Home»Enseignement»لا يعقل أن يسمح بالعبث في بعض مراكز الامتحان

لا يعقل أن يسمح بالعبث في بعض مراكز الامتحان

0
Shares
PinterestGoogle+
 

      إجمالا مرت امتحانات الباكلوريا في ظروف حسنة وجو مليء بالمسؤولية والضبط والانضباط ,ما خلف أثرا إيجابيا لدى التلاميذ الذين اجتهدوا وتمكنوا من الإجابة وفق مبدأ  تكافؤ الفرص , من خلال التقليل من حالات الغش التي تميع الامتحان وتقلل من قيمة جهود تبذل من طرف فئة هامة من التلاميذ , ذنبهم تواجد مخربين ينشرون مزاعم مفادها إمكانية التحصل على معدلات مرتفعة من خلال طرق غش متطورة,حتى أصبح هم بعض التلاميذ اقتناء هذه الوسائل الماكرة ,زيادة على مساهمة بعض المحتالين بتقديم إجابات عبر البلوتوت أو ما شابه ذلك …..

   هذه السنة كانت الوزارة بالمرصاد وحاولت تقليل حالات الغش ما أمكن من خلال تشديد الحراسة ومنع إدخال الهواتف النقالة لأي كان باستثناء رئيس المركز والملاحظ, وربط عملية الغش بعقوبات زجرية  تصل أحيانا الى المتابعة القضائية… لكن ومع ذلك….

    لا زالت بعض المؤسسات ببعض النيابات تشهد ما يسمى بالغش المنظم من خلال تسهيل عمليات النقل بمختلف الوسائل والتساهل معهم الى حد كبير. ولعل بعض العوامل قد ساهمت في هذا الخلل :

    – اعتماد الحراسة في القرى الصغيرة من طرف نفس الأساتذة من التعليم الابتدائي والإعدادي والتأهيلي,مما وضعهم في موقف المتفرج على خروقات ,سيما أن الكثير منهم يتواجد أبناؤهم ضمن الممتحنين ,أو أنهم يحرسون أبناء جيرانهم وأقاربهم ,مما يفرض عليهم التساهل والتسامح.

   – عدم جدية البعض في التعامل مع عملية الامتحان من مختلف الفئات كانوا مراقبين أو رئيس المركز وإداريين أو حتى الملاحظ أحيانا. ولعل حديث أحدهم بأنه لم يلاحظ تواجد أي ملاحظ إنما يحمل عدة دلالات….

   – التساهل عند ضبط تلميذ في وضعية غش , مما يسمح لأصدقائه بتقليده وتفشي الظاهرة داخل القسم , بل الأقسام.

   – اعتماد بعض التلاميذ وخاصة الأحرار منهم لوسائل تهديدية تصل الى حمل السلاح الأبيض ,مما دفع ببعض المراقبين الى تجنب تعريض حياتهم للخطر في ظل غياب الأمن أحيانا أو تواجده الشكلي أحيانا أخرى.

     إن عمليات الغش في الامتحانات تسيء للممتحنين وتفوت عليهم فرصا كثيرة , من خلال تمكين بعض المتهاونين والمتلاعبين وبتواطؤ مع بعض قليلي الضمير, في حرمانهم من فرص ما. والجميع يعلم أن دخول بعض المعاهد والمراكز يعتمد المعدلات المحصلة ,وبالتالي فكل نقطة يتحصل عليها تلميذ ممتحن بدون مجهود يبذل ,تعتبر امتيازا له بدون حق وتمييزا للبعض دون البعض الآخر.

   إنني أعتقد أن تمييع الامتحان والسماح للممتحنين بالعبث يمينا وشمالا , واستعمال وريقات وهواتف وناقلات علانية , إنما يعتبر إهانة للمراقبين ورجال التعليم عامة.إننا نساهم بهذا التسامح الذي قد يبدو ظاهريا للبعض » خيرا » على اعتبار أنهم يمكنون هؤلاء الممتحنين من فرص ما,بل على العكس من ذلك نساهم في تنشئة جيل ينبني على الغش والمكر والخداع.هؤلاء الشباب هم جيل المستقبل ورجالاته ومسيروه  وحكامه. وبالتالي وجب علينا التعامل معهم برعاية أساسها الصدق والشفافية وتكافؤ الفرص والحزم والموضوعية والتمييز بين الحق والواجب . جيلنا يعيش عالما تراجعت فيه القيم وقل فيه الاحترام وزاد  بين صفوفه الاحتدام . لذا وجب علينا إرجاع المصداقية الى نصابها والموضوعية في مكانها والأصل الى أصله.  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.