انسحاب الأعضاء المنتخبين في المجلس الإداري بأكاديمة الجهة الشرقية احتجاجا على السلوك اللاتربوي للوزير المحسوب على التربية  ـ يا حسرتاه ـ

محمد شركي

لقد آن الأوان أن  يصلى على التربية صلاة غائب ، وقد آل أمر تدبيرها إلى  وزير يفتقر إلى أبسط أساليب اللياقة المطلوبة في وزير . فكما توقعنا في مقال سابق  للقاء المجلس الإداري الخاصة بأكاديمية الجهة الشرقية المنعقد اليوم ، والذي أراده وزير التربية ـ ولا تربية ـ مختزلا في الساعتين الأخيرتين من موعد صلاة الجمعة ، فقد تأخر وصول الوزير إلى مقر اللقاء، الشيء الذي زاد من اختزال الساعتين واحتقان الحاضرين . ولقد منع رجال الصحافة من تغطية نشاط جامع الفنا الذي صار ممجوجا في طول الوطن وعرضه . ولما طلب من الوزير رفع الجلسة قبيل  رفع آذان الجمعة ، تلكأ معتبرا نفسه في رخصة لأنه مسافر ،علما بأن السفر يكره يوم الجمعة ، ولا عذر للوزير في سفر على متن طائرة، وعلى حساب نفقة المال العام . ولقد بلغت الوقاحة بالوزير حد الاستخفاف برأي السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة وعضو المجلس العلمي الأعلى  فضيلة العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة ، الذي  له حق الإفتاء ، والذي نصح الوزير برفع الجلسة لتمكين الحاضرين من الوضوء للصلاة ، فكان جواب الوزير : هل تخشى فقدان الوضوء؟ علما بأن السيد رئيس المجلس أقدر الناس على الرد عليه بما يجعله أضحوكة الدهر . فمثل هذا الكلام الصادر من رجل جعل على رأس وزارة التربية الوطنية  يدل على أن من اختاره  أجرم في حق التربية  ، ويعتبر استخفافا  بالتربية ، وهو في أمس الحاجة إلى تربية تصحح تربية جامع الفنا .

ولما عاد الوزير بعد صلاة المصلين ل ، وهوقد أخذ لا محالة  بالرخصة التي أباحها لنفسه، لأنه سافر على متن طائرة ، وسفره   كان شاقا جدا ، طلب أحد الأعضاء من منتخبي المجلس الكلمة من أجل نقطة نظام ، فجاء رد  الوزير بوقاحة أيضا مهددا بأنه يتحول من  « زوين  » أو فكاهي جامع الفنا إلى   » خائب  » وهو الذي  لم يكن إلا خائبا  في كل قراراته وتصريحاته منذ أن ابتليت به الوزارة التي كسد سوقها  لسوء حظها. وما كان من الأعضاء المنتخبين إلا مغادرة اللقاء احتجاجا على الحد الأدنى من اللياقة المفروضة في من يلبس عباءة الوزير ويلزم باللباقة رغم أنفه . وعلى رئيس الحكومة  من الحزب المحسوب على الإسلام ـ يا حسرتاه ـ أن يصدر قرارا بمنع اللقاءات صبيحة يوم الجمعة حتى يخضع للتربية الإسلامية من لا تربية له ممن تطفلوا على الوزارات خصوصا وزارة تلقين التربية  .

فأولى بحكومة بنكيران أن ترد الاعتبار للدين أولا قبل التفكير في أي فساد آخر ، لأن من  مقاصد الشريعة أولا حفظ الدين الذي به تحفظ الأنفس والأعراض والأموال  وما يليها . فعلى رئيس الحكومة أن  يراجع قرار إسناد وزارة التربية  لمن لا تربية له ، كما أنه عليه أن  يقدم اعتذارا لساكنة الجهة الشرقية عموما ، ولرجال ونساء التربية خصوصا ،لأنه أوفد إليهم زائرا ثقيل الظل لا يعرف أقدار الناس ، ويخيل إليه أنه  الآمر الناهي ، وأنه فوق  الدين و فوق القانون ، و فوق الأخلاق والقيم . وعلى رجال ونساء التربية في الجهة الشرقية أن يلقنوا هذا المتطفل على الوزارة درسا لا ينسى ، وعليهم الضغط على حكومة الحزب المحسوب على الإسلام لتدارك المنظومة التربوية ، وهي تواجه خطر العبث  على طريقة عبث ساحة جمع الفنا .  فما كل من  يجيد ترقيص القردة في جامع الفنا يستطيع تدبير شأن المنظومة التربوية . وإلى مقال آخر بعد أن  تصرح الأطراف المعنية بتفاصيل سوء أدب الوزير مع الأعضاء المنتخبين في المجلس الإداري لأكاديمية الجهة الشرقية .