Home»National»شهادة « رفع اليد » تحولت إلى « رفع الضغط » بمصلحة الضرائب بوجدة

شهادة « رفع اليد » تحولت إلى « رفع الضغط » بمصلحة الضرائب بوجدة

2
Shares
PinterestGoogle+

اهتزت ثقتي في إدارتي منذ أن ضاعت مني مُراسلتي العزيزة بنيابة جرادة سنة 2008، وبعدما ضاع مني ملف آخر سلمته بنفسي إلى مسؤول بمديرية الضرائب بوجدة السنة الماضية من أجل تسوية ضريبة النظافة، خوفا من ضربة قاضية مفاجئة، واضطررت إلى إنجاز نفس الوثائق من جديد…. دون الحديث عن موضوع التعويضات والقرارات التي تتأخر لسنوات الطوال. ولا شك أن كل واحد منا له ألف حكاية وحكاية مع مصالحنا الإدارية المُحترمة، رغم التحسن الملحوظ الذي طرأ عليها في السنين الأخيرة.
حكايتي هذه المرة بدأت يوم الثلاثاء 05 فبراير 2013، بعدما تلقيت مكالمة من صديق قديم يخبرني فيها أن لديه مراسلة تخصني من مصلحة الضرائب جاءت على عنواني القديم بالمنزل الذي كنت أكتريه وغادرته منذ خمس سنوات. توصلت بالمراسلة، وفهمت منها أم مديرية الضرائب بوجدة تطالبني بأداء 2700 درهم عن البقعة التي بنيتُ عليها منزلي الذي أسكنه منذ خمس سنوات و لم أفرغ بعد من سداد ديونه. والحمد لله على نعمة الإخوان الذين ابتكروا « دارت »الإخوانية لحمايتنا من القروض الربوية. هرعت إلى المقاطعة للمصادقة على نسخة من عقد الشراء ونسخة من رخصة السكن ونسخة من رخصة البناء كما هو مطلوب المراسلة. ثم أسرعتُ إلى المكتب المذكور بعدما سألت ما لا يقل عن 5 أشخاص داخل الإدارة.
استفسرت عن الأمر، فقيل لي إن علي أن أنجز شهادة تُسمى « رفع اليد » (main levée). طلبت مني الموظفةُ اللطيفة 3 نسخ مصادق عليها من عقد الشراء و3 نسخ من …. قاطعتها على التو مشيرا إلى أن المراسلة تذكر نسخة واحدة من كل وثيقة فقط وقد أحضرت ذلك معي ربحا للوقت. أجابتني أن المطبوع « قديم » وأن المدير « جديد »، وقد طالبهم بمطالبة المواطنين ب3 نسخ. ثم سلمتني نموذج الطلب لأنسخ منه وأرده لأنهم لا يتوفرون إلا على نسخة واحدة !نفذت ما طلب مني ثم رجعت لأسلم الطلب. أرسلني الموظفون إلى 5 مكاتب ما بين مصلحة التسجيل ومديرية الضرائب، فهمت أن أغلب الموظفين شباب و لا يعرفون مهامهم بالضبط وأن حيلتهم في التخلص مني هي إعطائي رقما ما (المكتب 7 فوق، المكتب 5 تحت، المكتب 3 عن يمينك…) أو اسم مسؤول ما (اسأل عن السي فلان). لما اقتربت ساعة عملي، غادرت مصلحة الضرائب ، وضربتُ لها موعدا آخر بعد أسبوع.

مضى الأسبوع بسرعة، فعُدت إلى إدارة الضرائب في تمام الثامنة والنصف صباحا. أتممت الطواف الواجب بين المكاتب في ساعتين  تقريبا، وفي كل مرة ألتقي بأشخاص تائهين في عملية « سير واجي »، يضربون أخماسا في أسداس في أنفاق مديرية الضرائب بحاضرة الشرق وستراسبورغ المغرب العربي ! من حين لآخر، أبدأ دردشة مع مواطنين يتأبطون ملفات مستعصية، تحولت في أيديهم إلى ما يشبه رغيف « المسمن » من كثرة الطي. أغلبهم يؤدون ضرائب غير مستحقة رغم تقديم العديد من الشكايات. بعضهم يشكو من اقتطاعات من الأجرة كان يجب أن تتوقف منذ سنوات ! فالقاعدة تقول هنا: « خلَص وشكي ». اقتربت الساعة الواحدة زوالا وأنا مثل الكرة يتقاذف بها اللاعبون/ الموظفون. ارتفع الضغط وفار الدم في عروقي، فبدأت كعادتي أصرخ وأسأل عن مكتب المدييييير الكبييييير، المسؤول عن المصلحة بوجدة. قام الموظف الأول مشكورا ليصطحبني بنفسه إلى المكتب المعني ، ثم سلم الطلب إلى زميله. هممت بالخروج فإذا بي أتذكر ملفاتي المسكينة التي ضاعت سابقا، فطالبتُ الموظف بتوصيل. فأجابني أن الساعة تشير إلى الواحدة زوالا وأن الطلبات سُلمت إلى المسؤول للتأشير عليها. تركت له الطلب بعدما طلبت من الموظف الآخر بأن يشهد على الأمر. رجعت بعد أسبوع في الثامنة والنصف بغية تفادي الازدحام، فإذا بي أجد طابورا طويلا قبلي في انتظار وصول الموظف. لما دخلت إلى المكتب، فوجئت بموظف آخر أمامي. سألته عن ملفي، فطالبني بالتوصيل. حاولت شرح الموقف، لكنه لم يستسغ الأمر، وراح يعطيني دروسا في التعامل الإداري الذي لا يؤمن بالشفوي… رجعت إلى مكتب آخر فوجدته مغلقا. انتظرت إلى حين حضور السيد الموظف الذي وعدني بتوقيع الطلب على الفور، لكنه انشغل بأمور أخرى. أشارت الساعة إلى العاشرة إلا الربع، وهو موعد عملي بالثانوية. صرخت بعض الشيء ثم غادرت الإدارة لأشم هواء مدينتي وأنا أتخيل نفسي في ستراسبورغ الحقيقية، بعدما شعرت بالاختناق و ارتفع الضغط ثانية ولم ترتفع يد إدارتي عني…  سبحان الله ! الكل ينتقد بطء الأداء الحكومي ولا أحد ينتبه إلى بطء الأداء الإداري الذي قد يكون وسيلة مقصودة لفرملة إصلاح الحكومة والحد من سرعة الأداء والإنتاج، بأشكال عديدة من « السابوطاج ». سأعود بعد أسبوع إن شاء الله، عسى الله أن يطلق سراح تلك الشهادة التي سوف تُحرر تلك الضريبة التي لم تكن في الحسبان.

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. عبد القادر
    19/02/2013 at 09:19

    لا يعذر أحد بجهله للقانون
    الخطأ خطأك ياالأستاذ … أنت لما اشتريت القطعة الأرضية التزمت بأنك ستقوم ببناء منزل فوقهافي ظرف 5 سنوات ولذلك تم إعفاؤك من أداء مبلغ 2700 درهم ولما مضت المدة ولم تدل بأي وثيقة تثبت أنك قمت فعلا بعملية البناء كان منطقيا أن تراسلك الإدارة من أجل أداء المبلغ المذكور في نطاق ما التزمت به… لو قمت بتسوية هذه الوضعية بمجرد حصولك على رخصة السكن لما وقع لك ما وقع …

  2. oujdi pur
    19/02/2013 at 13:02

    L administation est pourie par les intermediares.Il n y a pas de place pour les citoyens propre pour regler leurs papiers eux meme.

  3. محمد السباعي
    20/02/2013 at 11:11

    إلى المسمى عبد القادر. إذا كنت من الموظفين الذين يتلاعبون بنا، فإنني أنصحك باحترام الأساتذة الذين علموك ولولاهم لما وصلت إلى أي وظيفةولما جلست في مكتبك المريح أمام حاسوبك …انا استعملت أسلوب « مابال اقوام »، لأن هدفي هو الإصلاح وتحسين الخدمات وليس التشهير . فلا تضطرني إلى ذكر التفاصيل والأسماء وأرقام المكاتب بالضبط. القانون الذي تتحدث عنه هو أن توقيتكم من 8 إلى 4، لكنكم لا تلتحقون إلا في 9 وتغلقون مكاتبكم في الواحدة. القانون هو أن تستقبل المواطن وترشده وتدله على المكتب المطلوب . من العار أن تستغرق وثيقة بسيطة قرابة الشهر!! من العار ألا ترد مصلحة الضرائب ببلاغ بعد ما كتب أستاذنا شركي 3 مقالات في موضوع الضريبة على السيارات التي تجاوزت ربع قرن. لحد الساعة هناك غموض في الموضوع وبلبلة مقصودة لدى المواطنين. ومصلحة الضرائب تلوذ بالصمت وبعض الموظفين يحرضون المواطنين ضد الحكومة الحالية؟؟؟ هل فعلا أخفيتم المذكرة التوضيحسة التي وصلتكم والتي لا تلزم من له شهادة الإعفاء بأداء الضريبة السنوية إلا في حالة شراء سيارة قديمة، ؟؟؟؟ لماذا جندتم 3 مكاتب لاستخلاص هذه الضريبة ولم تجندوا نفس الطاقم لتسليم الوثائق الأخرى؟ أنصحك بعدم استفزاز الأستاذ لأنه قد يلجأ إلى المحكمة الإدارية وسنرى حينها من يعرف القانون ومن يجهله أو يتجاهله بغرض السابوطاج.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *