليته
إذا كان قد مر بوجدة شخص اسمه القاضي ابن عربية فما عليكم إلإ إثبات ذلك فالبينة على من ادعى . ولو قدر له أن يكون وما هو بكائن لما بلغ مرتبة القاضي ابن عربي الذي لو سميت به العديد من المؤسسات لما وفته حقه.
أما نسبة الخطأ والالتباس في معرفة هذه الشخصية لكل الناس فمن شر الوسواس الخناس
ونحن في انتظار ترجمة القاضي ابن عربية الذي طبقت شهرته الآفاق ولم تسمع به ساكنة وجدة بما في ذلك مثقفوها