Home»Débats»توجيهات عامة خاصة بالمدرسين الجدد أو الراغبين في امتهان التدريس إعداد : محمد شركي مفتش تربوي سابق

توجيهات عامة خاصة بالمدرسين الجدد أو الراغبين في امتهان التدريس إعداد : محمد شركي مفتش تربوي سابق

1
Shares
PinterestGoogle+

توجيهات عامة  خاصة بالمدرسين الجدد أو الراغبين في امتهان التدريس

إعداد : محمد شركي مفتش تربوي سابق

تمهيد :

من المعلوم أن مصادر تكوين وإعداد الأطر التربوية المشتغلة بالتدريس تتنوع بين  ما يلي :

 أولا : تكوين أساسي تضطلع به  مراكز التكوين .

ثانيا : تكوين مصاحب بعد التخرج من تلك المراكز، يضطلع به الإشراف التربوي عن طريق زيارات صفية  خاصة بكل مدرس على حدة وهو يمارس عمله  في الفصل الدراسي أو زيارات يستدعى إليها  عدد من المدرسين  لمعاينة دروس تكون إما تجريبية أو تطبيقية ، وعن طريق ندوات تربوية خارج الفصول الدراسية والتي قد  يستدعى إليها  أكبر عدد من المدرسين أو قد يتم انتقاء شرائح منهم حسب الأهداف المسطرة من كل ندوة تربوية  .

ثالثا : التكوين الذاتي  المكتسب عن طريق الممارسة الصفية ،والذي يطور الخبرة التدريسية  لكل مدرس .

رابعا :  التكوين المستمر ، وبكون في فترات معينة  ، وتقتضيه بعض المستجدات التربوية ، وتضطلع به إما مراكز التكوين أو الأكاديميات أو المديريات ، ويتولاه إما خبراء أكاديميون أو أطر إدارية أو أطر الإشراف التربوي.

خامسا : الجامعات الصيفية ، وتكون خارج فترات الدراسة ، وتكون ذات أهداف مسطرة من أجل تطوير عمل الأطر التربوية ، وقد يستدعى إليها خبراء مختصون في محالات ذات صلة بقطاع التربية .

أما بالنسبة للتكوين الأساسي الذي تقوم به مراكز التكوين، والذي يكون غالبا نظريا ينصب على بعض  أبواب علوم التربية ، وتخصص حصة الأسد منه لتعميق التخصص ولديداكتيك المواد.

أما بالنسبة للتكوين الخاص بالإشراف التربوي، فالغالب عليه هو التكوين العملي الإجرائي مع أنه لا يخلو  أيضا من التكوين النظري  .

أما بالنسبة للتكوين الذاتي ، فهو بالضرورة عملي ، لكنه لا يمنع من استفادة صاحبه من مصادر أو مراجع نظرية  لإثراء تكوينه  أو استفادته من زملاء من ذوي الخبرة في الممارسة الصفية .

ومعلوم أن غياب التكوين الأساسي الذي لا يمكن أن يستفيد منه جميع المدرسين خصوصا بعد رهان الوزارة الوصية على الشأن التربوي على ما أصبح يسمى تعاقدا . وإذا ما كانت مراكز التكوين تحاول إمداد المدرسين المتعاقدين بعدة متواضعة من أجلا إعدادهم لممارسة التدريس ، فإنها عدة لا يمكن أن تكون بديلا على التكوين الأساسي الذي يتم خلال مدة  معينة  خلال مواسم كاملة عوض التكوين الذي يكون خلال  أياما معدودات وهو لا تفي بالمطلوب أو ما يمكن تسميته  المعلوم بالضرورة من أمور التدريس، وهم الضروري الذي لا مندوحة عنه لمن يقبل على مهمة التدريس.

الإشراف التربوي ودوره في تكوين المدرسين :

إن تكوين الإشراف التربوي الذي يضطلع به المفتشون أو المشرفون التربويون أو المرشدون التربيون  يطور من جهة التكوين النظري الذي يتلقاه المدرسون في مراكز التكوين ، وهو في نفس الوقت يعوضهم عما يفوتهم منه في مراكز التكوين .

ويعتمد الإشراف التربوي في تكوين المدرسين على الندوات التربوية التي تكون نظرية في الغالب ، و على الزيارات الصفية  التي تعاين سير الدروس العادية  أو سير تلك التي تكون تجريبية أو تطبيقية .

أما الندوات التربوية ، فتكون غالبا  في بداية المواسم الدراسية  وتركز على المستجدات التربوية أو في نهايتها وتركز على تقويم العمل من خلال رصد النجاحات والإخفاقات ، وقد تعقد خلال المواسم الدراسية إذا ما دعت الضرورة إلى معالجة ما يكون في حكم الطارىء أو الضروري و الملح  .

ومما تركز عليه هذه الندوات فضلا عن المستجدات التربوية الوثائق التربوية المتمثلة في دفاتر النصوص المسجلة يوميا  لسير الدروس والفروض ، وجذاذات التحضير الخاصة بالدروس وبالفروض ، وأوراق الفروض المصحوبة أوراق التنقيط ، ودفاتر المتعلميبن سواء التي تسجل فيها الدروس أو التي  تدون فيها أنشطة الإعداد القبلي ومختلف التمارين .

وأما الزيارات الصفية سواء منها العادية التي تعاين السير العادي للدروس  أو المخصصة لمعاينة الدروس التجريبية أو التطبيقية ،فتكون طيلة المواسم الدراسية من بدايتها إلى نهايتها ، وتكون حسب ما تقتضيه معاينة السير العادي للدروس أو ما يحتاج إليه من تجارب أو تطبيقات لدعم الخبرات التدريسية .

ومما تركز عليه الزيارات الصفية الدروس سواء  تلك التي يلقيها كل مدرس في فصله الدراسي أوتلك التي يلقيها بحضور زملائه المدرسين وحضور المشرف أو المرشد التربويين أو هما معا ، وتكون تطبيقية حسب ما تنص عليه التوجيهات التربوية الرسمية أو تكون تجريبية تجرب خلالها مقاربات يهدف من ورائها إلى تطوير الأداء التدريسي  للمدرسين  حسب ما يجد من مقاربات  في الساحة التربوية الوطنية أو الدولية  .

وقد يتولى الإشراف التربوي تعيين من يتولون الدروس التطبيقية أو التجريبية من المدرسين الجدد والقدامى على حد سواء حسب الأهداف المحددة لتلك الدروس .كما أنه قد يتولى المشرفون التربويون بأنفسهم إنجاز بعض تلك الدروس إذا اقتضت الضرورة ذلك . وقد تأتي مبادرات من مدرسين يرغبون في إنجاز دروس تجريبية بناء على ما راكموه من تكوين ذاتي ومن خبرات تدريسية .

الوثائق التربوية :

من المعلوم أن الوثائق التربوية تكتسي أهمية قصوى ، وهي متكاملة فيما بينها وترتبط بعلاقة جدلية قوامها التأثير والتأثر وهي كالآتي :

ـ دفتر النصوص : وهو الدفتر المخصص لتوثيق ما ينجز داخل الفصول الدراسية من أنشطة مختلفة ( دروس يومية / فروض كتابية / فروض شفوية / أنشطة الدعم والتقوية / عروض … )

ويكتسب هذا الدفتر أهميته باعتبار طريقة تعبئته التي لا بد أن تراعي التنظيم اللازم بدءا بالتأريخ لكل ما ينجز يوميا  مع تحديد المكونات  وحصصها ، وخطوات إنجازها  بطريقة وسط بين الاختصار الشديد، والإسهاب مع شرط تغطيتها الشاملة لكل الأنشطة الصفية . ومن المعلوم أن دفتر النصوص له صلة مباشرة من جهة بجذاذات الدروس ، و من جهة أخرى بدفاتر المتعلمين لأنها تعكس العملية التعليمية التعلمية  تحضيرا ،وإنجازا ،وتقويما .

ويعتبر دفتر النصوص مرجعا يعود إليه المتعلمون المتغيبون عن حضور بعض الحصص الدراسية ، كما أنه من واجب الإدارة التربوية مراقبته بعد إنجاز مجموعة من الدروس ، والتأشير عليه كدليل على مراقبته ، وهو يخضع أيضا لمراقبة الإشراف التربوي ، ويدخل ضمن تقويم عمل المدرسين إلى جانب الدروس والأنشطة المنجزة داخل الفصول .

ـ جذاذات الدروس : وهي عبارة عن تخطيط  نظري للحصص الدراسية  قبل مباشرة إنجازها ، وتتضمن مراحل تلك الحصص ، وخطواتها ، وأنشطتها ، وأساليب التقويم المعتمدة . وهي جامعة بين ما هو تعليمي ، وما هو تعلمي بحيث يقدم فيها المدرس ما ينوي إنجازه ، وما يتوقعه من تفاعل المتعلمين معه ، ويعد لذلك أساليب التقويم . ومما يجب التنبيه إليه هو إعداد جذاذات خاصة بفروض المراقبة المستمرة ، وبتصحيحها .  ويشترط في جذاذات الدروس والفروض على حد سواء  أن تكون وظيفية ، وبإمكان كل من يعتمدها أن يوفق في إنجاز ما تقدمه من دروس دون تعثر وإن لم يكن هو من أعدها ، والنجاح في إنجاز الدروس يتوقف على مدى وظيفيتها . ولا شك أن أساليب إعدادها يسهم في تحقيق هذه الوظيفية . ومما تتطلبه هذه الوظيفية تحيين الجذاذات ، وتطويرها باستمرار بناء على ما يسجل من ملاحظات خلال إنجاز الدروس اعتمادا على التقويم وعلى النقد الذاتي . ولا بد أن يكون التعامل مع هذه الجذاذة باعتبارها خارطة طريق أو دليل ، وهو ما يعني ضرورة  حضورها الدائم مهما كانت خبرة المدرس وكفاءته.

ـ دفاتر المتعلمين : وهي سجلات يدون عليها المتعلمون  أهم النتائج المترتبة عن العملية التعليمية التعلمية ، وتكون عبارة عن خلاصات من الإنجاز الجماعي للمتعلمين إما في شكل  تعاريف  أو قواعد ضابطة أو خطاطات أو رسوم بيانية…. وهذه الدفاتر نوعان : نوع خاص بمضامين دروس مكونات المادة المدرسة  ، ونوع خاص بالتمارين المتعلقة بها .

وتشترط الرقابة المنتظمة لهذين النوعين  معا من طرف المدرسين مع تقويمها ، وتدوين الملاحظات عليها  قصد إشعار أولياء أمور المتعلمين  بمسارات تعلم أبنائهم سواء تعلق الأمر بنجاحهم  أو بتعثرهم .

ـ فروض المراقبة المستمرة : وهي عبارة عن أوراق تتضمن أنواعا من الاختبارات الكتابية التي ينجزها المتعلمون في فترات دراسية معينة والتي  تأتي بعد إنجاز مجموعة من الدروس ، وهي حصيلة التعلمات . ولا بد أن تثبت عليها تواريخ إنجازها ، وأن يعين ترتيبها التسلسلي . وهي أوراق تخضع للتقويم ، وتوضع عليها علامات ،و تسجل عليها ملاحظات المدرس قصد إطلاع أولياء أمور المتعلمين عليها  مع  ضرورة التأشير عليها  ، وإيداعها لدى الإدارة التربوية من أجل استثمارها ، وإطلاع الإشراف التربوي عليها .

ولا بد من التذكير بأن هذه الفروض تتطلب من المدرس إعداد جذاذتين خاصتين بها الأولى خاصة بكيفية إنجازها ، والثانية خاصة بكيفية تصحيحها وتقويمها .

الوسائل الديداكتيكية :

من المعلوم أن العملية التعليمية التعلمية لا مندوحة لها عن وسائل ديداكتيكية لتسير سيرها العادي ، وهي وسائل متعددة ومتنوعة ، ويشترط فيها أن تكون وظيفية ، وأن يحسن استغلالها كي تؤدي دورها ، ومنها ما يلي :

ـ الكتب المدرسية : وهي أهم وسيلة ديداكتيكية تعد  خصيصا للمتعلمين وفق تخطيط معين يتوخى تحقيق أهداف تعلمية كما أنها الوسيلة الأكثر استعمالا لأنها محمولة بين الفصول الدراسية ، وبين منازل المتعلمين ، وهي الوسيلة الوحيدة التي يطلع عليها أولياء أمورهم دون باقي الوسائل .

ولا يجب أن يغيب عن أذهان المدرس أنها بالرغم من أهميتها لا تعدو مجرد وسيلة كباقي الوسائل ، وهي تؤدي الدور المنوط بها في فترات معينة من الحصص الدراسية ، وليس كل ما فيها من أنشطة أو مطالب أو تمارين ملزمة للمدرس الذي له سلطة عليها ، ولا سلطة لها عليه . ومن طبيعة الوسائل أنها تخضع لاستعمال المدرس لها دون أن يخضع لها، لأنه من المفروض أن يجد لها بدائل تكون أفيد وأجدى وأنفع .

وتختلف الكتب المدرسية  في المادة الدراسية الواحدة من حيث عناوينها ومن حيث مضامينها وإن كان النهج المتبع في تأليفها هو التزام مجالات معينة من اقتراح أصحاب القرار التربوي بناء على تعليمات أصحاب القرار السياسي  الذين يقررون التوجهات العامة لقطاع التربية ويتعلق الأمر بالغايات والمرامي والأهداف .

وطالما أن المدرس بمقدوره إيجاد بدائل عما تقدمه الكتب المدرسية مع احترام المجالات المحددة ، فلا يوجد ما يمنعه من اعتمادها كوسائل ديداكتيكية لا تكون بديلا عن الكتب المدرسية بل تكون إثراء لها ، وهو في نفس الوقت تحفيز للمدرس على  الاجتهاد في تنويع وسائله الديداكتيكية ، وعلى تنويع مصادر إغناء العملية التعليمية التعلمية .

ـ الألواح أو السبورات : هي وسائل ديداكتيكية ثابتة في الفصول الدراسية ، ولها أهميتها أيضا ، وهي تستعمل في مراحل معينة خلال الحصص الدراسية ، وأهميتها وفعاليتها تتوقف على حسن استعمالها ، وعلى تنظيمها بشكل جيد لأن الكثير مما يثبت عليها من المعلومات ينقل على دفاتر المتعلمين، لهذا لا بد من التثبت مما يثبت عليها ، وهي مشتركة بين المدرس ومتعلميه بحيث  يتولى هندستها العامة ،بينما يتولى المتعلمون  تعبئتها حسب قدراتهم ومستوياتهم الدراسية .

ـ الصور والخزانات والمجسمات والخطاطات والخرائط : وكلها وسائل ديداكتيكية لها أدوار مهمة في بعض مراحل الحصص الدراسية ، ويكون استعمالها حسب أعمار مستويات المتعلمين ، وهي تسد مسد الوسائل السابقة ، وقد تكون أجدى منها في العملية التعليمية التعلمية في بعض الظروف  .

ـ المجلات الحائطية : وهي وسائل ديداكتيية  لا تخلو من أهمية بحيث تكون مرجعا في بعض مراحل الحصص الدراسية حيث يتحلق حولها المتعلمون ، ويجدون فيها ما يفيدهم في تعلماتهم ، علما بأنها  تكون من إنجازهم ، وإبداعهم.

ـ الوسائل السمعية البصرية : وهي وسائل مهمة  تستغل ديداكتيكيا أيضا في حال توفر المؤسسات التربوية عليها  ، وتكون أجدى وأنفع خلال بعض الأنشطة التعليمية التعلمية ، ويشترط حسن استعمالها وحسن استغلالها .

ـ الوسائل الرقمية :  وهي آخر ما قدمته التكنولوجيا  الحديثة، وقد صار وجودها ضروريا بعدما انتشرت على أوسع نطاق ، ولم تعد مهمتها مقتصرة على مجرد التواصل بل صارت وسائل ديداكتيكية أبضا ، ولقد كانت هي السبب في إيجاد التعلم عن بعد أو التعلم الافتراضي في ظرف جائحة الكوفيد 19 . ولم يعد للمؤسسات التربوية بد من اعتمادها ، وقد صارت طوع أيدي الناشئة التربوية ولعلهم يجيدون استعمالها وتوظيفها أكثر من غيرها من الوسائل الأخرى، لهذا يجب التفكير الجاد في توظيفها من أجل تطوير العملية التعليمية التعلمية .

ـ المختبرات  والمعامل  :  وهي  فضاءات تشتمل على محتويات تعتبر وسائل ديداكتيكية ضرورية بالنسبة لمقاربة  بعض المواد الدراسية .

ـ الرحلات والخرجات والزيارات الميدانية : وكلها يمكن أن تسد مسد الوسائل الديداكتيكية في بعض الظروف ، وتكون أجدى وأنفع من بعض الوسائل الديداكتيكية.

ـ قاعات العروض والمحاضرات والندوات والأوراش  :  وهي فضاءات تستغل لإنجاز مختلف الأنشطة التعليمية التعلمية الجماعية والتي تسمح باستيعاب أكبر عدد من المتعلمين  على اختلاف مستوياتهم الدراسية ، ومساعدتهم على الانخراط جميعا في تلك الأنشطة .

ـ ساحات وقاعات مختلف الرياضات :  وهي فضاءات خاصة بالأنشطة التعليمية التعلمية الحس ـ حركية ، وهي في غاية الأهمية ، ولا غنى لمستوى من المستويات عنها ، ولا بمكن أن يسد مسدها غيرها من الفضاءات .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Prof.
    13/06/2022 at 13:35

    رجل التعليم كطبيب الأسنان كلاهما لا يتقنون مهنتهما إلا بعد 5 أو 10 سنوات من الممارسة الفعلية الميدانية التي تسمح لهما باكتساب الخبرة و التجربة و الكفاءة المهنية الفعالة. باختسار، فقط التكوين الذاتي l’autoformation و الضمير المهني لصناعة رجل تعليم متمكن من عملة و مهامه أما ما تبقى هدر للمال العام و مضيعة للوقت. يقال بأن الأديب و الناقد المصري الكبير عباس محمود العقاد لم يكن حاصلا إلا على الشهادة الابتدائية و مع ذلك لم يكن هناك أحد قادر على دكترته. و يحكى أن لينين تعلم في البيت على يد أمه و أصبح رجل دولة و قانون غير بفكره نصف العالم.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *