Home»Enseignement»لا يا معالي رئيس الحكومة قرارات وزيرك في قطاع التربية ليست شجاعة بل متهورة

لا يا معالي رئيس الحكومة قرارات وزيرك في قطاع التربية ليست شجاعة بل متهورة

0
Shares
PinterestGoogle+

لا يا معالي رئيس الحكومة قرارات وزيرك في قطاع التربية ليست شجاعة بل متهورة

 

محمد شركي

 

لا زال السيد رئيس الحكومة في كل مناسبة يثني على وزيره على قطاع التربية  ، ويصف شطحاته المتهورة بأنها قرارات شجاعة ،ولكنها  لم تأت في وقتها المناسب. وشهادة رئيس الحكومة  هذه في وزيره  فضلا عن كونها غير صحيحة حتى لا أقول شهادة زور وهي العبارة التي  يفضلها اللاشعوري الممنوع من التعبير لها أبعاد  تتجاوز مجرد وصف قرارات وزير إلى قناعة رئيس حكومة . فرئيس الحكومة يرى أن قرارات وزير التربية ، وهي إلغاء بيداغوجيا الإدماج ، وإلغاء مؤسسات التميز ، وإلغاء المذكرة المنظمة لمشاركة مدرسي التعليم العمومي في التعليم الخاص ، وإلغاء صيغ الزمن المدرسي وزمن التعلم ،  والتشكيك في  نوايا كل  أطر الوزارة ، واتهامها  بالغش  في أداء الواجب ،وتجريمها  ووصفها بما سماه   » تحرميات  » وتخريب المنظومة ، وتهديد النواب ومديري الأكاديميات بالعزل والطرد،  والنيل من كرامة رجال  ونساء التعليم  إلى حد القذف ……إلى غير ذلك مما   تعتبره أسرة التعليم  تسرعا وتهورا ، ويعتبره رئيس الحكومة قرارات شجاعة جاءت  قبل أوانها . فمرة أخرى كرر رئيس الحكومة هذه العبارة في مؤتمر حزبه بالجهة الشرقية كما بلغني ، الشيء الذي يعني أن العبارة تعكس قناعة  رئيس الحكومة، وأنها  ليست مجرد عبارة عابرة . فرئيس الحكومة الذي  وعد حزبه  بمحاربة الفساد ، و حاز ثقة الشعب بسبب ذلك  ، ومحاربة الفساد  لا خلاف بين أفراد الشعب بأنه قرار شجاع ، وأنه  جاء في أوانه  ووقته مع حلول الربيع المغربي ، لم  يتخذه رئيس الحكومة لأن قناعته هي أن  هذا القرار بالفعل  شجاع ولكن  وقت اتخاذه غير  مناسب ،لهذا  وجد عنه بدائل من قبيل قوله للمفسدين  »  كفى ، وعفى الله عما سلف  ، وإن عدتم عدنا  … » مع أن الفساد كان ومازال موجودا  ، ولا مبرر للحديث عن عودته ، ولا معنى لعودة رئيس الحكومة إلا أن يعود إلى تكرار عبارة :  » كفى وعفى  » للرد على فساد لم يتزحزح عن مواقعه . ورئيس الحكومة يريد أن يعطي انطباعا للرأي العام بأن  أداء حكومته يتسم بالانسجام بحيث اختارت  هذه الحكومة ألا  تنفذ القرارات التي تعتبرها شجاعة في الوقت الراهن ، لأن الظرف غير مناسب . وحبذا لو أن وزير التربية  وفق حقيقة  في اتخاذ القرارات الشجاعة والصائبة في نفس الوقت ضد الفساد الحقيقي في المنظومة التربوية  ،ولكن مع الأسف قراراته أبعد ما تكون عن الصواب  وعن الشجاعة لأنها  أزلات فادحة وتهور لا غبار عليه ، وبيان ذلك كما يلي  : وقف  العمل بالمذكرة 109 المنظمة لعمل أطر التدريس بالقطاع العمومي  بمؤسسات التعليم الخاص  ليست قرارا صائبا  لأن ليس كل من يعمل من أطر التدريس بالقطاع العمومي  يتجاوز المذكرة من حيث  عدد الحصص  التي تقننها ، أو  يتراخى في واجبه في القطاع العمومي  مقابل  الجدية والعطاء في التعليم الخاص .

 ولقد كان بالإمكان أن يكون قرار الوزير في هذا المجال  مصيبا  وشجاعا وفي وقته المناسب لو أنه استهدف الذين يرتزقون بالعمل في التعليم الخاص ، ولا يقومون بواجبهم في التعليم العمومي ، ويخالفون  النص التنظيمي الذي يضبطه  إلا الأمر كان خلاف ذلك لأن مثل الوزير كما  قال الفيلسوف ابن رشد  كمثل من منع الماء عن الناس لأن قوما شربوا الماء فشرقوا فماتوا . وفرض  صيغة واحدة للزمن المدرسي وزمن التعلم دون مراعاة تناغم البنيات التحتية للمؤسسات  مع مواردها البشرية قرار خاطىء أيضا ولا علاقة له بالشجاعة بل هو عين التهور. فإذا صح أن بعض الجهات تتحايل على صيغ ممكنة للزمن المدرسي وزمن التعلم من خلال سوء استغلال  البنيات التحتية والمواد البشرية  فهذا لا يعني أن كل مؤسسات الوطن  فيها ما سماه الوزير   » تحرميات  » أو التخريب . وكان بإمكان الوزير أن  يصل إلى  مواطن التخريب وتحرميات بصمت وبدون أن يملأ الدنيا ضجيجا ،  ويعمم  اتهامه على كافة  أسرة التربية بقضها وقضيضها .  ولا يمكن أن نتحدث عن القرارات الشجاعة إلا إذا كانت أولا صحيحة ودقيقة ، ولا معنى لوجود قرارات شجاعة في غير وقتها كما يزعم رئيس الحكومة لأن الصواب  والحق  لا  يتحكم فيهما  زمان أو مكان . فبموجب هذه الفلسفة الخاطئة كان من المفروض أن تتأخر  بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بسبب جرأتها وشجاعة صاحبها  إلى ما بعد وقتها  قياسا على ما عاناه صاحبها عليه السلام من متاعب  لأن الظروف لم تكن مواتية . ولو أن قرارات وزير التربية الوطنية كانت بالفعل شجاعة وجريئة بما تعنيه الشجاعة والجرأة من دلالة على الصواب  أيضا لكانت ناجحة وموفقة  كما  نجحت دعوة الإسلام  في عز طغيان الجهالة  والكفر والشرك. والمؤسف  حقا أن  وصف رئيس الحكومة لقرارات وزيره  على قطاع التربية تحكمه خلفيتان  ، الأولى  خلفية تبرير رئيس الحكومة فشله في  دك أوكار الفساد على أصحابها ريثما يأتي  الظرف المواتي أو المناسب  إن  أمكن حصول ذلك  لأن الفساد يخطط بأكثر مما يخطط من يريد القضاء عليه ، وله من التحرميات على حد تعبير وزير التربية ما لا يخطر على بال السيد رئيس الحكومة ، والخلفية الثانية هو خوف رئيس الحكومة من انتقاد أداء وزير متهور وغير منضبط  من حزب تم التوافق معه  من أجل ولادة حكومة لم يكن بإمكانها أن تولد  لولا أنبوب التوافق تماما كما يحصل للأجنة المغادرة لأرحام أمهاتها قبل الأوان، والتي تحتاج إلى  الأنابيب التي تسد مسد الأرحام.

فرئيس الحكومة يعرف جيدا  الطبيعة المشاكسة لوزيره على قطاع التربية، لهذا هو يحاول أن يتقي شره  بالمداهنة والإطراء العاري عن الصواب حتى لا أقول النفاق  كما  يريد اللاشعور المكبوت  من قبيل وصف قراراته المتهورة بالشجاعة التي سبقت عصرها في حين هي  تهور لا يقبله عصر ولا مصر ولا منطق . ولست أدري كيف  يعتبر رئيس الحكومة تصريحات  وزيره الأخيرة  ؟ من قبيل  قذف مدير مؤسسة  وكاتبته أو مساعدته ومن خلالهما قذف كل الإدارات التربوية التي توجد بها كاتبات أو مساعدات لمديرين ، وهو ما يعني أن الفاحشة في الطواقم الإدارية شائعة في المؤسسات التربوية التي يجب مراجعة  أسماءها وأوصافها بموجب توصيف الوزير المتهور لها  . ولست أدري كيف يعتبر رئيس الحكومة تهديدات الوزير لنواب الوزارة ولمديري الأكاديميات في العراء وفي ساحة  قرب مقر حزبه  وأنصار حزبه  يضجون بالضحك والسخرية من غيرهم  دون أن يشعروا أنهم كانوا هم ووزيرهم  الذي لم يكن في تمام وعيه  بحكم هذره أضحوكة أمام الرأي العام ، وقد فضحهم الله عز وجل إذ صوروا فضيحتهم  بأنفسهم  وهم لا يشعرون ؟؟؟  ولست أدري  كيف يعتبر  رئيس الحكومة تعريض وزيره ببلاد الهند ، وبرئيس الولايات المتحدة الأمريكية  ، وبربوع الصحراء المغربية من خلال  إضحاك مناضلي حزبه من اسم أسا الزاك ؟  وهل هذا التهور يا معالي رئيس الحكومة قرارات شجاعة في نظرك ،وكل ما فيها من عيب  أنها لم تأت في وقتها وأوانها ؟ ؟؟  وهل سيأتي  ـ لا قد الله ـ  زمن  يقذف  ويجرم  ويسخر الوزراء من الشعب  ومن الأمم  والزعماء ؟؟؟ و ما رأي رئيس الحكومة في إخراج وزيره على قطاع التربية هاتفه الخلوي الأخرق  في  قارعة الطريق وفي الأماكن العمومية ليخاطب  كاتبه العام  هكذا : كاتب عام  شوف لي  المؤسسة الفلانية …. أش كتسميوذاك العجب عندكم … »  وزير لا يعرف  عجب القاعات المتعددة الوسائط لأنه  لا يتذكر إلا عصره البائد ،  وشأنه كشأن أهل الكهف والرقيم حين بعد زمنهم عن زمن غيرهم  فكان ورقهم أعجوبة زمن غير زمنهم تماما كما أن خطاب وزير التربية أعجوبة في هذا العصر .

وكان الأجدر بوزير  كان سفيرا لسنوات  ـ يا حسرتاه ـ وهي مهمة مرتبطة بالبروتوكلات  الأدبية فوق العادة  أن يلتزم بالحد الأدنى في الخطاب الرسمي ، فيضيف إلى عبارة : « كاتب  عام  » لفظة : « السيد » عوض الحرص على الظهور أمام مناضلي حزبه بأن وزارة التربية قد صارت ضيعته  ، وأن من فيها  مجرد أقنان   يخاطبون بدون احترام ؟؟؟ أهكذا تكون القرارات الشجاعة يا معالي رئيس الحكومة  التي لم يحن بعد وقتها في نظرك ؟؟؟  اتق الله وقول  كلمة حق  في  وزيرك تلقى بها الله عز و جل يوم  وحشة القبر ، ووقفة  الحساب العسيرة  في يوم خاب فيه من حمل ظلما.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. استقلالي
    30/09/2012 at 11:27

    ما يقوله الاستاذ بنكيران هو عين الصواب ,,,,, و الاصلاح في قطاع التعليم سيستمر و سيصل الى هيئة التفتيش المرتزقة انشاء الله

  2. رجل تعليم
    30/09/2012 at 15:51

    ألم أقل لك يا اخي الشركي في تعليق سابق أن بنكران ترتعد فرائسه من الاستقلاليين وشباطهم،فلماذا ما زلت تطلب منه المستحيل،إنك تراهن على حصان خاسر لقد انبطح الرجل واأسفاه،وانظر وأنت المتتبع للأحداث كيف ينحني للعواصف ولايقدر على المواجهة وهو المنبثق من صناديق الاقتراع،إنني أتوقع هزيمة نكراء للعدالة والتنمية في الانتخابات القادمة ليس حقدا عليهم والله وإنما نتيجة خذلانهم لشعب علق عليهم الأماني فلوا امتثلوا لحديث رسول الله ماطلبوا الزعامة ألم يقل معلم الأمة وهاديها إلى طريق الخير:ياعبد الله لاتطلب الإمارة فإنك إن طلبتها وكلت إليها أما إن أعطيتها فالله يعينك عليها أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

  3. لبيب
    30/09/2012 at 17:17

    بل هي كذااك وأكثر وستؤكد لنا الايام دلك.

  4. ابو اسامة
    30/09/2012 at 20:22

    و شهد شاهد من اهلها…….

  5. ناصح أمين
    01/10/2012 at 02:58

    أتمنى أن تكون لصاحب المقال الكفاية على تقديم مواضيع يقارب فيها من زاوية نسقية و كرونولوجية مختلف الإخفاقات و النجاحات التي شهدها قطاع التربية الوطنية ، و أن يقف على نقط القوة فيبرزها و الجوانب السلبية فينتقدها لكي يضع القارئ في الصورة حول التطورات الذي شهدها الشأن التربوي و الإضافات التي قدمها مخلتف الوزراء الذين تعاقبوا عليه ، و العمل على الخروج بتصور على الأقل لمعالم مشروع إصلاحي للتعليم .
    أظنه لو فعل لكان أجدى و أفيد من تتبع سقطات الأخرين الذين خرجوا أصلا مائلين من خيامهم ، و ركوب قطار الفعل ورد الفعل الذي له بداية و ليست له نهاية و لامحطات وقوف ، لكن أظنه لا يستطيع ذلك لكون القيام بهذا العمل يتطلب من صاحبه بذل الجهد و التنقيب عن المراجع و المصادر ذات العلاقة بالموضوع ،و التوفر على مسنوى تكوين يسمح له بمدارستها والغوص في أعماق محتوياتها و فصل نفيسها عن غثها وفق منهج علمي متبصر يترجم حذقا و تخصصا .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *