Home»Régional»الكتابة المسرحية عند »محمد مسكين » الجزء(6)

الكتابة المسرحية عند »محمد مسكين » الجزء(6)

0
Shares
PinterestGoogle+

الكتابة المسرحية عند »محمد مسكين » الجزء(6)

بقلم: د خالد عيادي.

وفي إطار واقعيته تأتي مسرحية « النزيف » محاكمة « للغربة »، وإعلانا عن الانضمام إلى صفوف الجماهير الشعبية، التي تئن تحت وطأة الظلم والاستبداد والحرمان([1]). إن الكتابة المسرحية عند « محمد مسكين » هي « فعل » داخل « التاريخ » نظرا لجنوحها نحو « استيعاب » معطيات الواقع و »تكسيرها » في الوقت نفسه. فهي رحلة متأملة وقراءة متألمة لهذا الواقع. وعليه: فإن « محمد مسكين » يميز في الكتابة بين نوع يعمل جاهدا على تكريس اللحظة: وهي « التاريخ ». وهذه الكتابة تحكم على نفسها بالهامشية والاغتراب، لأنها تنفي ذاتها من « التاريخ ». أما النوع الثاني فهو الكتابة الساعية إلى التغيير، لأنها تؤمن بالتطور والتجاوز، وتضمن لنفسها المشروعية  التاريخية، فالكتابة عند الرجل مساهمة في بناء إنسان على أنقاض إنسان آخر.

في هذا الاتجاه يرى »الراحل » أن النص المسرحي لا يجب أن يبقى في حدود الكتابة، لأنها تغرقه في مسالك الكلمات والحروف. والبديل عنده هو: النص المسرحي الذي يدفع باللغة إلى تجاوز استلابها الخاص. بمعنى آخر انتقال الإبداع من مستوى النص المسرحي إلى مستوى العرض المسرحي، أو مجال المكتوب إلى مجال المنطوق، إنه على حد تعبير « محمد مسكين »الانتقال إلى: » مجال الأنفاس والألسنة والهواء »([2])

وفيما يخص علاقة الكتابة المسرحية بالإدراك والوعي، يذكر بأن الكتابة المسرحية هي ممارسة لنوعية من الإدراك: إدراك تام للواقع ينبني على حدين أساسين هما الجانب المعرفي والإيديولوجي، والثاني إدراك جمالي لهذا الإدراك، أو التعبير آخر إدراك الإدراك.([3])

إن المستوى الثاني عنده هو الذي يمد الكتابة المسرحية بالمضامين الجمالية، كما يمدها بدلالة الإضافات والإبداع، وبمعنى آخر: الكتابة المسرحية هي صياغة جمالية للواقع، وانتقال من المستوى الأول إلى المستوى الثاني، أي انتقال من البعد الأيديولوجي المعرفي الخالص، إلى البعد الجمالي:إنه على تعبيره « وعي الوعي ».

 ………………………………………………………………………

[1] )  محمد مسكين- امرأة قميص وزغاريد – مسرحيات عبد الرحمان بن زيدان مرجعيات الكتابة المسرحية لدى « محمد مسكين ط 1. 1991 ص 90.

[2]    المرجع نفسه ص 58.

[3]  ) المرجع نفسه ص 58.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Anonyme
    02/01/2021 at 15:48

    شكرا، أستاذ خالد

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *