Home»Débats»تعقيب على مقال « هل يدرك وزير التربية معنى تحول جميع مستشاري التوجيه إلى مفتشين؟ » للسيد محمد شركي

تعقيب على مقال « هل يدرك وزير التربية معنى تحول جميع مستشاري التوجيه إلى مفتشين؟ » للسيد محمد شركي

0
Shares
PinterestGoogle+
 

تعقيب على مقال « هل يدرك وزير التربية معنى تحول جميع مستشاري التوجيه إلى مفتشين؟ » للسيد محمد شركي
الدكتور ع.ع / مفتش في التوجيه التربوي بشهادة عليا
قرأت مقال السيد محمد شركي « هل يدرك وزير التربية معنى تحول جميع مستشاري التوجيه إلى مفتشين؟ » في أحد المواقع الرقمية بوجدة؛ وهو مقال مليء بالسب والتجريح في حق موظفين ينتمون إلى وزارة التربية الوطنية، استفاد بعضهم من تغيير الإطار إلى مفتش بموجب النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية لسنة 1985.
ولقد استغربت حدة التجريح التي غلبت على المقال من بدايته إلى نهايته، وما كنت أتوقع أن يعمد السيد محمد شركي إلى النيل من بعض الأطر التربوية بشكل يدعو إلى الاشمئزاز، وكذا الأسف على الوضع الذي وصل إليه بعض رجال التربية والتعليم، الذين يفترض فيهم التحلي بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، وغيرها من الأخلاق السمحة التي يحث عليها ديننا الحنيف.
ومهما يكن من أمر هذا الرجل، استوقفتني في مقاله بعض المعلومات التي يبدو أنها غير دقيقة، مما يستوجب التوضيح والتصويب كما يلي:
قال السيد محمد شركي: »هكذا انقرض المستشارون في التوجيه على سبيل المثال لا الحصر لأنهم جميعا صاروا مفتشين […] وعلى الوزارة أن تتحمل مسؤوليتها وتجلس فعالياتها حسب أقدارها واختصاصاتها، وتضع حدا لهذه الفوضى العارمة التي خلقتها الوزارة السابقة، والتي استباحت إطار التفتيش بشكل غير مسبوق ». جوابي هو أن هذا الكلام غير صحيح بتاتا، إذ إن الذين استفادوا من تغيير الإطار إلى مفتش هم المستشارون في التوجيه التربوي أو التخطيط التربوي الذين تخرجوا قبل سنة 2004؛ أي أساتذة التعليم الإعدادي الذين ولجوا مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط في ظل النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية لسنة 1985 الذي كان يخول للمستشارين والممونين تغيير الإطار إلى مفتش بمجرد الترقي إلى السلم 11. وأما المستشارون الذين تخرجوا بعد سنة 2004، ويشكلون لحد الآن ثمانية (8) أفواج، فقد حرموا من هذا المكسب. فكيف خلص صاحبنا إلى أن مستشاري التوجيه قد انقرضوا، علما أيضا أن فوجا آخر من هؤلاء المستشارين سيتخرج هذه السنة؟ وبالمناسبة، فالمستشارون الذين تخرجوا بعد سنة 2004 هم الآن بصدد رص صفوفهم، حيث إنهم شكلوا إلى جانب عدد من زملائهم في الأفواج السابقة نقابة أطر التوجيه والتخطيط التربوي، وذلك يوم 28 أبريل 2013 بمدينة مراكش، من أجل الدفاع عن حقوقهم المهضومة، واستعادة مكسب تغيير الإطار المغتصب.
وقال أيضا: »لا مبرر لتغيير إطارهم، الشيء الذي يجعلهم يمتنعون عن القيام بواجباتهم من جهة، ويتمنعون من جهة أخرى عن الخضوع للمراقبة والتفتيش بدعوى أنهم مفتشون أيضا وأنهم فوق المراقبة والتفتيش ».  ليكن في علم السيد محمد شركي أن عددا كبيرا من مفتشي التوجيه التربوي يعملون بالقطاعات المدرسية، وهم رهن إشارة التلاميذ بالمؤسسات التعليمية، ومنهم أيضا من يعملون بالمراكز الجهوية والإقليمية للإعلام والمساعدة على التوجيه وغيرها، حيث يقومون بإنتاج الوثائق الإعلامية، ويستقبلون التلاميذ وأولياءهم، ويشرفون على تنظيم التظاهرات الإعلامية وغيرها من العمليات والمهام المرتبطة بمجال الإعلام والمساعدة على التوجيه. فأين هو الامتناع عن القيام بالواجب؟ وما علاقة تغيير الإطار بذلك؟ ثم إنني أرى أن لا أحد فوق المراقبة مهما علا منصبه أو إطاره طالما أن المسؤولية تقتضي المساءلة، بمن فيهم المفتش الذي يعمل في المنطقة التربوية.
أما قوله: »إن مستشاري التوجيه هم الأطر التي تسعفها جداول حصصها للقيام بهذا الواجب ». فمردود عليه طالما أن المستشار في التوجيه التربوي لا يعمل وفق جدول حصص أسبوعي، وإنما وفق برنامج سنوي، يتم تنزيله ضمن برنامجين دوريين إجرائيين. ويمكن العودة إلى المذكرات الوزارية التي تحمل الأرقام 17 و 18 و 19 الصادرة خلال شهر فبراير 2010 للوقوف بشكل مفصل على هذه المعطيات والمعلومات.
وأما قوله: »أعتقد أن الاستمارة أو ورقة المعلومات التي وزعها الوزير على أطر التفتيش ستكشف له لا محالة عن المفتشين الأشباح من فئة المستشارين في التوجيه والتخطيط والممونين الذين حصلوا على إطار مفتشين دون مزاولة مهمة التفتيش، ومع وجودهم في مهام التدبير »، فهو كلام يحمل في طياته تناقضا صارخا يبعث على الاستغراب والاستهجان، إذ كيف يكون الموظف شبحا وهو يزاول مهاما محددة، حتى وإن كانت هذه المهام ترتبط بالتدبير لا المراقبة. ولعله من تحصيل الحاصل الإشارة إلى أن بعض المفتشين يمارسون مهاما أخرى مثل مهام رئيس مصلحة، أو رئيس قسم أو غيرهما، فهل هؤلاء أشباح في نظر صاحبنا؟ كما أن بعض مفتشي المصالح المادية والاقتصادية يمارسون مهام مسير المصالح المادية والاقتصادية بالمؤسسات التعليمية، فهل هم أيضا أشباح؟ وقس على ذلك.
ورد أيضا في مقال السيد محمد شركي: »كفى استهزاء بالتفتيش الذي صار في حكم السائب حتى طمع فيه كل من هب ودب ».  وجوابا على ذلك أقول إن مستشاري التوجيه والتخطيط التربوي ليسوا ممن سميتهم « من هب ودب »، وإنما هم من خيرة أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي الذين استطاعوا النجاح في مباراة ولوج مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط، وذلك من بين الآلاف من زملائهم الذين تقدموا لهذه المباراة. ولقد قضوا بالمركز المذكور سنتي تكوين من عمرهم، وأنفقوا خلالها من مالهم الخاص، وفي حالات كثيرة من قوت أبنائهم بعيدا عن أهلهم وذويهم. فهل السماح لهم بتغيير الإطار إلى مفتش هو استهزاء بالتفتيش؟
إنني لا أنتظر من السيد محمد شركي جوابا طالما أنه استكثر على المستشارين والممونين المنتمين إلى أفواج 2004 وما قبلها هذا الامتياز،  وطالما أن مقاله هو كلام يعكس جزءا من تمثله غير السليم لبعض أطر وزارة التربية الوطنية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. رجل تعليم
    05/05/2013 at 11:37

    إدا كان هنالك من رد فعل كان يجب أن يكون نحو رفاقه مفتشي التعليم الإبتدائي,والدين استفادوا من تكوين نقابة المفتشين وركبوا عليها,فنظام 2003 حافظ على مسارهم التكويني كما قبل أي التخرج بالسلم 10 وضرورة اجتياز امتحان مهني لولوج السلم 11أو انتظار الترقي بالأقدمية لكن أولائك ركبوا على ما سمي »وحدة الإطار »وتوحدوا مع مفتشي الثانوي في نقابة واحدة واستطاعوا تغيير القوانين فأصبح تخرجهم بالسلم 11وتم إعفائهم من المباريات المهنية,فمادا استفاد مفتشوا الثانوي؟؟؟؟؟؟ لا شيء لقد وقعوا في المصيدة ولم يعودوا قادرين الخروج منها بعدما سيطر المفتشون_المعلمون على النقابة وعلى مكاتبها محليا وجهويا ووطنيا,
    أما أطر التوجيه والتخطيط فالسيد الشركي لن يستطيع مجاراتهم أبدا لتكوينهم الرصين في مجالات مثل التقويموبناء أدوت القياس والروائز وعلم النفس وعلم النفس المرضي والديموغرافي والإحصاء ومناهج البحث ووووووووووووووووو
    في السبعينات والتمانينات قبل أن ينزل الدل على المنظومة كلها كان إطار التخطيط أو التوجيه بالنيابة هو قطب الرحى ولم يكن بإمكان أي مفتش تربوي كيفما علا قدره أن يقارعه أو ينتقده أما وقد طلع الشان لمن لا يستحق فالنتيجة أمامنا:تعليم متخلف على كل الأصعدة انتشار الساعات الإضافية يستفيد منها المفتشون التربويون قبل غيرهم,الزبونية بين الأستاد والمفتش خصوصا في الإبتدائي, »تقاعد »أغلب المفتشين وهم يقبضون أجورهم ويترقون ولا يقومون بأي واجب إلا بالمقابل:إنهم لا يسألون سوى عن التعويضات والتعويضات والتعويضات ,لقد قطع عنهم الوزير الحالي بعضا من الريع الدي كانوا يقتاتون به عبر ما يسمونه تكوينات.والله لقد كانت كثير من تكويناتهم من الردائة بمكان وتخجل أطر التربية والتكوينأما الشأن التربوي فلا يهمهم أبدا،ويلهثون وراء مؤسسات التعليم الخصوصي لقبض الفتات.فهل هذه هي الفئة التي تصفونها بقمة الهرم التربوي؟؟؟؟؟؟؟ إنها ليست هرما بل « هرررمة »(أضحوكة بالدارجة »ك

  2. مفتش التوجيه
    09/05/2013 at 23:30

    من الواضح أن بعض المغرضين يريدون أن يجروا جميع المفتشين إلى الاصطدام والتناحر، ومع كامل الأسف انجر وراءهم ضعاف النفوس وضعاف الثقة في أنفسهم وأولئك المتهافتون على إطار مفتش من أطر التوجيه والتخطيط التربوي وقد نسوا أو تناسوا فتعمدوا الدخول في صراعات لا طائل منها وهم يملكون جميع الأوراق التي يقارعون بها ويدافعون على موقعهم دون اصطدامات ولا مواجهة، فهذا الشركي ما عساه ينزع من حقوق تمتعت بها أطر التوجيه والتخطيط التربوي؟ وهل يملك من السلطة القانونية ما يمكنه من حذف فئة مفتشي التوجيه والتخطيط التربوي؟ وهل يملك من السلطة لا هو ولا أشباهه أن يمحوا هذا الإطار من النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية؟
    ومن ناحية أخرى لو كان فسط من الترزن والحكمة لدى أطر تريد أن تصبح جميعها مفتشات ومفتشين، ولو كانوا يثقون بأنفسهم، ولو كانوا فعلا إطارا حقيقيا لما ثارت حفيظتهم ولما هبوا مسرعين إلى الرد على كلام تافه لا أساس له من الواقعية، تجلوه الترهات والكذب والكلام المنمق المملى على قلم إنسان بدون مصداقية ولا شخصية حيث انقاد وراء من اشترى حنكه مقابل السراب والخيال؛
    وخلاصة القول تصارع الثيران وسخط الله على البرسيم، ثيران هائجة، من بشر لا ينم عن وعيه ومستواه لا المعرفي ولا الثقافي، وبرسيم مسالم من أطر راكنة إلى الخمول والكسل والتهاون تنتظر الأجرة الشهرية والشباك الأوتوماتيكي؛

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.