Home»International»هولندا: الجالية المغربية والأزمة الاقتصادية (2)

هولندا: الجالية المغربية والأزمة الاقتصادية (2)

0
Shares
PinterestGoogle+

مؤسسة افــاق للتعليم والثقافة – هولندا
هولندا: الجالية المغربية والأزمة الاقتصادية (2)
تطرقنا في المقال السابق الى محنة الجالية المغربية, أمام الحملة الشرسة التي تنتهجها بعض وسائل الاعلام الهولندية, لتشويه صورة المغاربة بهولندا. كما أشرنا كذلك الى تصريحات اليميني المتطرف فيلدرس ًWilders حول الاسلام والمسلمين , وخصوصا التهجم على الجالية المغربية, لكسب المزيد من الأصوات في الانتخابات البلدية والتشريعية التي تجرى في هولندا .
ما يدعو الى الاستغراب هو أن المتطرف فيلدرس , يحصل على الأموال لنشر دعايتة من بعض المنظمات اليمينية المتطرفة الأمريكية واسرائيل كما أشارت الى ذلك قناة تلفزية هولندية السنة الماضية بالتوثيق والصورة, ورغم كل هذا لم يتجرأ اي أحد في المجتمع الهولندي على التعليق على هذه المسألة, بينما  تم طرد الدكتور طارق رمضان من عمله بمدينة روتردام قبل سنتين  , بدعوى أنه أجرى حوارا مع قناة العالم التابعة لايران , باعتبار هذه الأخيرة دولة معادية للغرب , وهذا بطبيعة الحال نموذج من الحرية والديموقراطية الانتقائيتين ٍ  Selective في الغرب.
أما فيما يخص الوزيرة السابقة السيدة ريتا فردونكRita Verdonk  التي حاولت في السنوات الماضية ,التخلص من الجنسية المزدوجة وتجريد الجالية المغربية من جنسيتها الأصلية, وصاحبة المقال الذي أشرنا اليه سابقا  » الأتراك الأغبياء », صرحت في الأسبوع الماضي عبر جريدة سبيتس Spits , بأنها ستعتزل تماما عن السياسة. والسبب في نظرنا ,هو أن قرار السيدة فردونك الابتعاد عن السياسة, يرجع الي سببين اثنين:1- خروجها خالية الوفاض من الانتخابات التشريعية السابقة حيث لم تحصل على أي مقعد في البرلمان رغم تأسيسها لحزب جديد يدعى  »  « فخور بهولنداTrots op Nederland  » والسبب الثاني هو أن بضاعتها كسدت , ولم تستطع ترويجها. وهي نتيجة طبيعية لكل هؤلاء, الذين يبنون سياستهم على الحقد والعنصرية كما هو الشأن بالنسبة ل جون ماري لوبن بفرنسا والسيدة هيرشي عليHirschi ALI  أو  » أميرة الصومال »  كما يسميها المغاربة, التي اندثرت نهائيا من الساحة السياسية الهولندية بعد ما اكتشفت السلطات بهولندا, تزويرها لاسمها وتاريخ ازديادها, زيادة على القصص التي اخترعتها لتشويه أبويها المسلمين, وبالتالي الهجوم علي الاسلام ونعته بالدين المتخلف والهمجي.
اذا رجعنا الى الأزمة الاقتصادية وخصوصا سياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة اليمينية الحالية مدعومة بالحزب اليميني المتطرف  » حزب الحرية « , الذي يتزعمه فيلدرس, نستنتج أن الجالية المغربية ستعاني الأمرين,  خصوصا وأن السياسة المتبعة الآن ستتستمر أربع سنوات, أي الى غاية 2014. ومن خلال النقاش الي فتحناه مع بعض الأحزاب اليسارية الهولندية وخصوصا الحزب الاشتراكي , تبين لنا أن الحكومة الحالية , تريد بأن تظهر بمظهر التلميذ المجتهد أمام الاتحاد الاوروبي ,لتوفير 18 مليار أورو خلال 4 سنوات , لكن على حساب المهاجرين والأقليات المتواجدة بهولندا. بمعنى آخر, تحاول الحكومة الهولندية اقناع الشعب الهولندي بأن سياسة التقشف مسألة لابد منها, وفي نفس الوقت تغتنم الفرصة لتجريد كل  الأجانب ومنهم المغاربة بالطبع, من الحقوق والمكتسبات المشروعة, الذين حصلوا عليها لأزيد من 50 سنة.
و سنعطي هنا بعض الأمثلة التي ستمس فيها الجالية المغربية بصفة مباشرة بعد تطبيق هذه السياسة: أولا- التجمع العائلي بحيث سيكون الشخص المعني بالأمر الراغب في الزواج من المغرب , أن يكون حاصلا على عمل قار, ويكون دخله الشهري يفوق 1400  أورو, زيادة على مسكن لائق. أما الزوجة – أو الزوج- التي تريد أن تلتحق بزوجها,  عليها أولا, أن تتابع دروسا في اللغة الهولندية  » دروس المواطنة »  في المغرب , وتسافربعد ذلك الى مدينة الرباط لاجتياز امتحان تبلغ مصاريفه أزيد من 360 أورو , بعد النجاح يمكن الحصول على فيزا مؤقتة للالتحاق بالزوج . وفي اطار السياسة الجديدة , ستكون الزوجة مطالبة  بمتابعة مستوى آخر من التعليم الهولندي في بلد الاقامة, واذا لم تحصل  على الشهادة المطلوبة في هذا الاطار و داخل مدة 3 سنوات , ستصبح اقامتها غير شرعية , وستحرم من جميع الحقوق . علما أن المستوى التعليمي المطلوب في هولندا, يعتبر شبه تعجيزي نظرا لصعوبته خصوصا اذا كان المعني بالأمر, لا يملك مستوى  تعليمي عالي بالمغرب.أما المصاريف المتعلقة بمتابعة الدروس الهولندية سواء بالمغرب أو في هولندا, فسيتحملها المعني بالأمر أي الراغب في الزواج, وبعملية بسيطة, ستصل كلفة المصاريف الخاصة بالدراسة وحدها, أزيد من 6000 أورو (أزيد من 6 ملايين سنتيم) دون احتساب رسوم الفيزا .
أما التعويضات العائلية الخاصة بالأطفال, فهناك احتمال كبير أن تقتصر على طفلين اثنين. أما بالنسبة للمهاجرين الذين تركوا أبنائهم في المغرب لسبب من الأسباب, فستحذف هذه المساعدات العائلية ابتداء من سنة 2015 .أما المساعدات الاجتماعيةChômage  و مصاريف التأمين الصحي واللائحة طويلة , سيشملها تغيير كبير ستعاني منه الجالية المغربية بدون شك.
ختاما,نتمنى أن نكون قد نقلنا صورة واضحة عن واقع الجالية المغربية ببلد الـجبن والورود, واذا أضفنا الى كل هذا, صعود الحزب الشعبي الاسباني المعادي للمهاجرين أصلا في الانتخابات الأخيرة , والحملة المسعورة التي تدار الآن في فرنسا حول الأجانب استعدادا للانتخابات الرئاسية المقبلة, سيدرك المرء فعلا, معاناة ومحنة الجالية المغربية باوروبا عامة, وبهولندا خاصة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. ابراهيم
    05/12/2011 at 10:04

    أعتقد أن هولاندا حرة في اختيار النهج الذي يريحها،و عوض أن نتحدث عن أمور داخلية تمس سيادة البلد المضيف للمغاربة،علينا أن نفكر في الحلول التي تغني المغاربة عن التشبث بدول المهجر.نتمنى لبلادنا العز و الرفاهية و التقدم في شتى الميادين كي لا ننتظر الرحمة من أحد

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *