Home»Débats»عنف القاصرين وقصور بعض الإعلاميين

عنف القاصرين وقصور بعض الإعلاميين

0
Shares
PinterestGoogle+

لا بد أن الحادث المؤسف بإعدادية الكتبية، الواقعة بحي سيدي موسى بمدينة سلا سيكون له ما بعده. فزيارة رئيس الحكومة نفسه المكان رفقة وزير التربية الوطنية ومديرة الأكاديمية هي إشارة لأهمية القضية التربوية وأمن المؤسسات في أجندة الحكومة الحالية. ذلك أن وزارة الداخلية والجهات الأمنية بالتحديد قامتا بتنسيق الجهود لتعزيز الأمن بالمؤسسات التعليمية مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي ، مما ترجم عمليا بالعديد من الإجراءات المتخذة. لكننا لا حظنا تناولا إعلاميا « باردا » لهذه القضية التي مست بهيبة نساء ورجال التعليم وبالمدرسة الوطنية عموما، وعوض إدانة عنف هذا القاصر تجاه أستاذه، راحت بعض المنابر « القاصرة » أو المأجورة تتحدث عن العنف « ضد » القاصر بالمؤسسات التعليمية. كنا ننتظر أن تتحرك الجمعيات الحقوقية التي أقامت الدنيا ولم تقعدها في موضوع زواج القاصرات لتشرح لنا كيف أصبح القاصر عنيفا ؟
والغريب في الأمر أن  بعض الصحف جاءت إلى وزير التربية الوطنية لتتصيد تصريحا ربما في موضوع آخر  لتتصرف فيه و تجعل من الحبة قبة، فلما تنبه للفخ ورفض الإدلاء بأي تصريح بعد كل ما أدلى به رئيس الحكومة، اعتُبر تصرفه تكبرا واحتقار ا لأسرة التعليم؟؟ و هكذا غاب خبر اعتداء التلميذ بالسكين على أستاذه و الذي حضر الجميع من أجل تغطيته وتحليله والوقوف على الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء استفحال ظاهرة العنف المدرسي في شموليتها.
كنا ننتظر من الإعلام الرسمي أن يفتح ملف القيم داخل المجتمع و أن يستدعي خبراء في المنظومة التربوية وعلم النفس التربوي لمساءلة البرامج والمقررات التعليمية الحالية و عواقب إفراغ التربية الإسلامية من محتواها وتقليص ساعاتها الأسبوعية. كنا ننتظر إجراءات عملية لرد الاعتبار للمدرس المُهان في كرامته. و مع الأسف الشديد، لم يتطرق أحد إلى مشكل التحرش الجنسي ضد التلميذات و تحرش التلميذات بالتلاميذ في محيط المؤسسات وعلاقة كل ذلك بمسلسلات الغرام وأفلام الميوعة في القناة الثانية، ولم يتطرق أحد إلى مروجي المخدرات وحبوب الهلوسة الذين يتصيدون أبناءنا أمام أبواب المؤسسات، وتم القفز على دور الأسرة والمجتمع المدني الأصيل في التصدي للظاهرة… طبعا تلك مواضيع لا تهم منظمة اليونسيف التي تمول برامج العنف الصادر فقط من الأستاذ ضد التلميذ وليس من التلميذ ضد الأستاذ أو ضد نفسه !
فمتى نتخلص من الإملاءات الخارجية و نواجه مشاكلنا التربوية الحقيقية بعمق وصراحة، بعيدا عن لغة الخشب و سياسة الهروب إلى الأمام؟ فمتى نكف عن تبخيس دور الأستاذ واتهامه بتعنيف الطفل لتمرير مشاريع ومخططات مدمرة؟ و متى نتصالح مع  قيم العفة والحياء واحترام المدرس وتقديس العلم والمعلمين؟

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Figuigui
    03/01/2013 at 23:38

    TRes bien dit.La press ne joue pas son role correctement.2M ne diffuse que les soirees et les festivales du rai.Et nous payons la taxe!

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *