Home»Enseignement»المدرسة المغربية : انجازات حقيقية واختلالات ماتزال قائمة

المدرسة المغربية : انجازات حقيقية واختلالات ماتزال قائمة

0
Shares
PinterestGoogle+

فاس / عزيز باكوش

المدرسة المغربية :

انجازات حقيقية واختلالات ما تزال قائمة

التأم شمل جميع مكونات المنظومة التربوية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة –فاس بولمان على هامش التقرير السنوي الأول عن حالة منظومة التربية والتكوين وآفاقها الصادر عن المجلس الأعلى للتعليم ..

في هذا الإطار ، عبر الدكتور حسن أمزيل مدير الأكاديمية لدى افتتاحه أشغال اللقاء التفسيري الخاص بتقرير المجلس الأعلى للتعليم عن سعادته بائتلاف مكونات المنظومة التربوية – المهني والمدرسي والجامعي- لأول مرة بفاس من اجل المشاركة في مناقشة مضامين التقرير، وإيجاد اقتراحات فعلية بديلة لتدعيم نجاحه ، معتبرا اللقاء أرضية حقيقية ، وتربة خصبة للإغناء والتطوير . وقال في هذا الصدد " إن تقرير المجلس الأعلى للتعليم نفس جديد للإصلاح ، وآن لنا أن ندعمه باقتراحاتنا العملية ، مبرزا إن "تعاقدا جديدا لتجديد الثقة في مدرسة للجميع بات ملزما ، وزمن التفكير والتصور قد ولى ، ونحن الآن أمام زمن الفعل .

وأضاف أمزيل الذي ترأس أشغال اللقاء التفسيري زوال الاثنين 28 ابريل بمقر الأكاديمية " إن الحالة الصحية للمدرسة المغربية تقتضي بذل جهود كبيرة ، ترتكز وتبنى على مشاركة تصاعدية مع الأخذ بملاحظات واقتراحات المعنيين. مؤكدا في الوقت نفسه تحقيق المدرسة المغربية لنتائج واعدة رغم وجود بعض الاختلالات.

من جانبه قدم ذ محمد اعبابوش ممثل المجلس الأعلى للتعليم بحضور نواب التعليم بالجهة وعمداء الكليات وأساتذة الجامعة ، وممثلي النقابات والهيئات ملخصا للوثيقة الإطار مستعينا بالشاشة حيث قام بعرض بانورامي لمعطيات التقرير السنوي الأول عن حالة المنظومة التعليمية وآفاقها .

وتوخى التقرير الذي قدم الأستاذ اعبابوش ملخصا له اطلاع الجميع على وضعية المدرسة المغربية على نحو كان فيه موضوعيا ونزيها . حيث انتظم في ثلاث أهداف رئيسية ، تتمثل أولا في تقديم تشخيص مرجعي للمنظومة الوطنية للتربية، ثم تقدير مدى التقدم الذي أحرزته المدرسة بناء على مؤشرات قابلة للقياس ، أما الهدف الثالث فيندرج ضمن الأولويات والإشكاليات الراهنة بغية الإسهام بأجوبة من شانها مساعدة الفاعلين على بلورة الحلول واتخاذ القرارات الملائمة.

وفيما اعتبر التقرير الذي وزع على المشاركين في أقراص وجاء في 76 صفحة ، أن اللحظة ، شكلت فرصة مواتية اليوم لإعطاء نفس جديد لإصلاح المدرسة المغربية. ناقش المتدخلون مضامينه ، باعتبارها نوايا حسنة ، وأفكار تحتاج الى نقاش جدي وصريح و تضافر جهود الجميع ، لتجاوز التعثرات الحقيقية التي ما تزال قائمة ، مع وضع إمكانيات بشرية ومادية فعلية ، وأسلوب حكامة جيدة .

واستعرض المتدخلون ما أسموه ب"التدبير السيئ للحكامة على مستويات عدة محليا وجهويا ، والظروف السيئة التي يزاول فيها المدرسون مهنتهم ، كما طرحوا صعوبة ملائمة وتطبيق في بعض النماذج البيداغوجية مسجلين ضعف الموارد وإشكالية توزيعها والانخراط المحدود لهيئة التدريس بسبب ضعف الموارد والإمكانات بصورة أكثر قتامة من التقرير .

وفيما إذا كانت هناك آفاق فعلية لإنجاح مدرسة للجميع ، اعتبر المتدخلون الوثيقة الإطار أكدت أن مختلف الشروط العملية والسياسية متوفرة اليوم لاتخاذ إجراءات جديدة أكثر جرأة. بفضل التقاء فعلي للإرادات. ملكية وحكومية ونقابية . الا ان الانكباب الفعلي حول اجراة الإرادات يحتاج الى قرار حاسم .

من جهته اعتبر ممثل الإدارة المركزية أن تواجد القيادة التعليمية والتربوية وتجميعها هو مكسب ثمين كما هو فرصة حقيقية للتامل والاستشراف . وقال ذ سعيد الرهوني " إن اللقاء يعد بمثابة الشرارة الأولى لإذكاء الشعور العمومي حول المدرسة الوطنية ، من مدرسة حضرية الى آخر فرعية بإقليم ، موضحا إن المدرسة باتت الآن الملك العمومي الأهم والمشترك بيننا كمغاربة .

و دعا المشاركون في اللقاء الى تثمين جرأة ومبادرة المجلس الأعلى للتعليم ، مع الإقرار أن الإصلاحات التي رامها الميثاق الوطني لم تواكبها الإمكانات المادية والموضوعية لتحقيق التطور المنشود.

وشكل اللقاء فرصة لعرض مضامين تقريرالمجلس الأعلى للتعليم من جهة ، والاستماع الى وجهات نظر أطراف مختلفة ، خاصة قطاع التفتيش ، والتذكير بمسار الإصلاح المنشود بإخفاقاته آخذا في الاعتبار دور الشركاء والفاعلين النقابيين من أجل الارتقاء به .

وناقش المتدخلون بعض المحددات المفسرة لأهم الاختلالات في منظومتنا التربوية على ضوء التقرير مستخلصين تماهيها مع مطالب المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية.

واقر متدخلون جامعيون نزاهة وموضوعية تقرير المجلس الأعلى للتعليم. واتسام مقترحاته بالجرأة وبالواقعية . كما تفاعلوا مع ثلاث فضاءات اعتبرها التقرير ذات أولوية للعمل تنطلق من إلزامية التعليم مرورا بتحقيق التفوق وصولا الى معالجة الإشكاليات الأفقية والعمودية.

ونبه متدخل جامعي الى أن تدبير إشكالية الحكامة على مختلف المسؤوليات مايزال مستعصيا ،مؤكدا على أهمية ترسيخ آليات حقيقية للقيادة والضبط. من اجل تفعيل تام للمسؤوليات وتقوية جسور التواصل والتنسيق بين مختلف المكونات.

والمح المتحدث باسم الفدرالية الديمقراطية للشغل إن عشرية الإصلاح حققت مكاسب لا يمكن إنكارها ، وهي تتطلب اليوم المزيد من الجهد وتحمل المسؤوليات. وقال في هذا الإطار إن المراحل المقبلة تتطلب منا أن نكون حريصين على التعبئة من اجل إرجاع الثقة للمدرسة والانكباب على زمن الفعل وتحديد المسؤوليات .

وأشار متحدث نقابي الى مسالة تبادل الأدوار بين المركزيات النقابية وأهداف التقرير ، مسجلا اتسام مقترحات التقرير بالواقعية منبها في ذات الوقت الى ضرورة تحديد الاوراش ذات الأولوية.

ولفت متحدث باسم ال ك.د.ش. الى أن منظومة التربية والتكوين ببلادنا لا تزال بعيدة عن مبدإ تكافئ الفرص، وعن تطبيق قانون المتابعة والمحاسبة . مؤكدا إن ما خلص إليه التقرير نبهت إليه في مختلف المركزيات النقابية في محطات النضال المعروفة ، وكانت توصف لحظتها من قبل الحكومة بالتآمر والكيدية.

وشدد المصدر ذاته على أهمية الحدث في الحقل التعليمي والسياسي بشكل عام .

من جهتها قدمت الأكاديمية في نهاية اللقاء عرضا تركيبيا عما تداوله المشاركون على مدى أربع ساعات . وهي تساؤلات وخلاصات أسهمت في إذكاء نقاش ايجابي حول المدرسة المغربية الراهن وآفاق الإصلاح . كما اطلعت الأكاديمية المشاركين على أجندة تواصل للأيام المقبلة ، مذكرة إن لقاءات تواصلية على مستوى الإقليم ستنطلق ابتداء من 5 و-6-7-8 ماي المقبل بكل من مولاي يعقوب وفاس و صفرو بولمان.

لقاءات المهم فيها رصد كل الاقتراحات الممكنة القابلة للتقويم والتطوير من اجل إنجاح الإصلاح العميق الذي ننشده لمنظومة التربية والتكوين.

عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. أستاذ
    02/05/2008 at 23:45

    لم يتطرق المجتمعون في إطار هذا الاستعجال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلى عدة قضايا حساسة تعصف بمنظومة التربية والتكوين منها:
    – استفحال ظاهرة الدروس الخصوصية التي تسهم بشكل سلبي في ضرب مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية؛
    – التمييز بين التلاميذ على أساس الدروس الخصوصية وغياب الديموقراطية داخل الفصل التعليمي؛
    – كيفية اجتثاث ظاهرة الغش المتفشية في صفوف التلاميذ وبعض المدرسين على حد سواء؛
    – عدم التفكير في أساليب وقوانين رادعة لعديمي الضمير والأخلاق؛
    – عدم التفكير في كيفية اجتثاث دور الدعارة ودور الملاهي ودور بيع المخدرات وكل المفاسد المنتشرة في جنبات المؤسسات التربوية؛
    – عدم الإشارة إلى دور السلطات المحلية في محاربة الغرباء الذين يقتحمون المؤسسات التربوية ويتجمهرون أمامها لاصطياد ضعاف التلاميذ وخصوصا التلميذت؛
    – عدم الإشارة إلى ظاهرة الإضرابات التي تشنها مختلف الإدادرات والمؤسسات والهيئات وتشل العمليات التربوية وكل ما يرتبط بها؛
    – عدم الإشارة إلى دور مختلف الفاعلين التربويين الذين قدموا استقالتهم بشكل نهائي وتملصوا من مسؤولياتهم وتركوا المدرس والمدير والتلميذ وحدهم في الساحة يقاومون الصوبات والعراقيل التي لا تعد ولا تحصى؛
    – عدم الإشارة إلى ارتفاع تكلفة التمدرس التي أضحت عبئا حقيقيا يقض مضاجع الأسر وينهك مداخلهم التي هي أصلا منهكة؛
    -غياب الحديث تماما حول منظومة التوجيه التربوي التي تعاني من مشاكل عويصة منها: غيان استراتيجية واضحة للتوجيه المدرسي، غياب منهجية محددة لمساعدة التلاميذ على بلورة مشاريعهم الشخصية، عدم توفير االموارد المادية والبشرية لإنجاز مختلف العمليات التربوية، كثرة المسالك والشعب دون أهداف محددة، كثرة التخصصات والتكوينات لما بعد البكالوريا وتداخلها وتشابهها، قلة المقاعد ومحدوديتها تسهم في حرمان أغلب حاملي شهادة البكالوريا من ولوج مؤسسات تكوين الأطر والمدارس والمعاهد العليا؛ النظام التعليمي الجامعي محبط ويساهم في إقصاء الطلبة وحرمانهم من متابعة دراستهم؛
    ومن جهة أخرى لم يتم التطرق إلى منظومة التقييم التربوي التي تشهد عدة اختلالات وتعتبر من العوامل الأساسية المسهمة في إقصاء التلاميذ من صعوبة المواضيع الاختبارية وغياب الموضوعية وتفشي الغش والزبونية والمحسوبية وتصاعد الاصطدامات بين المدرسين والتلاميذ وارتفاع حدة العنف والنزاعات حول النقط وتصحيح إنجازات التلاميذ.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *