Home»Enseignement»التفاتة كريمة من فضيلة العلامة مصطفى بنحمزة نحو تلاميذ ضعاف البصر بمدينة تويسيت

التفاتة كريمة من فضيلة العلامة مصطفى بنحمزة نحو تلاميذ ضعاف البصر بمدينة تويسيت

0
Shares
PinterestGoogle+
 

التفاتة كريمة من فضيلة العلامة مصطفى بنحمزة نحو تلاميذ ضعاف البصر بمدينة تويسيت

 

محمد شركي

 

على إثر زيارة ميدانية للمؤسسات التربوية بنيابة جرادة  لمعاينة عملية الدخول المدرسي ،استرعت انتباه لجنة نيابية كنت ضمنها ظاهرة ضعف البصر عند مجموعة من تلاميذ مدرسة أحمد الناصري السلاوي بمدينة  تويسيت .  ولما  استفسرت اللجنة رئيس هذه المؤسسة عن ذلك ، علمت منه أن  حوالي 46 تلميذا وتلميذة من مجموع 227  يعانون من ضعف الإبصار . ومنذ تلك اللحظة صار شغلي الشاغل هو البحث عن سبل مساعدة هؤلاء التلاميذ خصوصا وأن معظمهم منحدر من أسر فقيرة ازدادت فقرا بعد إغلاق المنجم  بهذه المدينة سنة 2002 . واتصلت في هذا الموضوع بعدة جهات ، فعبر بعضها عن استعداده لمساهمة شخصية  لكنها لا تغطي  حاجة المتعلمين ضعاف البصر حتى انتهى بي الأمر إلى  فضيلة العلامة  الأستاذ الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي  وعضو المجلس العلمي الأعلى  ، ومدير معهد البعث الإسلامي  فلم يتردد لحظة واحدة كما عودنا في  الاستجابة لطلب التدخل من أجل هؤلاء التلاميذ البؤساء . وقد أبدى سيادته تأثرا بالغا لحالهم ، وصرح لي بأن هؤلاء لا يمكنهم متابعة دراستهم بشكل طبيعي  إذا لم يتم تدراك أمرهم فورا ، فطلب مني لائحة بأسمائهم وافيته بها  للتو بعد توصلي بها من السيد رئيس مصلحة الشؤون التربوية بنيابة جرادة الذي  كان يحمل معي نفس الهم . وتدخل فضيلة العلامة لدى الطبيب الرئيسي بمركز الكشف الطبي  بوسيف بوجدة  ، وضرب للتلاميذ ضعاف البصر موعدا بهذا المركز قصد  إجراء الفحوصات عليهم . وأبلغت  أكاديمية الجهة الشرقية بذلك ، و كذا نيابة جرادة التي تولت  إخبار  مدير المدرسة  بضرورة إبلاغ آباء وأولياء هؤلاء التلاميذ  بالحضور خلال الأسبوع المنصرم إلى مركز الكشف الطبي . ولم يحضر من هؤلاء التلاميذ سوى عشرة استفادوا من الفحص ، بينما تعذر على الباقي الحضور بسبب فقر وفاقة أسرهم . وجاءت  مبادرة طيبة من  السيد الطبيب الرئيسي لهذا المركز ، وطاقم طب العيون ، فقرروا الانتقال إلى هذه المدرسة من أجل استكمال الفحوص على من تبقى من التلاميذ  ضعاف البصر

. ويوم أمس الخميس انطلق  فريق طب العيون لمركز الفحص الطبي بوسيف المكون من أربع طبيبات ، وثلاثة أطباء نحو مدينة تويسيت على متن  سيارتين وفرتهما أكاديمية الجهة الشرقية ونيابة جرادة ، وقد اصطحب  هذا الفريق معه  أجهزة الفحص  إلى عين المكان . وفي جو احتفالي  تم فحص التلاميذ الذين لم  يسبق فحصهم من المسجلين  في لائحة ضعاف البصر، فضلا عن  عدد آخر  تم التأكد من  سلامة أبصارهم إلى جانب فحص بعض المدرسين أيضا . وكان مجموع التلاميذ الذين تأكد ضعف بصرهم عن طريق الفحص الآلي 44 تلميذا وتلميذة تتراوح أعمارهم ما بين 6 سنوات و12 سنة . ولقد وجد الفريق الطبي الذي كنت أرافقه  باعتباري مفتشا تربويا تابعا لنيابة جرادة  في استقباله السيد مدير المدرسة ، والسيد رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ وطاقم التدريس المكون من أساتذة وأستاذات . ولقد  أقامت  جمعية آباء وأولياء التلاميذ  حفل غذاء على شرف فريق طب العيون  كتعبير عن التفاتتهم الطيبة نحو تلاميذ هذه المدرسة . وفي نهاية الحفل تقدمت  شخصيا بكلمة شكر وامتنان لفريق طب العيون بمركز الفحص الطبي بوسيف بوجدة  أصالة عن نيابة  جرادة وأكاديمية  وجدة ، ونيابة عن فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بنحمزة الذي يعود إليه الفضل بعد الله عز وجل في هذه المبادرة الخيرية  التي نسأل الله عز وجل أن يجعلها في ميزان حسناته ، وهو صاحب الأيادي البيضاء  خصوصا عندما يتعلق الأمر بالفئات الاجتماعية الفقيرة والمعوزة . ولقد أصرت  جمعية  آباء وأولياء التلاميذ بهذه المدرسة على شكر فضيلته ، وسيادة الطبيب الرئيسي لمركز الفحص الطبي بوسيف وطاقم طب العيون به  ، ومن سيتولى  من أهل الخير والإحسان توفير النظارات للتلاميذ ضعاف البصر الشكر الجزيل مع الامتنان ، ورفع الحاضرون أكف الضراعة إلى المولى جل وعلا أن يجازي أهل الخير  خيرا في العاجل والآجل . وستظل هذه المبادرة الإنسانية الخيرة  وسام شرف يوشح صدور كل من ساهم فيها  من قريب أو من بعيد . وأملي أن  تلي هذه الالتفاتة  التفاتات  أخرى بجميع المؤسسات  التابعة لأكاديمية الجهة الشرقية ، وأن  تتنبه الوزارة الوصية إلى ظاهرة ضعف البصر لدى المتعلمين خصوصا في  القطاع القروي ، وفي الأحياء الهامشية بمدن الجهة الشرقية ، وإلى  خطورة تأثيرها على تعلم وتحصيل  المتعلمين.

وأخيرا أجدد الشكر لفضيلة العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بنحمزة صاحب المبادرات الخيرية  المحمودة  التي لا يجاريه فيه أحد ، وأقول فيه ما قاله المتنبي في سيف الدولة :

« ومن قصد البحر استقل السواقيا « .

 وجزاه الله كل خيرعن هؤلاء التلاميذ البؤساء ،هو من  يقف بجانبه من أهل الخير والإحسان  الذين يفضل أكثرهم عدم الكشف عن هوياتهم ابتغاء مرضاة الله ، وبعيدا عن أضواء الإعلام ، فلهم الشكر الجزيل  مرة أخرى وأجرهم عند الله عز وجل  الذي لا يضيع أجر المحسنين .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. متتبع
    04/01/2013 at 11:57

    الشكر والامتنان لمن توفقوا في مرضاة الله بهذا العمل الخيري ،والفت الانتباه الى مصدر اخر لشراء مرضاة الله ،وهو النقل المدرسي للتلاميذ الثانوي التاهيلي الذين يتابعون دراستهم بثانوية القدس التاهيلية .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.