Home»Débats»كم أنا تافه!….. الأستاذ ولاعب كرة القدم

كم أنا تافه!….. الأستاذ ولاعب كرة القدم

0
Shares
PinterestGoogle+

كيمية العياشي
علمت أن الجامعة الوطنية لكرة القدم ستخصص ما يقارب 100 مليون سنتيما لكل لاعب كمكافأة عن تأهل المغرب لمونديال قطر لكرة القدم،والغريب أن الوزارة اعتبرت ذلك المبلغ ليس بالكثير، وقلت: كم أنا تافه

!

قضيت 36 سنة أعلم وأربي،وتخرج على يدي عشرات من الأطر الكفأة،أطباء ،مهندسون ،أساتذة ومحامون،ورجال سلطة….،وأقصى ما توفر لدي1 مليون سنتيما،ولم تتكرر فرحتي بالمليون إلا نادرا!

ولم أتلقى في حياتي منحة قط من وزارة التربية الوطنية،بل أصبح كل أملي أن ترفع الحكومة يدها عن ذلك المبلغ الزهيد، وتكف عن الاقتطاعات التي لا تتوقف.

كم أنا تافه،لأني اخترت أن أنضم إلى فريق بناة الحضارة،اخترت أن أشارك في صياغة العقول،اخترت أن أدخل ميدان العلم والفكر والتربية لأسجل أهدافا لصالح وطني وأمتي،كي أبوئها مكانة مرموقة بين الأمم،معتقدا أن المعركة معركة علم وحضارة وتقانة!

كم أنا تافه،ولم أنتبه أني كنت أمتلك أسباب التميز في العزف على أوتار التفاهة،حتما كان بمقدوري أن أحظى من السادة الوزراء بكل الامتيازات والمنح،كنت أمتلك صوتا ذهبيا كما كان يصفه زملائي،وقدرة على الحكي والتمثيل…،وكان شغفي بكرة القدم والرياضة عامة يصل إلى مستوى الهوس،كيف لا وقد كنت أحد تلاميذ شعبة التربية البدنية بثانوية مولاي إسماعيل بفاس !

كم أنا تافه أن أعيش الفقر من أجل أن أرفع من قدر وطني،استطعت بالكاد،طيلة هذا العمر الذي افنيته داخل محراب العلم ،أن أؤمن شقة لأسرتي وأشتري سيارة بالتقسيط!

ويزيدني إحساسي بتفاهة اختياري عندما أشاهد ما يتعرض له الأستاذ اليوم من تهميش واقتطاع من أجرته،بل ومحاكمات صورية،في الوقت الذي يتوج فيه صانعوا الانتصارات المزيفة،ويتقلدون الأوسمة،وتنثر تحت أقدامهم الملايين !

أمام هذا السخاء الحاتمي من حكومتنا الموقرة،أسمع خبر توقيف أجرة 4 أساتذة وتهديدهم بالعزل بجهة مراكش آسفي،فأتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن منطق الأولويات مختل في بلدي.

الله غالب
كيمية العياشي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Mohammed chergui
    31/03/2022 at 00:15

    بل أنت سيدي الفاضل من خيار الناس بشهادة أصدق وأشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم القائل : ( خيركم من تعلم العلم وعلمه ) ألا ترضيك وتغنيك هذه الشهادة الغالية وما وراءها من أجر لا مثيل له عند رب العزة جل جلاله عن عرض الدنيا الزائل

  2. رمضان مصباح
    01/04/2022 at 15:20

    تحياتي أستاذ
    لالست تافها،ولن تكون تافها أبدا.
    ماعلمته يسري نورا في العقول ،جيلا بعد جيل ؛حتى وأنت نسي منسي.
    الجد جد واللعب لعب. في الكرة -العقيدة اليوم – تنتهي مراوغاتها في 90دقيقة فقط.
    مليونك من كدك واجتهادك،والمائة كسب سهل،تجمع من جيوب شتى.
    أحسنت الاختيار ،فزادك منه ،بعد انصرام العمر ؛ونعم الزاد.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *