Home»Enseignement»ظلم الالتحاق… إلى متى؟؟؟

ظلم الالتحاق… إلى متى؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

ما زال سيف الالتحاق مسلطا على أعناق خلق كثير من نساء ورجال التعليم، فلم يعد للأقدمية معنى في ظلّ الالتحاق بالزوج، تقادم طول حياتك، والذي نفسي بيده لن تنتقل إذا نافستك ملتحاق بأزواجهن على مناصب غالبا ما تنحصر في المناطق الحضرية المحبوبة، ليس هذا الكلام مبالغة، بل هو واقع مرير يقتل حيوات عدد كبير من رجال التعليم ونسائه، قضوا زهرة أعمارهم مهمشين في مناطق نائية يحلمون بانتقال إلى مكان مساعد على الاستقرار، في كلّ عام يحلمون، وفي نهاية كلّ عام يقتل حلمهم قتلا قتلا، لقد اقتنع الجميع أنه لا انتقال مع الالتحاق، لقد دبّ يأس عميق في نفوس أفواج من رجال ونساء التعليم العزّب والمتزوجين غير الموظفات…
لم تكن نتائج الحركات الانتقالية السابقة لتفاجئني، ولن تفاجئني نتائج هذه الحركة التي كرّست ظلم الالتحاق االمزدوج، وذرّت الرماد في عيون من تزوج غير الموظفات، فقد اقتنعت أنّ معيار الالتحاق يكاد يجعل هذه الحركات خاصة بالنساء الملتحقات، وها هم هذا العام يضيفون الملتحقون، واعتبروا ذلك مساواة، ومظهرا من مظاهر تكافؤ الفرص، فدبّجوا بهما المذكرة مزهوين، أما ما تبقى من أهل التعليم فلهم ما تبقى من مناصب غير مرغوب فيها من الملتحقات، لذلك أنصح غير الملتحقات والملتحقين أن يقتنعوا بهذه الحقيقة وأن يتمثلوها مليّا كي لا يصدموا كلّ سنة صدمات وطنية وجهوية، فيضيفوا أعباء على أعباء. لا داعي لحرق أعصابكم أيها السادة فالمعيار واضح وضوح الشمس:  » § الأولوية للأستاذة الراغبة في الالتحاق بزوجها  » وقد أتحفت مذكرة هذا العام 2013 ما تبقى من أصناف رجال ونساء التعليم ( العزب والعازبات، المطلقون والمطلقات، المتزوجون ربات البيوت) حيث أضافت وهي تسعى لتحقيق مبدإ تكافؤ الفرص والمساواة- بين الملتحقين فقط- :  » للأستاذ الذي تعمل زوجته بوزارة التربية الوطنية، والراغب في الانتقال إلى النيابة التي تعمل بها الزوجة، أو للأستاذ الذي يتعذر نقل زوجته إلى النيابة التي يعمل بها بسبب طبيعة العمل الذي تزاوله والذي يرغب في الانتقال إلى مقر عمل زوجته ».
رفعت الأقلام وجفّت الصحف، فلماذا ننتظر أن ننتقل والقانون يقول:  » الأولوية للأستاذة الراغبة في الالتحاق بزوجها و للأستاذ الذي تعمل زوجته بوزارة التربية الوطنية والراغب في الانتقال إلى النيابة التي تعمل بها الزوجة أو للأستاذ الذي يتعذر نقل زوجته إلى النيابة التي يعمل بها بسبب طبيعة العمل الذي تزاوله والذي يرغب في الانتقال إلى مقر عمل زوجته ؛
§ ثم للأستاذات والأساتذة الذين قضوا 14 سنة أو أكثر في منصبهم الحالي »
وهاهنا مسألة مهمة ينبغي توضيحها فحين تذيل الأولوية لالتحاق بمن قضوا أربع عشرة سنة في مكان واحد يحلمون بالانتقال، لا يعني أنهم متساوون مع الالتحاق فلا شيء يفوق الالتحاق ولو كانت صاحبته أو صاحبه كما بينت المذكرة هذا العام تشارك لأول مرة في الحركة، لذلك فهذا البند هو نوع من ذرّ الرماد في العيون، إذ الأقدمية لا تتنافس مع الالتحاق، فحين تنتهي طلبات الالتحاق تبدأ الطلبات العادية وعندئذ يكون للأقدمية معنى، فتبقى المنافسة عادلة بين المتبارين، لكن إلى حين انتهاء طلبات الالتحاق.
و لم أتمالك نفسي من الضحك، وهو ضحك كالبكاء، حين قرأت أسفل هذه الأولوية المطلقة،  » تمنح خمس ) 5) نقط كامتياز للأستاذ المتزوج بربة بيت أو غير المتوفر على شروط المشاركة بطلب الالتحاق بالزوجة )مع ضرورة إرفاق الطلب بعقد الزواج(« ، فكأن هذا الصنف ليس من أهل التعليم ولا يشتغل كما يشتغل الملتحقون ولا يخضع لما يخضعون له من قوانين، فكأنه متطفل، أو مسكين يستجدي من يجود عليه بخمس نقط…
وعلى هذا فمن أراد أن ينتقل فليبحث عن طريق آخر، قال أحد الأصدقاء مازحا، من أراد أن ينتقل فعليه أن يغيّر جنسه إلى أنثى، ويتزوج في المدينة التي يرغب في الانتقال إليها، أستغفر الله العظيم. إنّ ميز الالتحاق من أقبح صور عدم تكافؤ الفرص بين موظفي وزارة التربية الوطنية، إنه ظلم فضيع تسلط على أهل التعليم منذ أمد بعيد، ولم يستطع أحد من المسؤولين أن يقول اللهم إنّ هذا منكر، كيف يعقل أن يبقى هذا الظلم ساري المفعول في ظل المناداة صباح مساء بالمساواة؟؟ كيف يعقل أن يلبى طلب موظفة على حساب آلاف الموظفين على أساس تمييز جنسي اجتماعي؟ هذه موظفة متزوجة يجب أن تلتحق إلى زوجها وأهلها على وجه السرعة، وهذا وهذه ليسا كذلك فلا حاجة لنا بهما. إنّ الالتحاق باطل أريد به حقّ، فهم يقولون إنّ من واجب الدولة أن تهيئ الظروف المناسبة لعمل الزوجة الموظفة، إذ لا يعقل أن تبقى الزوجة بعيدة عن زوجها، وهذا مشتت للاستقرار النفسي للزوجين معا، فلا بدّ من جمعهما بواسطة الالتحاق. ومن قال للزوجين ابتعدا عن بعضكما البعض ؟؟ وهل الرجال الصالحون للزواج إلا في المراكز الحضرية، في وجدة وبركان والرباط وسلا وفاس ومكناس ونواحيهن؟؟ وهل الحياة السعيدة إلا للملتحقات؟؟ لماذا لا يلتحق الأزواج بالدريوش وبوعرفة وفكيك وتنغير وآسا وطانطان، وإملشيل…؟؟ ألا يعتبر هذا لمًّا للشمل؟ نسيت أن لمّ الشمل لا يحلو إلا في المراكز الحضرية… أليس من حق الأعزب والمتزوج غير الموظفة أن يستقر كما تستقرّ المتزوجة في مكان صالح للاستقرار؟ هل حكم على هذا الصنف من الموظفين أن يتشردوا كرها أو طوعا؟؟ هل حكم على هؤلاء المساكين ألا يعيشوا رفقة أبنائهم حين يهاجرون لاستكمال دراستهم؟ …
لا ألوم الموظفات اللائي يحرصن على الزواج بزوج في هذه المدن، فالزواج هو المطية غير المشروعة للانتقال في أقل وقت ممكن، فمادامت المذكر قد شرعنت هذا الظلم، وكرسته هذا العام تكريسا- في الوقت الذي كنا ننتظر فيه تغييرا لهذا المعيار الظالم-  فلا مانع من الاستفادة منه حتى درجة الاستنزاف، فللملتحقة الحق في الانتقال مرات عديدة وفي ظرف سنة واحدة، متسلحة بسلاح الالتحاق.
إنّ الزواج أمر شخصي فلماذا تتدخل الوزارة لإرضاء فئة على حساب فئة أخرى؟ هل الحياة السعيدة ينبغي أن تحقق للملتحقات فقط؟
الالتحاق ميز عنصري بين موظفي وموظفات وزارة التربية الوطنية، ومع ذلك فإن من النقابات من يدافع عن هذا الميز وينصرف غاضبا حين يرفض مشروع تسقيف سنوات الالتحاف. تصوّروا أنّ مِنْ هؤلاء من طالب بتسقيف سنوات الالتحاق، أي يجب على الوزارة أن تنقل الملتحقات في ظرف أربع سنوات بالنسبة للابتدائي وسنتين بالنسبة للإعدادي والثانوي، هكذا سيرتاح هؤلاء النقابيون الذين يدافعون عن « الحقّ »، حينما يتم تسقيف سنوات الانتظار، عندئذ سيلتحق الجميع إلى المدن المحبوبة، حتىّ ولو تطلب الأمر أن يصبح عدد المدرسات في المؤسسة التعليمية أكثر من التلاميذ. وهكذا ستؤنث المؤسسات التعليمية بالمدن الكبرى والمتوسطة، وستذكّر المؤسسات في البوادي وما جاورهنّ. وما زال الجميع مندهشا لأمر السيد رئيس الحكومة بتعيين الأستاذات المتخرجات قرب أهلهن وذويهن وإجلاء الرجال إلى أرض الله الواسعة…
إني مقتنع أنّ الجميع مقتنع أن الالتحاق ظلم وخيم، حتّى الملتحقة حين تحتلّ مكانا انتظره من قضوا عشرين سنة تقول ولو بينها وبين نفسها والله إنّ هذا منكر. ومع ذلك فأعين المسؤولين لم تعد ترى سوى الملتحقات، شاء من شاء وأبى من أبى، فقد نظمت حركة استثنائية خاصة لهن في بداية السنة الدراسية، في شتنبر ودجنبر 2012 استفادت منها أزيد من 500 ملتحقة، واستفادت أزيد من 900 في الحركة الوطنية، والباقية آتية.
هذه مظلمة جم غفير من نساء ورجال التعليم، العزّب والعازبات، المطلقون والمطلقات، المتزوجون غير الموظفات، فهل تستطيع الوزارة أن تحقق شعار تكافؤ الفرص؟ أو سيبقى الالتحاق سيفا يقطع أعناق الرّجال والنساء إلى أبد الآبدين؟؟؟
احميدة العوني  salamtam@live.fr

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. prof
    30/04/2013 at 00:18

    a mon sens il faut boycotter tous les syndicats.moi j ai été affecté dans une petite ville et j ai assisté au bapteme d une fille;celle ci a grandi et elle a eu son bac puis une licence et entrée a l ens et devenue prof second cycle;maintenant elle a exercé trois ans et elle va etre mutée a un poste dans une ville que je desirais moi meme depuis que cette dernière etait encore enfant de un an.telle la justice du men et des syndicats;allohama khod fihom alhak

  2. الاتجاه المعاكس
    30/04/2013 at 03:07

    ان الانتقال او الالتحاق حلم كل رجال التعليم ونسائه. فليحلموا بالانتقال الى مدنهم المفضلة قبل الانتقال الى الرفيق الاعلى اني معهم من الحالمين.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *