Home»Enseignement»اليتيم في العيد

اليتيم في العيد

0
Shares
PinterestGoogle+
 

اننا نحتفل للمرة الثالثة بهذا العيد تفعيلا  للمادة 16 من مقرر وزارة التربية الوطنية رقم 177بتاريخ 25 غشت 2009 والقاضية بتخصيص يوم 30شتنبر من كل سنة  للاحتفال باليوم الوطني لجمعيات الآباء والأمهات،باعتبارها شريكا أساسا في تعزيز الاصلاح ودعم مدرسة النجاح،  ولقد سبق للميثاق الوطني للتربية والتكوين  أن خص جمعيات آباء وأولياء التلاميذ باهتمام بالغ، وأفرد لها مكانة متميزة ؛ بحيث اعتبرها محاورا وشريكا أساسا في تدبير شؤون المؤسسة، وجعلها فضاء جذابا للعملية التربوية، ومجالا لتكريس روح المواطنة ومبادئ التضامن والتآزر، والأخلاق الفاضلة وقد تم تجسيد هذا الاهتمام في تنظيم عدة ملتقيات وطنية وجهوية لفائدة جمعيات الآباء في عهد الوزيرين السابقين  الأستاذين عبد الله ساعف وحبيب المالكي .
لقد ناضلنا كثيرا واستهلكنا وقتا وجهدا كبيرين من أجل أن يحتل النسيج الجمعي للآباء مكانته داخل المنظومة التربية كما تنص على ذلك النصوص، لكن معيقات ذاتية وأخرى موضوعية  حالت دون ذلك ، كما أن التجربة والممارسة الميدانية أثبتت أن هذه الأدبيات ظلت حبيسة النصوص والمذكرات ولم ترق إلى مستوى التجسيد الميداني، وظل دور جمعيات الآباء هامشيا لا يتعدى دور « عجلة النجدة « أو في  أحسن الأحوال « سيارة الاسعاف »، و تم حصر دورها  قهرا في الجانب المقاولاتي ، و تم إبعادها عن باقي المجالات الأخرى، حيث يتم استحضارها في الخطاب الرسمي وتهميشها في القرار الفعلي…إن الحديث عن جمعيات الآباء حديث عاطفي ذو شجون، وفي الوقت الذي يحتفل القوم بهذه المناسبة  السعيدة ، ، لا نريد أن نلعب دور « اليتيم في العيد »، كنا نود ككونفدرالية إقليمية لجمعيات آباء وأولياء تلاميذ نيابة وجدة أنجاد أن نحضر هدا  العيد لنبرز دور جمعيات الآباء والأمهات كمؤسسات اقتراحية تشارك فعليا في مجال تدبير المؤسسات التعليمية والترشيد التربوي، وبلورة مشاريع ذات صبغة اجتماعية وثقافية وتربوية، إلا أن ما تم إنجازه لا يرقى إلى مستوى التطلعات في وقت تمر فيه المدرسة العمومية بمرحلة مفصلية في تاريخها، فلازالت المدرسة العمومية لم تكسب رهاناتها التاريخية، ولم تحقق أهدافها، ولا زالت تعاني الكثير من الخصاص في جميع المجالات و تزداد الأزمة استفحالا كلما اتجهنا نحو البوادي، في الوقت الذي يتم فيه تبذير المال العام تحت مسميات مختلفة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كما أثبتت البيداغوجيات المستوردة محدوديتها ، ومن السابق لأوانه الحديث عن نجاح تنزيل مقاربة بيداغوجيا الإدماج بالرغم من تعميمها على مستوى الابتدائي ، لقد تم تحميل المدرسة  العمومية لوحدها مسؤولية  تخريج العاطلين ، بدعوى أن خريجيها لا يستجيبون لمتطلبات سوق الشغل ، كأن هناك سوق شغل حقيقية ، بينما الهدف الحقيقي وراء هذا الخطاب تطويعها لخدمة الرأسمال المتوحش والمتخلف…كنا نود أن نقول  لكم « العام زين »، وأن الأوضاع في تحسن مستمر، وأن الدنيا هانية، لكن واقع المدرسة يكذب ذلك ، وحتى لا نتهم بلبس النظارات السوداء أو الترويج للخطاب الأزموي ، سوف ألخص لكم بعجالة ملخص التقرير  الذي أنجزته المفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية والذي يعطي صورة مخالفا تماما لطبيعة الرؤية «الايجابية والوردية» التي تضمنها التقرير الرسمي للوزارة تحت عنوان « حصيلة المخطط الاستعجالي 2009-2012» والذي قدم للرأي العام يوم 13 شتنبر 2011، لقد أكد تقرير المفتشية أن :
1-أن تطور قطاع التعليم بالمغرب وتوسعه من الناحية الكمية لم يوازيه بشكل كبير تحقيق مبدأ الكيف والجودة.
2-البعد عن الأرقام التي وضعها المخطط الاستعجالي بخصوص إنجاز المؤسسات التعليمية، فلم يتم إنجاز سوى 499 مؤسسة تعليمية بدلا من 1101  مؤسسة مبرمجة، بسبب الصراع بين مختلف المتدخلين داخل الوزارة، وبسبب «البيروقراطية» وتكتل أصحاب المصالح «مركزيا وجهويا» مما عطل صرف 6 مليار درهم سنة 2010. ألا يعتبر هذا شكل من أشكال « اقتسام الكعكة قبل إدخالها الفرن ».
3- الاختلالات الكبرى التي تعرفها «الأوراش» التي تتكفل به الأكاديميات الجهوية، بسبب ضعف التكوين والخبرة. و الدليل على ذلك أن عددا من مشاريع البناء تم رفضها سنة 2010 من قبل المراقبين الجهويين للخزينة العامة للملكة نتيجة أخطاء إدارية أرتكبها موظفو مصالح الأكاديميات.
4- ورغم الصورة الايجابية المروجة حول توسيع الانجازات الكمية فقد انقطع عن الدراسة حوالي107 ألف400 تلميذا على المستوى الابتدائي خلال الموسم الدراسي 2009-2010 وفي المستوى الثانوي لم يتمكن 145ألف و 658تلميذا من متابعة الدراسة.
5- يشير التقرير أن نسبة توفير الخدمات في المستويات التعليمية، حسب التقرير لم تصل إلى مستوى المطلوب في «التقارير الدولية»، فنسبة المؤسسات الابتدائية المتوفرة على الماء الصالح للشرب لا يتجاوز في موسم 2010-2011 نسبة 52 بالمائة،والاستفادة من الكهرباء لا يتجاوز 53 بالمائة بالنسبة للمدارس الابتدائية،أما نسبة المدارس المتوفرة على المرافق الصحية فتبلغ فقط 61 بالمائة.
لقد شهد شاهد من أهلها، ولم نأت بشيء من عندنا، وكما  تلاحظون أيها الإخوة والأخوات من خلال هذه الخماسية المشؤومة، أن الأهداف المرسومة للمخطط الاستعجالي لن تستكمل في سنة 2012، وان الواقع الميداني سيفرض على المغرب فتح نسخة ثانية من المخطط قد يمتد للفترة  2012-2015
والحالة هذه التي لا تسر لا عدوا و لا صديقا ، وفي الوقت الذي يقفز فيه البعض من سفينة  التعليم الغارقة، ويتبرأ مما كانوا يفعلون ، ويحاول الحصول على شهادة حسن السيرة والسلوك ،أقول لكم عيد مبارك سعيد وكل عام والمدرسة العمومية بخير، والشكر والتقدير والامتنان لكل الجمعيات التي عملت على إنقاذ العديد من المؤسسات  من الافلاس في وقت استقالت الوزارة الوصية أو كادت، والشكر والامتنان موصول لكل جنود الخفاء، ونتمنى أن نلتقى السنة المقبلة ونقول  لكم خطابا مغايرا لما نقوله اليوم ،بعد أن يكون المخطط الاستعجالي قد استنفذ غلافه الزمن، وحقق أهدافه وأخرج المدرسة العمومية من أزمتها، والله على كل شيء قدير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.