Home»Enseignement»ضرورة محاسبة الجهة المسئولة عن فشل إصلاح منظومة التعليم عوض الترويج للحلول الترقيعية من قبيل ما يسم

ضرورة محاسبة الجهة المسئولة عن فشل إصلاح منظومة التعليم عوض الترويج للحلول الترقيعية من قبيل ما يسم

0
Shares
PinterestGoogle+

ما كان للمجلس الأعلى للتعليم أن ينعقد ليخرج علينا بتقريره لولا تقرير صندوق النقد الدولي الذي حاولت جهات عدة في وزارة التربية الوطنية وفي غيرها التقليل من شأنه في بداية الأمر ـ وهو تقرير لم يفاجأ أطر قطاع التربية ولا الرأي العام الذي كان يدرك بالواضح والملموس على أرض الواقع فشل الإصلاح ـ وبعد ذلك لم تجد الوزارة بدا من الإقرار بالحقيقة المرة الواضحة للعيان. وعوض أن تسلك هذه الوزارة سبل التصحيح السليمة ، وعلى رأسها تحديد الجهة المسئولة عن فشل الإصلاح ومحاسبتها وفق مقتضيات النصوص القانونية و التشريعية والتنظيمية عادت إلى سياسة ذر الرماد في العيون من خلال لقاءات مركزية وجهوية وإقليمية للترويج لما يسمى بالخطة الاستعجالية ، والمثل العامي يقول في هذا الشأن : [ اللي ما جاء مع العروس ما يجيء مع أمها] . ومن سياسة ذر الرماد في العيون محاولة البحث عن شماعات لتبرير فشل الإصلاح والمسئول عنه على طريقة حكاية الحيوانات المرضى بالطاعون التي وجدت تبريرها وشماعتها في أضعف طرف من المجموعة للتغطية على أقوى طرف مسبب للوباء ومسئول عنه.

إن الجهة التي كلفت أول الأمر بمشروع الإصلاح مسئولة مسئولية مباشرة إذ كان عليها وهي لا تعرف نتائج مشروعها مسبقا ولا تملك الضمانات الحقيقية لنجاحه أن تنصرف مشكورة لحال سبيلها تاركة الأمر لذوي الخبرة والكفاءة. واٌقل ما تحاسب عليه هو تعويض الخسارة المادية المترتبة عن فشل المشروع، وهو تعويض لن يفيد أمام خسارة معنوية أفقدت قطاع التربية مصداقيته دوليا ووطنيا.

وعلى غرار محاسبة المسئولين عن مشروع الإصلاح الفاشل لا بد من محاسبات للمسئولين عن تنفيذه مركزيا وجهويا وإقليميا لأن المسئول الأول السابق عن الوزارة والذي اختار طاقمه لتسيير دواليبها من معارفه حزبيا ، وهؤلاء المعارف بدورهم اعتمدوا معيار الحزبية والزبونية والمحسوبية لاختيار من يشاركهم التدبير جهويا وإقليميا. ففشل الإصلاح لم يأت من فراغ وإنما جاء من أناس أسندت إليهم أمور التدبير وهم غير أهل لها فحانت قيامة المنظومة التربوية بسبب هذا الإسناد الفاشل. لقد كانت فعاليات تربوية شتى تقرع أجراس الخطر للتحذير من فشل الإصلاح من خلال تسليط الضوء على الأداء الفاشل للمسئولين مركزيا وجهويا وإقليميا في وقت كانت الوزارة تنفق الأموال على ما يسمى بمنتديات الإصلاح للترويج لمصطلحات فضفاضة ومبهرجة من قبيل الجودة التي صكت بها الآذان، ولا زلت أذكر يوم عقبت على مؤشرات تليت في سياق الترويج للجودة بأنها مؤشرات الرداءة فتقلصت عضلات وجه المسئول الجهوي تبرما من تدخلي الوقح على حد تعبيره في الكواليس كما بلغني فيما بعد.

إن الذي سيصدق بما يسمى بالخطة الاستعجالية هو إنسان مخالف للطبيعة والفطرة ومؤهل لأن يلدغ من جحر مرتين ، ولا يحصل ذلك لمؤمن كما جاء في الأثر.
إنه لا سبيل من تدارك الخسارة الفادحة إلا بالتخلص من المسئولين عنها، أما صغار أطر المنظومة التربوية فصلاحهم بصلاح كبار الأطر. وقد آن الأوان لمحاسبة حقيقية وصارمة تجعل المتهافتين على مراكز المسئولية واللاهثين وراءها طمعا في المآرب يفرون منها مستقبلا ، ويردون ما غلوه من امتيازات مادية ومعنوية وإلا كان مقرهم وراء القضبان ليكونوا عبرة للمعتبرين كما هو الشأن في البلاد الراقية التي تجعل القانون فوق كل الرؤوس والمصلحة العامة من أقدس المقدسات .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. عبد العزيز قريش
    02/05/2008 at 13:40

    السلام عليكم يا أستاذي الفاضل الكريم سيدي محمد شركي. لقد قلت حقا. فإذا لم نتخلص من الذين أساءوا إلى التعليم وخربوه، فلن نفلح في إصلاحه. وعليه فإن إصلاح إصلاح التعليم سيأتي اليوم الذي سيطلب فيه إصلاحا. ومن خلال بقاء المخربين في أماكنهم فإننا نجري ترقيعا للمرقع وسنظل في الترقيع إلى أن يقيد الله تعالى لتعليمنا من يخرجه من الترقيع. وسلام لك أيها العزيز.

  2. رجل تعليم
    04/05/2008 at 00:27

    اتفق معك الاخ محمد شركي في ما جئت عليه وانت تتحدث عن محاسبة من كان وراء تخريب التعليم في بلدنا الحبيب وتخريب التعليم يعني تخريب مستقبل ابناء المغاربة وبالتالي تخريب البلد لان هؤلاء الابناء هم مستقبل الوطن . ما دمنا لانحاسب المتلاعب بمصالح الوطن كيفما كان نوعها . ونعاقبه بقدر ما اساء لمسؤوليته والثقة الموضوعة فيه حسابا عسيرا . فلن ننتظر خيرا او فلاحا لهذا الوطن . ولكن والحمد لله فالعهد الجديد سائر بتوأدة في تتبع المفسدين واستئصالهم كما يستأصل الورم الخبيث . ولا ادل على ذلك ما ناله بعض المتلاعبين بمصلحة البلد . والبقية آتية بحول الله . ولكل فاسد ومتلاعب موعد .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *