Home»Enseignement»فضل رجال التعليم الدعاة على المحسنين

فضل رجال التعليم الدعاة على المحسنين

0
Shares
PinterestGoogle+
 

بقلم : عمر حيمري

1.     الدعوة ، مفهوم مرتبط بالإسلام ، معناه  حث كافة الناس مؤمنهم وكافرهم ، على الإيمان بالله وطاعته واجتناب معصيته وعبادته وحده بلا شريك ، وكذا دعوتهم إلى الإيمان ، بما جاءت وأخبرت  به الرسل صلوات  الله عليهم وسلم من أوامر ونواهي  { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا } ( سورة الأعراف آية 158) . وهي أفضل وأحسن عمل يقوم به العبد مصداقا لقوله جل وعلى { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين } ( سورة فصلت آية 33 ) . وهي كذلك أشرف مهمة . اختار الله سبحانه وتعالى لها خلقا خاصا من عباده : هم الرسل والأنبياء والعلماء الصالحين { وإذا جاءتهم آية قالوا لن نومن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله ، الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون ] ( سورة الأنعام آية 124 )   وأثابهم على ذلك أجرا لا يعلم حجمه إلا هو ، لقوله صلى الله عليه وسلم : [ لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ]  ( رواه الشيخان من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه ) ، وهي فرض كفاية  بدليل قوله تعالى :{ والتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون هن المنكر} ( سورة آل عمران لآية 104 ) وقوله :{ وما كان المومنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } (  سورة التوبة آية 122) . ولكنها أشق وأصعب مهمة يقوم بها المؤمن ، بسبب قوى الشر والاستكبار والإشراك  وما تضعه من عراقيل ومثبطات أمام الدعاة  ، أملا في  دفعهم إلى الانسحاب والتخلي عن مهمتهم الدعوية وصرفهم عن الأهداف الرامية إلى بناء المجتمع المسلم ، الذي أمر الله به  ، حتى وإن كان ترك الدعوة بالمعروف وتغيير المنكر يؤدي  حتما إلى تعريض المجتمع إلى فقدان الهوية الدينية و إلى الانحلال الأخلاقي والانهيار الاقتصادي … وإلى غضب وسخط الله ( لعن بني إسرائيل بسبب تركهم الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  نموذجا ) .

أما الإحسان ، فهو الزيادة في كل خير مع الإتقان دون انتظار الجزاء  من أجل مرضاة الله عملا بقوله تعالى : { إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا }  ( سورة الإنسان آية 9 )  وبتعبير كانط هو فعل الواجب من أجل الواجب . أي فعل الخير لذاته لا لغيره أي لا لمنفعة ترجى منه ( تحصل بسببه ) . إن الإحسان والدعوة إلى الله في الإسلام متلازمان . فالدعوة لا بد لها من إحسان يدعمها ويشد أزرها ، والإحسان هو الآخر ، لا بد له من دعوة تقيمه وتوجهه وتقويه . وهذا ما انتبه إليه رجال التعليم في مدينتي وجدة ، وعلى رأسهم الدكتور مصطفى بنحمزة  . فانخرطوا في الدعوة وتنظيم الإحسان في نفس الوقت .

إن رجال التعليم ، في بلادي هم الفئة المستنيرة القادرة وحدها على رعاية الإحسان وحمايته ، من الزيغ أو الانحراف عن الأهداف السامية والمهمات الأساسية ، التي رسمها له الإسلام  ، وذلك لشعورهم بالمسؤولية أمام الله والمجتمع ، ولقدرتهم على التخطيط السليم الفائق الدقة للمشاريع ، التي تعود على المجتمع بالخير والنفع العام ، ولمكانتهم العلمية ومعرفتهم الدينية ، ولحسن تدبيرهم ، أكثر من غيرهم ، للموارد المادية والبشرية ، ولمعايشتهم ومعاشرتهم وتعاملهم اليومي مع مختلف الفئات الاجتماعية واطلاعهم على المخزون الثقافي لهذه الفئات الاجتماعية . الشيء الذي مكنهم من المعرفة الجيدة لسلوكيات الجماعات وطريقة تفكيرها ، ورشحهم للنجاح في مهماتهم الدعوية ومكنهم من تحقيق أهدافهم ورفع مكانتهم وقدرهم داخل الجماعات التي ينشطون فيها .

لا تكاد  تجد مشروعا خيريا ، لا يشارك فيه رجال التعليم ، أو ليس لهم فيه يد أو  أثر من مساندة وتوجيه ونصيحة أو مشورة … فهم المحسنون الأخفياء من فرط ظهورهم . لا يخلو منبر مسجد  من أحدهم كخطيب جمعة ، أو  قائم بمهمة الإمامة نيابة عن الإمام الراتب ، أو واعظ ومرشد ، أو معلم ،   أو قرئ للقرآن الكريم ومحفظ له ، أو مساهم في  محو الأمية ومواجه للجهل ،  أو جامع للتبرعات  من أجل بناء مسجد ، أو من أجل سلة الأرامل والأيتام والفقراء …. يعلمون وينصحون ويرشدون … مضحين بوقتهم ومالهم ومركباتهم … صابرين ، من دون من ولا أذى ، محتسبين أجرهم على الله . يلقون الأذى وكل ما يسيء ، ممن ينصب لهم العداء ولا يقدر جهدهم وتضحياتهم ، ولا رسالتهم التربوية النبيلة  وحراستهم للعقيدة الإسلامية ومحاربتهم للانحراف والرذيلة . رفعهم الله  وأعزهم بالمعرفة وخلد آثارهم ، ومد أيام أجرهم  من بعد موتهم ولولاهم لتراجع الإحسان ومساهمات المحسنين  .

صحيح هناك العديد من المشاريع ، التي أنجزها أو ساهم فيها المحسنون المقاولون والتجار في مدينة وجدة . أذكر منها على سبيل المثال :  » المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير  » ،  » المعلمة : مركز الدراسات والبحوث الإسلامية  » ،  » مركز الأنكلوجيا والمساكن المرافق له  » ،  » مدرسة البعث الإسلامي  » ،  » دار العجزة  » ،  » بناء أكثر من 300 مسجد في المدينة عدا ما بني في القرى والأحواز » ،  » تهييئ  وتجهيز مركز تصفية الدم بمستشفى الفارابي ، وآخر لأمراض القلب  » ،  » بناء قاعة السلام بكلية الآداب  » ،  » الإشراف على دور القرآن الكريم والتحفيظ  لكتاب الله  » ،  » احتضان الأيتام والنفقة على الأرامل ومساعدة الفقراء وابن السبيل والسجناء الغارمين الذين تراكمت عليهم الديون بسبب النفقة أو غيرها   » شراء الأراضي لتحويلها إلى مقابر لدفن موتى المسلمين بالمجان  » ( لولا مقابر المحسنين لعجز المسلمون عن دفن موتاهم ) . كل هذا بتوجيه وإشراف رجال التعليم وعلى رأسهم الدكتور مصطفى بنحمزة

إن كثيرا من المحسنين  بدون شك قد أحسنوا ، لأن سريرتهم وافقت علانيتهم وبغيتهم  مرضاة الله ، والقليل منهم  يحسنون من أجل الربح أو التزلف أو الشهرة ، أو يقال… إن التجار والمقاولين وأرباب الأموال الذين ينفقون بالليل والنهار ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل الله طوعا لا كرها ولا طمعا فيما عند الناس وأيديهم ، سينالهم الأجر العظيم إن شاء الله . أما أولائك الذين يعطون بيد ويسحبون بأخرى ويطمعون في الأرباح المضاعفة من وراء ما يبذلون من صدقات وتبرعات ، عن طريق الغش في تجهيز التجزئة الأرضية مثلا ، مقابل  بناء مسجد التجزئة ودار القرآن ، أو إنجاز مشروع خيري مقابل الحصول على تسهيلات يتحقق من ورائها ربما عشرات أضعاف المشروع  ، أو الزيادة في الأسعار من أجل تعويض نفقات (قفة ) رمضان والأعياد التي يقدمونها  للفقراء فعملهم رياء وسمعة ومباهاة عند الناس وينالون أجرهم من الشيطان ….وتبقى الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .

بقلم عمر حيمري :

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.