Home»National»مقاربة النص الشعري في مستويات السلك الابتدائي ( مستوى السادسة نموذجا) إعداد : محمد شركي مفتش مادة اللغة العربية سابقا

مقاربة النص الشعري في مستويات السلك الابتدائي ( مستوى السادسة نموذجا) إعداد : محمد شركي مفتش مادة اللغة العربية سابقا

3
Shares
PinterestGoogle+

مقاربة النص الشعري في مستويات السلك الابتدائي ( مستوى السادسة نموذجا)

إعداد : محمد شركي مفتش مادة اللغة العربية سابقا

                     قصيدة : ( الطاقة )

يزخر الكون بالذي يجعل الأر        ض ومن فوقها يعيش هناء

أي شيء على البسيطة يحيى         دون أن يلقى فوقـــها الآلاء

إنما أهــــــــل الاختراع أناس        ماثلوا فيما أبدعوا الأنبيـــاء

جعلــــــوا هذه الحياة بما قـــد        أبدعـــــوا جنينة خضـــراء

سخروا الريح سخروا كل شيء      للورى كي يحيوا هنا سعداء

همّهـم أن يحيا الأنـام علـى الأر     ض حياة سعيدة شمّـــــــــاء

فأضاءوا الطريق علمـــا وفنـــا     فإذا نحن نعتلي الجــــــوزاء

إنها الطـــــــاقة التي جعلت من     أرضنا أن نحيا بها كرمــــاء

هذه الكهرباء تسري ضيــــاها      يغمر الأرض نورها والسماء

فإذا الأرض من سنـــاها تجلت     كوكبا يستحق منا الثنـــــــــاء

كلنا لولا الكـهربــاء لعــــــشنا     لا نرى فوق الأرض إلا الشقاء

أضحت الأرض بالذي قدمت تكــــتظ بــذلا و تستجد عطـــــــــاء

فصن الطاقـــة التي وهبتك الأ     من والحبّ والرضى والرخاء

شعر : إسماعيل زويرق من ديوان « أكاليل الندى « 

كتابي في اللغة العربية ص : 160

المادة : اللغة العربية

الكتاب المقرر : كتابي في اللغة العربية

المكون : القرائي ( نص شعري )

المجال : الطاقة

النص : قصيدة الطاقة للشاعر إسماعيل زويرق  ص 160

أولا : مرحلة الإعداد القبلي : نموذج الأسئلة التي تطرح على المتعلمين لمعرفة أرصدتهم المعرفية السابقة:

ـ عرّف الطاقة ، واذكر بعض أنواعها ؟

ـ من هو مخترع الكهرباء ؟

 نموذج الأجوبة المنتظر أو المتوقعة  منهم :

ـ الطاقة عبارة عن قوة تنتج عن حركة المادة .

ـ أنواعها : طاقة حرارية / طاقة كيميائية / طاقة كهربائية / طاقة إشعاعية نووية / طاقة كهرومغناطيسية …

ـ مخترع الكهرباء : هو الأمريكي توماس أديسون  ولد سنة 1847 في مدينة ميلان بولاية أوهايو .

ثانيا : مرحلة تأطير النص :

ـ المبدع : هو الشاعر المغربي إسماعيل زويرق من مواليد سنة 1944 بمدينة مراكش له عدة دواوين شعرية منها ديوان  » أكاليل الندي  » الذي اقتبس منه النص . يكتفى بما يلي (  اسمه / بيئته زمانا ومكانا / اتجاهه الأدبي / أعماله ).

ـ النص : ( مصدره / نوعه / ظروفه )  قصيدة شعرية عمودية من ديوان أكاليل الندى وهو ديوان  خاص بشعر الأطفال ، غرضها فن الوصف ، وظرفها التعريف بأهمية الطاقة الكهربائية ،وهي من بحر الخفيف  ( فاعلاتن/ مستفع لن/ فاعلاتن)، ومفتاحه : ( يا خفيفا خفت به الحركات )  ، وتقطيعه ( يا خفيفن / خففتبهل / حركاتو)

ثالثا : مرحلة الفهم :

ـ ملاحظة النص ووضع فرضيات من خلال مؤشر العنوان والصورة أوهما معا أو  أي بيت من أبيات القصيدة  يمكن أن يساعد على وضع فرضيات .

ـ من الفرضيات المحتملة أو المتوقعة من خلال مؤشري العنوان والصورة :

التعريف بالطاقة الكهربائية  /  التعريف بفوائدها  ….

+ الأداء الصامت البصري للنص:

يقوم به المتعلمون من أجل الاستئناس، به،  ومن أجل التمحيص الأولي  للفرضيات التي يقترحونها .

+ الأداء الجهري والسمعي للنص :

 يقدمه المدرس أولا ليقتدي به المتعلمون ، ويشترط فيه أن يكون بصوت مسموع ، وإيقاعي يناسب طبيعة النص الشعري مع احترام التقابل بين شطري كل بيت أو بين الصدر والعجز باستثناء الأبيات المدورة التي تكون فيها الكلمات موزعة بين الصدر والعجز .

وإذا ما وجدت أساليب إنشائية في النص من تعجب أو استفهام أو أمر أو نهي يجب تمثلها أثناء الأداء أي تؤدى بالنبرة الصوتية المناسبة،كما هو الحال في هذه القصيدة بالنسبة للبيت الثاني ( أي شيء على البسيطة …؟ ) وهوأسلوب استفهام، والبيت الأخير ( فصن الطاقة … ) وهو أسلوب أمر .

+ شرح المفردات :

يلي أداء المدرس أداء المتعلمين، ويكون مصحوبا بالتصحيح والتقويم ،وبعد التأكد من استقامة وسلامة  الأداء ، يأتي الأداء المصحوب بشرح المفردات المحتملة  الصعوبة أو الغموض بحيث يحال المتعلمون  أولا على ما يقدمه الكتاب من شروح بعد التأكد من صحتها وسلامتها  باعتماد المعاجم الموثوق بها  ، وتضاف إليها شروح مفردات أخرى كلما اقتضى الأمر ذلك تسهيلا لفهم النص فهما جيدا ،وشرحها يكون إما بمفردات أو بأضداد أو من خلال السياق أو من خلال شواهد وأمثلة من القرآن الكريم أو من الحديث الشريف أو من الأشعار أومن الأمثال أومن الحكم حسب ما يكون متاحا،  وفي مستوى فهم المتعلمين .

ولا بد في شرح المفردات من الاستعانة بدروس الصرف إذ قبل شرح المفردات تصنف إلى أفعال وأسماء ،فالأفعال يميز بين مجردها ومزيدها مع تعيين حروف الزيادة وما تضفيه عليها من معان مثال: ( البيت ما قبل الأخير أضحت الأرض … وتستجدّ  فعل (استجد ) مجرده هو ( جدّ) ، وحروف الزيادة  فيه (ألف، وسين، وتاء )، وهي تفيد معنى الطلب ، طلب الجدة  )، أما الأسماء فيميّز بين جامدها ومشتقها  ، وبين أسماء الأعلام وأسماء الذوات، وبين جمعها وإفرادها

ويشترط في الشروح أن تعتمد معاجم اللغة العربية  الموثوق بها .

ولا بأس من تنبيه المتعلمين إلى معاني المفردات الحقيقية ومعانيها المجازية حسب السياق الذي تأتي فيه مثال ( الشطر الثاني من البيت السابع : فإذا نحن نعتلي الجوزاء ) هذا اعتلاء مجازي ، وليس اعتلاء حقيقيا ،والمقصود هو التقدم الحضاري والتكنولوجي ).

ملحوظة : ليس من الضروري أن تخضع كل المفردات لقواعد الصرف بل يكتفى بواحدة أو اثنتين مما يكون فيهما من قيمة صرفية مضافة ، تضاف إلى أرصدة المتعلمين لتصبح مع مرور الوقت أدوات يستعينون بها على فهم طبيعة المفردات ومعانيها .

+ تقسيم النص :

ويكون بطريقتين : إما تحديد وحداته الصغرى أولا ثم تجميعه في فكرة عامة أو العكس تحديد فكرته العامة ، وتقسيمها إلى وحدات حسب ما تم تعويد المتعلمين عليه .

والفكرة العامة يشترط فيها أن تكون جامعة ، مانعة ، فكونها جامعة يعني تجمع بين كل الوحدات ، وكونها مانعة أنه تمتنع معها فكرة أخرى تكون فيها زيادة على دلالتها . أمثلة خاصة بهذا النص « 

الوحدات :

ـ غنى الأرض بثرواتها الكفيلة بإسعاد الإنسان .( البيتان الأول والثاني ).

ـ فضل المخترعين على الإنسانية ( من البيت الثالث إلى البيت السابع )

ـ دور الكهرباء في إسعاد الإنسان ( من البيت الثامن إلى البيت الثالث عشر)

الفكرة العامة :

ـ غنى الأرض بثرواتها واستغلال المخترعين لها بما في ذلك الطاقة الكهربائية لإسعاد الإنسانية.

رابعا : مرحلة التحليل :

ـ حصر معجم النص وتحديد  حقله الدلالي : يتقاسم النص حقلان دلاليان هما :

حقل الاختراع ، وحقل الرخاء

المعجم الدال على الاختراع هو : ( الاختراع / أبدعوا / سخروا / علم وفن / طاقة / كهرباء )

المعجم الدال على الرخاء هو : هناء / آلاء / سعداء / كرماء / ثناء / عطاء / رخاء ) .

العلاقة المنطقية  بين الحقلين هي علاقة السببية لأن الاختراعات العلمية هي سبب الحياة الكريمة والتقدم والرخاء .

ـ بنية النص الصرفية والنحوية :

بالنسبة للبنية الصرفية يوجد تناوب بين الأسماء والأفعال ، والغالب على الأسماء أنها أسماء ذوات في صيغة الإفراد : ( كون / أرض / حياة / ريح / جنينة / طريق / طاقة / كهرباء / نور / سماء / أمن )  والتي جاءت في صيغة الجمع قليلة ( آلاء / أنبياء / الورى / الأنام ) .

ـ البنية النحوية :

 الأفعال توزعت بين الزمن الحاضر والزمن الماضي ، أما أمثلة الحاضر فهي : (يزخر / يجعل / يلقى / يحيوا / يحيا / تسري / نعتلي  يغمر / يستحق / تستجد )، وأما أمثلة الماضي فهي : ( ماثلوا / أبدعوا / جعلوا/ سخروا / أضاءوا ) . والملاحظ أن البنية النحوية منسجمة مع دلالة النص، ذلك أن جهود المخترعين في الماضي هي التي كانت سبب الرخاء في الحاضر ، ولهذا استعمل الشاعر الزمن الماضي للاختراع ، والزمن الحاضر للاستفادة منه .

ـ البنية الأسلوبية :

تغلب على النص  الأساليب الخبرية نظرا لكون الشاعر يهدف من ورائه إلى بيان أهمية  الطاقة الكهربائية في حياة الناس ، وهو يستعمل أحيانا أسلوب التوكيد كقوله على السبيل المثال ( إنها الطاقة التي جعلت من أرضنا أن نحيا بها كرماء ) وهو أسلوب يهدف إلى اقناع المتلقي بالخبر . ومن الأساليب التي استعملها أيضا أسلوب الشرط ( كلنا لولا الكهرباء لعشنا لا نرى فوق الأرض إلا الشقاء).

ولقد أنهى الشاعر قصيدته بأسلوب إنشائي اقتضته دعوته إلى صيانة الطاقة الكهربائية في قوله :( فصن الطاقة التي وهبتك الأمن والحب والرضى والرخاء)

ـ البنية الجمالية :

يغلب على النص التصوير، ونسرد من صوره ما يلي :

(ماثلوا فيما أبدعوا الأنبياء) تشبيه / (جعلوا هذه الحياة … جنينة خضراء ) تشبيه بليغ ( أضاءوا الطريق ) استعارة / ( نعتلي الجوزاء ) استعارة ( تكتظ بدلا وتستجد عطاء ) استعارة ( هذه الطاقة وهبتك الأمن والحب والرضى والرخاء ) استعارة ، وبعض الاستعارات عبارة عن تشخيص حيث أضفى الشاعر الحركة والفعل على الأرض والطاقة والكهرباء .

الملاحظ أن التصوير هو الغالب على القصيدة ، وقد ساعد  فنيا على خدمة مضمون النص المتمحور حول الكشف عن قيمة الطاقة الكهربائية في حياة الإنسان .

ـ البنية الإيقاعية :

تتقاسم البنية الإيقاعية للنص نوعان من الموسيقى :

موسيقى القصيدة التي وفرها بحر الخفيف ( فاعلاتن / مستفع لن فاعلاتن )

(تن ـ ترن ـ تن / تن ـ تن ـ ترن / تن ـ ترن ـ تن )  التفعيلة الأولى والثالثة لهما نفس النغم ، والتفعلة التي توسطتهما لها نغمها الخاص ، وهو ما وفر تنوع النغم العام للقصيدة أو موسيقاها الخارجية .

وللقصيدة موسيقى داخلية تحصل عن طريق تكرار الحرف الواحد في البيت أو وجود جناس أو وجود كلمات لها نفس الوزن ، أمثلة

تناوب حروف الضاد ، والظاء ، والذال والدال  في البيت الآتي  وفر له موسيقى داخلية : ( أضحت الأرض بالذي قدمت تكتظ بذلا وتستجد عطاء)

تكرار الفعل الواحد ( سخروا الريح سخروا كل شيء )  ، وفعلان بنفس الوزن ( جعلوا هذه الحياة بما قد أبدعوا ) فهذا مما جعل هذه الأبيات متميزة عن غيرها بموسيقاها الداخلية ، وهي تشترك مع غيرها في موسيقى القصيدة الخارجية التي وفرها بحر الخفيف ذي الموسيقى المنسابة .

وفضلا عن ذلك ساهمت القافية بشكل لا فت في موسيقى القصيدة بالمد الوارد فيها .

+ خامسا مرحلة التركيب :

انطلاقا من نتائج معالجة هذا النص الشعري إعداد ا وتأطيرا ، وفهما ، وتحليلا على مستوى معجمه وحقليه الدلاليين ، وعلى مستوى بنياته اللغوية الصرفية، والنحوية، والأسلوبية، والجمالية، والإيقاعية ،تأكد أنه قد وفق في معالجة موضوع الطاقة في قصيدته الشعرية معالجة فنية إبداعية مؤثرة في من يتلقاها، فضلا عن نجاحه في اقناع المتلقين بأهمية الطاقة في حياة الإنسان ، وبدور العلم في توفيرها له .

ومن قيم هذه القصيدة قيمة تعليمية تربوية تعكسها دعوة الشاعر إلى صيانة الطاقة وترشيد استخدامها .

وبناء على ما تقدم يمكن الحكم على أن هذه القصيدة قد ناسبت مجال الطاقة  الذي أدرجت فيه ،وهو مجال  يهدف إلى التعريف بأهميتها ودورها في تقدم ، ورخاء، وسعادة الإنسان.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *