Home»Correspondants»الخرافة الكبيرة

الخرافة الكبيرة

0
Shares
PinterestGoogle+
 

كان أطفال حينا القديم يجتمعون في شكل حلقة. يتبادلون الحكايات و الأحاجي عن الجن و العفاريت و الخاتم و المصباح و الطاقية التي تفعل الأفاعيل السحرية. بدون نسيان الغولة صاحبة الأنياب الطويلة الصلبة و البارزة، التي تأكل البشر وهم أحياء، و تكسر عظامهم.لها وجه مخيف ومفزع، و شعر اغبر و أشعث، و متسخ.و حكاية الفقيرة التي تتزوج الملك أو الأمير، بقدرة قادر. كان أطفال حينا يتبادلون هذه الحكايات ليلا، وفي زاوية من زواياه المظلمة، إلا من ضوء القمر الخافت. كان المرح كبيرا، و الشغف للإنصات و متابعة الأحداث المهولة و المخيفة يبلغ مداه الأقصى. جل الأطفال يعتقدون في الحكايات البطولية ،أنها حكايات حقيقية.

كانت الحكاية وسيلة للمتعة و الاستمتاع و الفرجة، و أداة لنشر الخوف و الفزع في نفوس أطفال الحي الشعبي، المنسي الخالي من مصابيح الإنارة .

الحكاية إن خلت من نشر الخوف و الفزع و الإثارة، و الفضول، لا تعتبر حكاية من النوع الرفيع. الخوف الذي يجعل القلوب تخرج من أقفاصها و تجحظ الأعين من مآقيها، وترتجف الأقدام و الركب في خطواتها… كان ذلك في الطفولة في أحياء شعبية لكنها لا تشبه مدن الصفيح .

كانت طفولة الفقراء، لا تقترب و لا تشبه طفولة عبد المجيد بن جلون، صاحب الرواية (في الطفولة).

من الحكايات الخرافية ما تتداوله  بعض من  وسائل الإعلام المكتوبة، عن لجوء وزير الشباب و الرياضة إلى طلب الاستقالة من رئيس الحكومة.ورجحت أقلام أخرى أن رئيس الحكومة هو الذي سيقيل وزير الشباب على اثر فضيحة ملعب مولاي عبد الله، الذي تحول بالأمطار الأخيرة إلى برك استعصى معه إجراء مباريات .

و جاء الرد من معالي الوزير في الحين، وفي الحال، و الذي كشف المستور  و ما تحت الطاولة: « سنحاسب كل من تورط في الفضيحة  » .

أين هو كبش الفداء؟لا بد من أكباش الفداء .لا بد من تقديمهم إلى المفصلة لقطع أرزاقهم. هذه هي القاعدة أن يكون أكباش الفداء.

 أظن أن معالي الوزير لم يسمع بالحكمة العراقية »قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ». و لكنها ليست حكمة مغربية على كل حال.هي حكمة من أجانب ومن  خارج الحدود.

 تلك كانت الخرافة الكبيرة،أن يقدم وزير في الحكومة المغربية استقالته كتعبير عن خجله و استحيائه من ورطته،أو من فشله في إدارة ملف،أو من سماعه لأصوات من هنا و هناك، تتهمه بتبذير المال العام أو سرقة البعض منه،او اقتسامه مع جهات مجهولة.أو تتهمه بالفساد.

كان سكان الحي الشعبي القديم،يشتركون في شراء شاة، ويذبحونها و يقتسمون  ما يؤكل منها.ويسمون هذا النوع من الشركات « الوزيعة ».فكل واحد يأخذ نصيبه  بالقرعة.و إذا اخذ نصيبا لا يروقه ،الصق التهم في حطه السيئ.

(الوزيعة) كبيرة و تعد بالملايين من الدراهم.ولأجلها يسيل لعاب الكلاب و الذئاب و الضباع و الثعالب و ابن آوى،يضاف لهم اليرابيع و الأفاعي و النسور.

الوليمة كبيرة، تشبه الخرافة الكبيرة.

قد سمع بعض الناس المتحلقين حول الخبر الإمام يقول للمصلين: « صلاة الجنازة يرحمكم الله.جنازة المال العام ».

و أخيرا اختم بما قاله احد المتنورين من المغاربة الذي لم يكشف عن اسمه، وكشف عن المستور من (التعزيمة المغربية) في حكمة انقلها لكم بأمانة علمية: »بقرة المغرب الحلوب دائما ضرعها في أفواه الفاسدين بالتناوب،و الشعب المغلوب على أمره في الوراء،يجمع الروث من الأرض ».

و إلى خرافة كبيرة أخرى إن شاء المولى. 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.