Home»Enseignement»حركية التلاميذ في المؤسسات التربوية بين الأخطاء المتوارثة في التخطيط والأهواء المعتمد في التنفيذ

حركية التلاميذ في المؤسسات التربوية بين الأخطاء المتوارثة في التخطيط والأهواء المعتمد في التنفيذ

0
Shares
PinterestGoogle+

حركية التلاميذ في المؤسسات التربوية بين الأخطاء المتوارثة في التخطيط والأهواء المتعمدة في التنفيذ محمد شركي من المعلوم أن من أهداف التخطيط التربوي التقريب بين ما أصبح يسمى بالحوض المدرسي حيث يكون حيز التعليم الأولي قريب الصلة من حيز التعليم الابتدائي ؛ وهذا الأخير على علاقة وطيدة من حيز التعليم الثانوي بشقيه الإعدادي والتأهيلي؛ بحيث لا يشقى لا يتعب المتعلم في التنقل داخل حوضه لئلا يؤثر ذلك سلبا على تحصيله ومردوديته من خلال إهدار الوقت المعتبر في التنقل بين المؤسسات التي خطط لها في الماضي بعشوائية ؛ بل كان التخطيط لها عبارة عن صفقات انتخابية أو مصلحية يحصل بموجبها المسئول عن التخطيط أو عن قطاع التربية على رشوة قد لا تتعدى خروفا مشويا ؛ ويحقق بها المرشح للانتخاب أو للمصلحة دعاية تدر عليه الأصوات المحققة للهدف المنشود أو سبل تحقيق ذلك .. وككل موسم يكثر الحديث هذا الموسم عن حركية التلاميذ وهم يقفون في طوابير طويلة هم وأولياؤهم أمام إدارات المؤسسات التربوية طلبا للانتقال في غياب وضوح معايير الحركية ؛ حيث قد يسمح لبعيد من مدار المؤسسة بالتسجيل ويحرم من ذلك القريب ولا عبرة بشواهد السكنى المعتمد في تحديد روافد المؤسسات لا عبرة لمعدلات. وأمام أخطاء التخطيط المتوارثة حيث كانت المؤسسة الإعدادية تبنى على بعد ساعات من المدارس الابتدائية ؛ وتنأى المؤسسات الثانوية عن مثيلاتها الإعدادية بضعف المسافة فينتهي الطفل الذي بدأ مساره التعليمي قريبا من بيته إلى أحياء بعيدة عن حارته ويضطر لركوب كل وسائل النقل المتاحة ليصل إلى مبتغاه ؛ أمام هذه الأخطاء المتوارثة والتي لا زالت قائمة نلاحظ سيطرة الأهواء على من أوكل إليهم أمر الحركية من خلال سلوكات الزبونية الفاضحة التي يترجمها شعار ( اللي ما عندو سيدو عندو للاه ) فهذا يسجل وذاك يقصى ؛ وهذا يحول من فصل لفصل ؛ وذاك لا حق له في التحويل ؛ وتظهر ظاهرة الأقسام المنتقاة حيث يجمع أبناء الحظوة والسعد الميمون في أقسام تتمتع بجميل التوقيت وبارع التدريس ؛ وذليل الظروف للحصول على المعدلات المؤهلة للمستقبل المضمون. ولا زلنا لم نصل إلى مستوى ضبط حركية المتعلمين بشواهد السكنى كمعيار لإثبات الأحقية الانتماء للمؤسسة؛ أو معيار الاستحقاق حسب المعدلات عندما يتعلق الأمر بمؤسسة ذات صيت وسمعة مع ترك الحرية الكاملة للتلاميذ لاختيار الفصول التي تروقهم والرفقة التي تناسبهم ؛ والتدخل فقط عندما تكتظ الفصول بمعيار المعدلات كما هو الشأن في المدارس العليا التي تعطي الأسبقية للمتفوقين في الاختيار قبل غيرهم وهو أمر لا يطعن فيه طاعن. أما أن يعطى الحق لفئة دون أخرى في حرية الحركة ؛ فهذه ممارسات غير مسئولة وتتطلب فتح تحقيقات واسعة من طرف من يعمهم الأمر لضمان عودة الأمور إلى نصابها وقد استفحل أمرها وهي في طريق نقطة اللاعودة إلى النصاب. فهل سيصغي من يهمه الأمر لنداء صادق أم أن الدعوة ستظل صيحة في واد ؛ والتعليق عليها كالعادة يأتي من غير المسئولين المقنعين بصفات ونعوت التزكية من قبيل المواطن الغيور والمتتبع الصالح النزيه وهلم جرا ومن خلال عبارة مألوفة تتمثل في : ( وما دخلك أنت يا فلان؟) و اختصارا لمجهودات أصحاب مثل هذا التعليق المجاني أقول تجنب يا صالح ويا نزيه ويا غيور مقالي فإنه لن يرضيك وقد وسمتني بعكس ما أنت عليه من صفات تجدك راحتك المعهودة وتريح وتستريح.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. محمد حامدي
    17/09/2007 at 21:36

    الظاهرة موجودة بل استفحلت أكثر في السنين الأخيرة . ولكن مع استثناءات لا بد من الإشارة إليها حيث تعتمد بعض المؤسسات – في حدود ما تستطيع – توزيع التلاميذ حسب المعدلات والجنس والتكرار مع تلبية طلبات التلاميذ المودعة في آخر السنة للتعبير عن رغبتهم في اختيار من يودون الدراسة معهم . حيث يصبح من المستحيل تنقيل تلميذ من فصل إلى آخر مهما كانت قوة من يتدخلون لحسابه ، وذلك حفاظا على سمعة المؤسسة وأساتذتها والشعار في ذلك هو  » لا فرق بين أستاذ وآخر ولا فرق بين تلميذ وآخر  » ، حيث تخضع لوائح التلاميذ إلى تصنيفات ومعطيات يحللها جهاز الكومبيوتر بكل دقة حسب الجنس والمعدلات والتكرار . حيث لم يعد العمل إداريا محضا بل تراعى فيه الجوانب التربوية و الاجتماعية بالرغم من تدخل الخارطة المدرسية التي لا ترى في التلميذ سوى رقم جاف وعدد يخضع لعدد المقاعد المتوفرة . وبالرغم من أن الخارطة المدرسية تعتبر كل إدارة تقوم بهذا التوزيع العادل مشاغبة في رأيها . والغريب أن المسؤولين عن هذه الخارطة أصبحوا يتحكمون حتى في نسبة النجاح قبل أن تبث فيها مجالي الأقسام . وقد رفعت تقارير في هذا الشأن إلى السادة المفتشين ولكن للأسف لم يتحركوا كهيئة تربوية للسهر على تطبيق المذكرات الصادرة في هذا الشأن ولو من باب وضع تقارير وإرسالها إلى الجهات المعنية . نتمنى أن يكون مقال السيد شركي بداية لتحليل الظاهرة وإرساء القواعد الضابطة لحركية التلاميذ داخل وخارج المؤسسة وذلك بأن يقوم كل فاعل تربوي بدوره وتعرية كل النواقص التي تعتري تعليمنا شكلا ومضمونا …

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *