Home»Enseignement»لماذا يتبول تلاميذنا على مدارسهم؟

لماذا يتبول تلاميذنا على مدارسهم؟

0
Shares
PinterestGoogle+


لماذا يتبول تلاميذ نا على جدران مدارسهم؟

عزيز باكوش

لقد فعلها "الشيطان" إذن, و ضبطناه متلبسا ,وهو يفرغ متانته على جدار مدرسته, بعد انتهاء حصة الصباح بدقائق, كان في حوالي العاشرة من عمره , لم يلتفت إلينا أول وهلة , كان مزحوما, أسند ظهره على طرف جدار رائحته تزكم الأنوف , وشرع يرسم دوائر..كلعبة مائية , و رغم الصخب الذي كان يرافق عملية خروج زهاء1000تلميد من بوابة مدرسة ابتدائية حديثة البناء , إلا أن صوتنا كان مسموعا, ومزعجا , ومع ذلك , بدا للتو مغرقا وغير مرتبك , في خضم الحدث, فاجأناه بالسؤال:

لماذا تتبول على جدار المدرسة؟؟؟؟

أأأأأ… أنا مزير..أ أستاذ…."مخنوق….؟؟؟؟

في مدرستك..لا يوجد مرحاض..

كاين- لكنه….. خانز؟؟؟؟؟؟

طيب….في المدرسة ..هل يوجد ماء؟؟؟

بزبوز.."صنبور" واحد تيخدم؟؟؟؟ صمت لحظة ثم اضاف:

أأستاذ..مشي غير أنا؟؟؟؟

حسنا……؟؟؟؟؟؟؟؟

أدخل عضوه التناسلي بخبث كما لو كان رأس سلحفاة …..وأكمل العملية في سرواله , تم انطلق مائلا في مشيته. مثل كلب اعور.

لا جدل في أن الدور التقليدي للمدرسة بوصفها ميثاق و فلسفة تربية , وأسرة التربية والتعليم كآلية لتفعيل بنودها, هو إعداد التلاميذ كي يصبحوا أشخاصا نافعين , و مواطنين صالحين بالمعنى العام والشمولي , مواطنون يتحملون مسؤولية امتداد الثقافة والحضارة والقيم النبيلة في أبعادها العربية و الإسلامية والكونية , في سياق تنشئة يأمل المربون , مؤلفين وناشرين على حد سواء , أن تكون محتويات مقرراتها رافدا أساسيا لثقافة دينية ناجعة , وحافزا مركزيا لثقافة مواطناتية دينامية ومتفاعلة , تثري سلوك النشئ , وتطور ممارساته ..وتخصب القيم النبيلة عموديا وأفقيا في بواطنه وأحاسيسه , كي تشمل الذات والحياة جمالا , وتعم الفضاء والمحيط كفاية, مواطنون يعتزون بوطنيتهم , ويعززون رصيد هم الخلقي, ويدبرونه مجاليا وبيئيا , انطلاقا من القيم التي تم إعلانها كمرتكزات ثابتة في ميثاق التربية والتكوين . هذا ما تدبجه مقدمات الكتب والمقررات المدرسية.

لكن لواقع الطفولة ارتفاعاته , فعندما تمتلئ المتانة ,لا يحتاج عقل الصغير إلى كثير مراجعة , لا وقت لديه للتفكير في الأخلاق ,واستحضار القيم , المواعظ والدروس. لذلك, تولد الهزائم.

أين العطب اذن؟؟؟؟؟؟؟؟

الذي كان يزعجنا ونحن نراقب الوضع عن كثب , هو إن محفظة صاحبنا تثقل كتفيه الصغيرتين , ولا شك انها تزدحم بمقرر التربية الإسلامية , ومرجع في مادة تدبير الشأن المحلي, وكتاب آخر للتربية على المواطنة. وهو مؤشر ايجابي على حصول توجيه وتربية وكفاية. لكن السؤال , ما الجدوى من كل ذلك ؟؟؟كيف يحدث ذلك .رغم هذا كله.. ولماذا؟؟

السؤال حملناه إلى شركاء ومتدخلين في العملية التربوية ,

تأمل احدهم وكان مفتش تعليم عبارة " أنا مزير..أ أستاذ…."مخنوق".. وعلق قائلا : انه رد فعل عفوي, وتعبير صادق , ليس غاضبا ولا منفعلا , رد يجب أن يعطى له الاهتمام التام, ويحظى من قبلنا على الأقل كمربين بالرعاية اللازمة. لأنه رد فعل يعبر عن صعوبة ومعاناة. وهذا أمر غاية في الأهمية.

تورد سيكولوجيا القطط , وكما تقول الأعراف والتقاليد ,إن معرفة حياة القطّ في المنزل وتدبيره لحاجته , وسلوكه في الطبيعة , ومع القطط الأخرى، من الاهمية بمكان , انه يتسربل في استحياء حين تداهمه الحاجة , يبحث عن مكان بعيد عن عيون الصغار ,كي يفرغ متانته, مثلما يفعل الكلب بقليل حياء حين يفضل نبتة الشيبة ذات الرائحة النسمة,كمكان مفضل لقضاء الحاجة , لكن , يبدو أن لأحد تلاميذ مدارسنا رأيا مخالفا تماما , هاهو يفك حلقة سرواله فور خروجه من المدرسة , يمسك قضيبه , بيدين مرتعشتين. ويشرع في التبول على جدار قسمه, و أمام أنظار حشد من زملائه وزميلاته .

.. صاحبنا فعلها , كمن يؤدي واجبا وطنيا, دونما أدنى حرج , فلماذا يشد هذا التلميذ ,المتمدرس , عن القاعدة ؟؟؟؟ …حتى..تلك التي لدى القطط والكلاب ..تلك القاعدة البيولوجية التي تحسبها الطبيعة قاسما مشتركا بين الإنسان والحيوان؟؟؟؟؟؟

الدولة ملزمة بإحداث مرافق أساسية بالتعليم الابتدائي, وتسييجها بشبكة من الأعوان يتوفرون على وسائل العمل.والخدمات الضرورية .وتحت طائلة المتابعة والحساب .

غياب شروط النظافة بالمؤسسة التعليمية, أو انعدامها أصلا, أمر غاية في الخطورة, عطب يطرح أكثر من سؤال حول واقع المدرسة المغربية, ومستقبل الصحة الجسدية والنفسية للمتعلمين بها.

الإدارة المدرسية في الابتدائي , لها الكثير مما يجب فعله في هذا الباب , فنتيجة لتهاون بعض الأعوان, بسبب تقاعس الإدارة, وحتما غياب المتابعة والحزم والصرامة في توزيع المهام. , إضافة إلى عامل الوقت, 10 دقائق مخصصة للاستراحة .. قد لا تفي بغرض 700 تلميذ لقضاء حاجاتهم البيولوجية دفعة واحدة, إضافة إلى أن للطفولة خصوصيات وبراءات من نوع خاص ..عناد التبول الطفو لي .الاستهتار البرئ..المشاكسة المرغوب فيها….كلها عوامل تساعد على تازيم المشكل..

وإذا كان التلميذ يوالي ارتكاب المفاسد’ و حصد الهزائم, فمن المنطقي جدا أن يسال الأساتذة أنفسهم, أو يسألون تحت طائلة المسؤولية , عن سبب فشل مناهجهم التربوية, والسياسية .وهو ما لا نعتقد أن أحدا من هؤلاء ينوي القيام به الآن على الأقل.

يتبع عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

11 Comments

  1. أم بثينة
    14/02/2007 at 21:29

    لقد لامست سيدي عبد العزيز شغاف مشكلة جوهرية في منظومتنا التعليمية،قد يراها البعض غير ذات بال.وقد يراها آخرون من قبيل الطابوهات المرجو السكوت عنها. فمراحيض المؤسسات ،زيادة على ما ذكرت،أصبحت مرتعا لمفاسد لاحصر لها حتى أصبح من الأهون ممراسة الحاجات البيولوجية في الهواء الطلق على ممارستها داخل المؤسسات.مؤسسات الثانوي بشقيه خاصة.فقد أصبت بؤرا لممارسة الشذوذ ،وتناول المخدرات وما خفي كان أعظم.

  2. ياسين
    14/02/2007 at 21:30

    انها ليست مناهج الاساتدة ولكنها مناهج الوزارة التي لم يعد يهمها الا الكم والربح المادي ومحاولة تقليد الغرب في مناهجهو واين نحن من الغرب لنا ديننا ولهم دينهم .يا حبدا لو رجعنا الى الاصول وكفانا من القشور

  3. عبد العزيز قريش
    14/02/2007 at 22:18

    استاذي العزيز عبد العزيز؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    لقد تساءلت سابقا في مقال لي عن الدوافع التي تدفع المجتمع بما فيه المجتمع الدرسي إلى العنف على المؤسسة، وأجد أن مفارقة النظري عن التطبيقي، ومفارقة الخطاب عن الممارسة في المجتمع كله. كما أجد المنظومة الأخلاقية والتربوية هشة في بنيتها كما في وظيفتها، وتفسخ منظومتنا الأخلاقية نتيجة أفعال وممارسات ميدانية لا تولي للقيم أية قيمة ولا أية دلالة اجتماعية … كل ذلك وغيره يؤدي إلى التبول والتغوط على المؤسسة، ويحضرني هنا أني زرت مؤسسة تربوية، فإذا بي أجدها مرحاضا لا مدرسة!؟ هناك أسباب عديدة يجب دراستها دراسة علمية لتجاوزها… وشكرا على مقالك المميز.

  4. عزيز باكوش
    15/02/2007 at 20:24

    ام بثينة
    دعيني سيدتي اشكرك على حضورك هنا
    ثانيا اتفق مع وجهة نظرك بخصوص ما يقع لكن ما نصيبنا نحن كاساتذة ومرببين من المسؤولية
    مجرد سؤال ام بثينة
    لك مودتنا الدائمة
    عزيز

  5. عزيز باكوش
    15/02/2007 at 20:24

    ياسين المحترم
    تواجدك يسعدنا , واقول ان لدينا مئات الالاف من الاحاديث النبوية حول مضمون النظافة لكننا شعب لا يحترم…..في اقليته مضامين تلك الايات الكريمة
    هي ذي مشكلتنا
    شكرا لمرورك

  6. عزيز باكوش
    15/02/2007 at 20:24

    استاذي الجليل عبد العزيز قريش
    لا بد من التأكيد على ان تواجدك الدائم ومتابعتك لمعظم ما ينشر حول الحقل التربوي أمر جدير بالاشارة
    سيدي بصفتك مؤطرا تربويا وبحوزتك عقود من المراقبة التربوية والتربية..الا ترى معي ان المشكل مشك عقلية بالاساس؟؟؟؟؟
    وتربية بالاساس؟؟؟ ومشكلة عربية بالاساس؟؟؟
    أقصد ان المغربي في السويد لا يقوم باعمال مخلة الا اذا عاد الى وطنه
    شكرا لك استاذي الجليل يتجدد

  7. متتبع
    16/02/2007 at 15:14

    ماكانش بيتلمات وانت تعرف ذلك يا السي باكوش

  8. يحي بنضيف
    16/02/2007 at 21:08

    لسم الله.وبعد.السيد عزيز أعزك الله.اسمح لي بالمشاركة معك في الموضوع.وللاجابة على السؤال أقول ان أطفالنا يتبولون على جدران المدارس لانها بكل بساطة لا تتوفر في أغلبها على مراحيض مريحة ولقد عانينا و نحن صغارا منها و لا زلنا نعاني لحد الساعة ونحن كبار.فهل تعلم ايها الاخ العزيز أن المؤسسة التي أشتغل بها ليس بها مرحاض واحد للاستاد؟والله. وفيها أكثر من 4أخوات أستادات.والله. هل تعلم أخي أن المدرسة التي تدرس بها ابنتي الصغيرة كان كل مراحيضها ممتلئة عن آخرها .وان جناحا آخر من المراحيض لا تستطيع ان تمر بها و أنت بعيد عنها باكثر من عشرة أمتار . والله. فما بالك بفلدات الاكباد .؟ هل هده مؤسسات للتربية أم مادا؟
    كيف يتعلم أبناؤنا و بناتنا النظافة في مؤسسات متسخة ؟ انه العبث. انه الاستهتار.
    هل تعلم يا أخي -أعزك الله- أننا كجمعية لآولياء التلاميد صرفنا أكثر من 800أف فرنك لاعادة تهيئة الواد الحار في المدرسة المختلطة للر…. ؟ أين هي اليزانيات الضخمة التي تصرفها النيابة والاكاديمية؟ سياسة التقشف شي عايش شي يشوف. الى لقاء.ي-ب

  9. عزيز باكوش
    17/02/2007 at 20:45

    الاستاذ الجليل يحيى بنضيف
    لا يسعني الا ان اتفق معك في وجهة نظرك القائلة بانعدام الشروط الصحية بالمنؤسسات الابتدائية المغربية في الجزء الاعم منها…
    اقرا لك …وان كنت لا ادون
    معذرة وشكري لك يتجدد

  10. عزيز باكوش
    17/02/2007 at 20:45

    الاخ المتتبع
    نعم اعرف ذلك وذلك ما جعلنا نكتب ..
    شكرا على تذكيرك

  11. عبد العزيز قريش
    18/02/2007 at 01:18

    أستاذي العزيز والفاضل عزيز باكوش؛ أنا متفق معك أن المشكلة قائمة بيننا لأن أزمتنا أزمة إنسان، لذا فمجتمعنا من طينتنا؛ والمغربي في الخارج لو وجد الفوضى والعبثية، وما يسود في مجتمعنا من مفارقات لعاد إلى الأصل؛ وفعل أكثر مما يفعل في بلاده الأصلية. أخي تلك المجتمعات بناها إنسان ليس من طينتنا، وتربيته ليست من تربيتنا وإيمانه بوطنه وإنسانه ليس من طينة إيماننا بوطننا وإنساننا. لهذا ينضبط هنا بحكم القانون المفعل واقعيا لا ورقيا! أعتقد أن هذه الإشارة كافية وشافية؛ ولك كل التقدير والتحية ودام قلمك متألقا. والسلام

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *