Home»Enseignement»جولات اللجان المركزية في الجهات ليست من أجل استكمال إرساء المقاربة بالكفايات بل من أجل تبرير الارتزاق بالإدماج

جولات اللجان المركزية في الجهات ليست من أجل استكمال إرساء المقاربة بالكفايات بل من أجل تبرير الارتزاق بالإدماج

0
Shares
PinterestGoogle+

جولات اللجان المركزية في الجهات ليست من أجل استكمال إرساء المقاربة بالكفايات بل من أجل تبرير الارتزاق بالإدماج

محمد  شركي

كادت زيارة اللجنة المركزية لأكاديمية الجهة الشرقية برئاسة السيد مدير المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب أن تكون ضمن اللقاءات المتكتم عليها لولا أن خبرها شاع بين أوساط الفاعلين التربويين . ولقد اتصلت شخصيا برئيس القسم بالأكاديمية صبيحة هذه الزيارة للتساؤل عن عدم استدعائي لمثل هذا اللقاء ،علما بأنني  شاركت في تأطير خمس حلقات خاصة بالتكوين المستمرالمتعلق بما يسمى بيداغوجيا الإدماج في نيابات وجدة أنكاد ، وبركان ،وتاوريرت، وجرادة. وكان من المفروض أن أكون ضمن المدعويين على الأقل لتسمع مني اللجنة المركزية مجرد انطباع أولي حول  حلقات التكوين ، إلا أن ذلك لم يحصل ، واضطررت أنا وبعض الزملاء المفتشين لاقتحام اللقاء في آخر لحظة ، وبعد مرورعرض أو عرضين حول ما سمي الاجتماع الخاص بالخبرة الجهوية في مجال بيداغوجيا الإدماج. فاللجنة المركزية حضرت إلى الجهة الشرقية  ، وكان حضورها أو حضور غيرها في باقي الجهات من أجل ما سمي مشروع استكمال إرساء المقاربة بالكفايات .  والحقيقة أن ما يسمى بيداغوجيا الإدماج  قد خلف انطباعات سيئة في أوساط المعنيين خصوصا المدرسين  الممارسين ، ووصلت أصداء هذه الانطباعات  السيئة إلى الوزارة الوصية ،لهذا تحركت من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الصفقة المشبوهة، التي  أرهقت ميزانية الوزارة ، وأهدرت زمنا مدرسيا وتعلميا معتبرا ،  والتي لم تضف جديدا بالنسبة للمقاربة بالكفايات التي يسري مفعولها منذ سنوات في مؤسساتنا التربوية ، قبل أن يركبها المقاول البلجيكي ، ويستغلها لفائدة بضاعته النافقة ،التي هي موضوع نقد  شديد بين المهتمين والمختصين . وأعتقد شخصيا أن كل تحرك من أجل  تسويق التمكين لما يسمى بيداغوجيا الإدماج ، إنما مصدره العناصر التي استفادت ماديا من  تجريب وتعميم هذا الإجراء الذي ركب المقاربة بالكفايات لفرض وجوده كبيداغوجيا وهمية ليس لها مواصفات البيداغوجيا .

فالذين استفادوا وهم اليوم يسمون أنفسهم خبراء مركزيين إلى جانب الخبراء الدوليين ،يحاولون ذر الرماد في العيون لصرف الأنظار عما  جنوه من فوائد مادية على حساب ميزانية الدولة. فالإدماج كما بينا ذلك في مقال سابق لا يعدو مجرد إجراء تقويمي يأتي بعد فترة ممارسة للمقاربة بالكفايات  قصد التأكد من أن هذه الكفايات تنمو بشكل مقبول أو طبيعي  ، كما أنه يطمح إلى تصحيح تعثر نمو هذه الكفايات . وهذا الإجراء  يدخل ضمن الإجراءات التقويمية ، وهي متعددة في الأدبيات البيداغوجية. واعتماد هذا الإجراء التقويمي لا يمكن أن يطعن في أساليب التقويم الأخرى، والتي صاحبت  وتصاحب المقاربة بالكفايات لسنوات . ومن المعلوم أن كل شكل من أشكال التقويم الملابس لهذه المقاربة  تكشف نتائجه بالضرورة عن  مدى وجود أو غياب أو نمو الكفايات ،لأن  نتائج كل تقويم  له علاقة بالكفايات تكون بالضرورة مرتبطة بهذه الكفايات. وليس تقويم الإدماج وحده القادر عن إثبات وجود أو انعدام  الكفايات  ،و إثبات درجة نموها . ومشكلة الذين يحاولون تبرير ما حصلوا عليه من مقابل مادي بسبب هذا الإجراء أن نظرتهم قاصرة على النظر إلى سلك التعليم الابتدائي ، وجزء من سلك التعليم الثانوي ، وهو السلك الإعدادي. فماذا عن سلك التعليم الثانوي التأهيلي ،وهو السلك الذي تصب فيه كل الكفايات التي تم تعهدها في السلك الابتدائي ، والسلك الثانوي الإعدادي ؟ أليست المقاربة المعتمدة في التأهيلي مقاربة بالكفايات ؟ أوليس لها أساليب تقويم غير أسلوب الإدماج ؟ أولا تعكس نتائج  التأهيلي  وجود الكفايات ونموها ؟  ومن المؤسف أن تنطلق ما يسمى الخبرة الجهوية  لإجراء الإدماج التقويمي ، والقيادة الجهوية ، والبحث التربوي التدخلي لفائدة هذا الإدماج  دون علم غالبية الفعاليات بذلك .

والسر في ذلك أن العناصر المتهافتة على الامتيازات المادية التي جاء بها الإدماج، لم يكن من مصلحتها الكشف عن هذه الخبرة، أو هذه القيادة أو هذا البحث بشكل علني وصريح  . ولقد استغربنا  تدخل بعض هذه العناصر خلال لقاء استكمال بيداغوجيا الكفايات خصوصا في لجنة البحث حيث دارت المناقشة حول مواصفات الجهة المؤهلة للبث فيما يسمى  بحوث التدخل ، فسارعت هذه العناصر لمنع كل منافس لها داخل ما يسمى المختبر الجهوي، الشيء الذي  جعل أحد أعضاء الفريق المركزي يطمئنهم بأن المختبر هو المسؤول عن البحث التدخلي  ، وأنه لا منافس لهم . وهكذا أصبح عندنا في الجهة الشرقية خبراء يشتغلون داخل مختبرجهوي قائم على قدم وساق ، ولنا قادة أيضا، دون علم السواد الأعظم ممن يعنيهم أمر الإدماج حقيقة، لمجرد وجود عناصر متهافتة تحج كل صباح إلى مقر الأكاديمية لتشمم فرص الارتزاق، واستباقها ، مغتنمة فرصة غياب  معظم الفاعلين  ، وفرصة عدم الإبلاغ الرسمي عبر نصوص تنظيمية عن كل  المهام  التي تهم المنظومة التربوية . وخلاصة القول أن كل هذه الضجة ليست من أجل استكمال المقاربة بالكفايات، بل من أجل تبرير ما استفاد منه الانتهازيون  الذين ارتزقوا بما يسمى بيداغوجيا الإدماج . ولا يمكن لمثل هذه اللقاءات أن تقرر مصير  ما يسمى بيداغوجيا الإدماج الذي سيتقرر في الميدان عن طريق رجال ونساء الميدان لا عن طريق  القيادة والخبرة والبحث التدخلي وما شابه من تمويهات لتبرير السرقة الموصوفة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *