Home»Correspondants»ليس في القنافذ ما هو أملس : حديث عن الحملة الانتخابية

ليس في القنافذ ما هو أملس : حديث عن الحملة الانتخابية

0
Shares
PinterestGoogle+

يستعمل المصريون في حياتهم العامة و في أفلامهم  التي تحكي عن واقع الحياة المصرية في القرى و المدن و الهوامش،مصطلح(جدع)،للدلالة على اليقظة و النباهة المتوفرتين في شخص،و للدلالة أيضا على المكر و الدهاء و الحيل في شخص ما(مخروض (بكسر الواو) في لغتنا العامية)،أو للدلالة على التوسل و الاستجداء و طلب المساعدة .

فلكل مرحلة رجالها و لكل مجتمع( جدعانه) بالمصري دائما.

المرحلة التي نمر بها هنا ،هي مرحلة الحملات الانتخابية في المدن و القرى، و على وسائل الإعلام المسموعة و المرئية و المكتوبة. و على شاشة التلفزة ،وفي كل وقت من الأوقات ،يطل علينا أشخاص لا نعرفهم ،من مختلف الأعمار (رجال و نساء و شباب و كهول)،إلا الشيوخ طبعا بلباسهم التقليدي (كلباس راقصي أحيدوس) فهؤلاء لا يشرفوننا لا ندري لماذا؟  يظهرون و يشرحون و يتكلمون  عن الانتخابات، و يوزعون الوعود و الأماني  و التهاني،و ينذرون و ينبهون السذج من البشر آن لا  يخضعوا لأصحاب المال من المحتالين من أحزاب أخرى…

مرحلة الحملات الانتخابية التي نمر بها الآن جعلت فصيلا من الناس الذين هم في نفس حالتي و وضعيتي يتساءلون :كم من حزب مرخص له في المغرب يشارك في الحملة الانتخابية؟؟؟

لو طرح علي هذا السؤال ،و انأ في هذا العمر المتقدم نحو النهاية المحتومة،لرسبت في الإجابة،ولكانت النقطة الممنوحة لي صفر،أي 0 .و لا استطيع حتى إحصاء عشرة أحزاب مغربية بشكل صحيح.و أصنف نفسي في خانة الجاهلين بخبايا السياسة و الأحزاب و احصائها،الا الموجودة في البرلمان: بعضها  في الحكومة و بعضها في المعارضة. لأننا نعرف كمواطنين، أنها  تتناسل و تتكاثر كالفطر الطبيعي(في الطبيعة) و الفطر المرضي الذي يهدد الكائنات و الأنسجة بالموت.فما بالك بالنقابات و المنظمات و الجمعيات و التعاونيات و الوداديات و التنسيقيات و هلم؟؟ و ما بالك أيضا في الأحزاب خارج اللعبة السياسية؟؟

الحملة الانتخابية بينت لنا أن هناك أحزابا في حكم موت سريري أو في الإنعاش بين الحياة و الموت،ولا تستيقظ من هذه الحالة إلا كل مرحلة انتخابية،و أحزاب أخرى تولد من جديد بهذه المناسبة ثم تنطفئ،حتى أن تغطيتها لجزء صغير من التراب الوطني تبدو مهمة  من سابع المستحيلات.

أحزاب جديدة و أسماء جديدة،ورؤساء أحزاب لا نعرف عنهم شيئا،يتقدمون أمام المشاهدين يتكلمون …فعلا إن شر البلية ما  يضحك كما يقال.فمن حق أي مغربي أن ينشئ حزبا حتى لو تكون من زوجته و أولاده بشرط أن يمارس الديمقراطية و العدالة و الحرية،ما دامت ليست هناك عتبة من الموالين مطلوبة،أو عددا من التوقيعات من ربوع الوطن مطلوب لإنشاء الأحزاب.

الصفة المميزة للبلدان المتخلفة التي تسمح بوجود الأحزاب هي العدد اللامتناهي منها.نعرف أن هنا في بلدي أحزاب وطنية و أخرى إدارية  و أحزاب تعاملت مع المستعمر الفرنسي و كانت عميلة له،وأحزاب حية و ميتة في نفس الوقت(تستيقظ من مرحلة انتخابية إلى أخرى).

هذا هو المشهد السياسي كما يبدو لفصيلة من المغاربة و انأ واحد منهم.و كثير من المواطنين لا ينظرون إلى الانتخابات إلا كفرصة ذهبية لوضع أوراق نقدية في الجيوب،أو مأكولات في البطون،أو وعود بالتوظيف و التشغيل،وهي فرصة لا تتكرر دائما .

و أنت تمر في الأزقة و الحارات ، هذه الايام، لا تشم إلا روائح  اللحم و الأكل و الهرج و المرج في المنازل الكبيرة و العائلات الرنانة في أسمائها.ويحق لأي احد أن يبوح لأخيه بالسر الآتي :إذا كان بعض الناس يبيعون (شهاداتهم:أي أن يشهدوا أمام المحاكم) بمقابل مادي يتراوح ما بين 50درهما و500درهم حسب نوع الشهادة، وهي شهادة متعمدة للزور طبعا،وصاحبها واع بما يفعل،فلماذا لا يبيع صوته لمن يدفع أكثر؟أو على الأقل لمن يملا بطنه الجائع؟

أخيرا،اسأل كمواطن: من هو المغربي الجدع  بالمفهوم المصري دائما،في هذه المناسبة الوطنية السعيدة:

1 هل من يبيع صوته بمقابل مالي؟

2 هل من يبيع صوته بمقابل بطني؟

3 هل هو من يمتنع عن التصويت  لان ذلك لا يعنيه في شيء؟

4 هل من يشارك في التصويت (بلا احد) تطبيقا للمبدأ « ليس في القنافذ ما هو أملس »

5 أم ذلك الذي يصوت لحزب أو شخص يعرف مقداره و إذا لم يجده في اللائحة يقدم ورقة ملغاة؟

6 أم من يتوكل على الله و يقامر على لائحة من المرشحين لا يعرف منهم أحدا؟.

أسئلة مطروحة هذه و غيرها لا يستطيع الإجابة عنها إلا الجدع المغربي و ليس المصري…

و إلى كتابة أخرى في الحملة الانتخابية… و لكن ليس في القنافذ… و لا هم يحزنون…

 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. oumayma
    24/08/2015 at 07:49

    le choix ideal c’est le num 4 LA AHADDDDDDDDDDDDD

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *