Home»Enseignement»مذكرات الاستاذ الجامعي بنيونس المرزوقي : الارتسامة رقم 34: العمل النقابي بالكلية سنة 1979-1980 إلى روح الأستاذ محمد العرباوي

مذكرات الاستاذ الجامعي بنيونس المرزوقي : الارتسامة رقم 34: العمل النقابي بالكلية سنة 1979-1980 إلى روح الأستاذ محمد العرباوي

0
Shares
PinterestGoogle+

ظروف العمل كانت صعبة:
بنايات في طور التشييد.. نسبة تأطير ضعيفة..
خزانة فارغة من الكتب.. تجهيزات ضعيفة …
كل شيء كان ناقصا..
ولم تكن الكلية تتوفر إلا على أمرين:
عزيمة الأساتذة على القيام بدورهم كاملا في التدريس..
ورغبة الطلبة والطالبات في تلقي العلم..

صفة طالب أو طالبة لوحدها كانت تجلب الاحترام من قبل الجميع..
لا يُمكن لصاحب دكان ولا لأي بائع أن يغش أو يقلل من احترام حامل هذه الصفة..
فالكلمة كانت جديدة بالجهة الشرقية حيث لم يكن الناس يعرفون إلا التلاميذ والتلميذات.

أما صفة أستاذ جامعي فكانت « تُزعزع » الآخرين..
أستاذ جامعي !!!!!
كانت تثير الحيرة في المجتمع..
كان الناس يتصورون الأستاذ الجامعي بالضرورة شيخا أبيض الشعر..
يحمل نظارات طبية..
وربما يتخيلونه يستعمل عصا لمساعدته على المشي..
لكن أستاذ جامعي في ريعان الشباب !!!!!!

النضالات الطلابية تصاعدت..
كانت كل المسائل المطروحة تهم استكمال بناية الكلية، وتوفير المزيد من الأساتذة، وتعميم المنحة، والزيادة في قيمتها، وتوسيع الحي الجامعي، وتوفير المزيج من حافلات النقل …
وإلى جانب ذلك: التضامن مع كل الشعوب المستعمرة، أو الخاضعة للاستغلال..
كانت هناك إضرابات للتنديد بالاستعمار والإمبريالية والصهيونية..
وكان للقضية الفلسطينية مكانة خاصة جدا.

كان رفع الحظر عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب حديثا..
وانخرط الجسم الطلابي في وجدة بسرعة في عملية الهيكلة..
كان أعضاء التعاضدية يتميزون بمكانة واحترام مرموقين داخل الجسم الطلابي..
ومما كان يجعلهم محل احترام أنهم كانوا بصفة عامة من أكثر الطلبة اجتهادا في تحصيل الدروس، والمساهمة في المناقشة، والحصول على أعلى النقط،
لذلك لم يكن غريبا أن يلتف الطلبة والطالبات حول منظمتهم وأطرها.

كنا (نحن الأساتذة) نتابع أنشطتهم عن كثب..
كنا حديثي العهد بالتخرج من الجامعة..
وكانت الشعارات لا تزال ترن في آذاننا.

الرغبة في التآزر بين الأساتذة تزايدت..
كان واضحا أنه لا يُمكننا الحصول على أي مكتسبات تهم ظروف العمل إلا بالتضامن والعمل الجماعي..
فكان الاتفاق على تأسيس فرع محلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي.

سافرت للرباط..
بحثت عن الكاتب العام الوطني آنذاك: الأستاذ الحنبالي العايدي، أستاذ الرياضيات بكلية العلوم بالرباط..
زودني ببعض البيانات وبضع بطاقات..
ولكن أيضا بضع توجيهات لا تزال راسخة بذهني..
ما كان يُركز عليه الكاتب العام الوطني هو الحفاظ على استقلالية الجامعة وحرمتها.

ولكن كان لإدارة الكلية رأي آخر..
فأصبحت تُغلق القاعات مباشرة بعد انتهاء الدروس..
من أجل حرماننا من عقد جمع عام تأسيسي نقابي..
ومما زاد في تأجيج الجو إصرارنا على رفض كتابة طلب بالترخيص لعقد جمع عام سواء لإدارة الكلية أو للسلطات المحلية..
فبدأ الشد والجذب بيننا وبين الإدارة حتى قبل التأسيس..
وسيكون ذلك بداية لمشوار طويل من الصراعات بين الطرفين.

عقدنا جمعا عاما نقابيا بمشقة الأنفس..
وكانت نتيجة تأسيس المكتب المحلي كما يلي:

بن يونس المرزوقي: الكاتب العام؛
محمد شكري: نائب الكاتب العام؛
إنفاذ لحبيب: أمين المال؛
الحسين بلحساني: المكلف بالعلاقات الخارجية،
أحمد بنكوكوس: المكلف بالشؤون الثقافية.

كانت تشكيلة رائعة..
لم يتم إجراء أي انتخابات..
فالخوف كان يسيطر علينا جماعة لأن الإدارة كانت تُهددنا بعدم الترسيم عند مرور سنتين..
ولأن الإدارة كانت صاحبة الكلمة الفصل في قضية الترسيم..
فإن الخوف (أو التخوف) جعلنا « نرْغَبُ » بعضنا البعض لتحمل المسؤولية..
ونطلب السلامة أن تمر الأمور بخير والسلام.

رفضنا إيداع الملف لدى السلطات المحلية رغم إلحاح وإصرار عميد الكلية..
كنا نعتبر أن للجامعة حرمتها التي لا يحق لوزارة الداخلية أن تتدخل فيها..
وهذه مناسبة للتذكير برواد العمل النقابي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وعلى رأسهم كل من الأستاذ محمد الشامي والمرحوم محمد العرباوي..
شرعنا في التنسيق لتأسيس أو ل فرع جهوي على صعيد جامعة محمد الأول..
وإعداد ملفاتنا المطلبية.

والبقية تأتي …

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *