Home»Enseignement»ألقاب رؤساء جامعات مغربية في محلها

ألقاب رؤساء جامعات مغربية في محلها

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد تحولت جامعة محمد الأول برئاسة  د الفارسي محمد خلال السنوات الثمانية الأخيرة في إطار السياسة الساعية إلى تثبيت قواعد اللامركزية  إلى جامعة عصرية وذات إشعاع قوي في محيطها ، حيث سهرالسيد الرئيس على توسيع المؤسسات الجامعية قصد استقطاب الكفاءات والمؤهلات الجهوية استعدادا لكسب رهانات الألفية الثانية ، سواء من خلال توفير بنيات الاستقبال الضرورية لاستقطاب أعداد متزايدة من الطلاب، أو عبر نهج سياسة لامركزية تستهدف تقريب التكوين الجامعي من الطلاب من خلال الامتداد من المركز إلى الأطراف.
ولما كان الاقتصاد الوطني يعرف توجها متزايدا نحو إدراك أهمية التمكن من التكنولوجيات الجديدة من أجل تيسير انخراطه في محيطه الأورومتوسطي والدولي، واستجابة للتوجهات الجديدة التي تتوخى تغيير أولويات الاقتصاد الوطني والجهوي فقد ركز المحتفى به اليوم د الفارسي خلال عهدته الجامعية على بناء جيل جديد من المدارس العليا تستهدف تكوين أطر مدربة وذات كفاءة عالية في المجالات التقنية المتخصصة.
وفي هذا الإطار تم توسيع المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية التي رأت النور منذ سنة 2001 ، قصد استقبال المزيد من الطلاب،وخلق دينامية جديدة على المستوى الصناعي والمحيط السوسيوقتصادي الجهوي والوطني، في ظل تزايد الإقبال على حقل الدراسات الهندسية، وتعاظم حاجة الاقتصاد الجهوي والوطني إلى مهندسي دولة ذوي كفاءة عالية في التخصصات ذات الجاذبية.
كما تم في عهده  تعزيز هذا التوجه سنة 2008 بتشييد المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة ENSAH التي تتوفر على بنية استقبال تسع لتكوين 500 طالب في مجالات الهندسة المعلوماتية والمدنية وهندسة البيئة والمخاطر الطبيعية. يأتي تشييد هذه المؤسسة الجامعية الأولى من نوعها بالحسيمة،والتي تم بناؤها على مساحة تقارب 6000 متر مربع،  لتكون بمثابة نواة لقطب جامعي وعلمي بالمنطقة يساهم في إعطائها بعدا أورومتوسطيا ويساهم في الاستجابة للحاجيات الجهوية والوطنية من الأطر الهندسية،في إطار رؤية تكوين 10000 مهندس في أفق نهاية 2010.
وعيا منه بالقيمة التي يكتسيها التكوين في مجال المهن الجديدة ذات القيمة المضافة في مجال الاقتصاد الحديث، تعززت جامعة محمد الأول سنة 2006 ببناء المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة ، التي تخرج الفوج الأول منها سنة 2008 . تقدم هذه المؤسسة تكوينا عاليا في تسيير المقاولات، يمتد على أربع سنوات أو خمس سنوات بعد البكالوريا، وتستقبل بالإضافة إلى الطلاب المغاربة طلبة من الدول الشقيقة والصديقة،خاصة من بلدان جنوب الصحراء. وقد بلغ عددهم 27 طالبا من أصل 418 خلال السنة الدراسية 2008- 2009.
وانسجاما مع توجهاتها الرامية إلى تجاوز الطابع المركزي، بذل السيد الرئيس جهودا جبارة لتعبئة الموارد المالية اللازمة لتمويل الامتداد نحو الأطراف، وفك العزلة عنها. وقد ترجم ذلك من خلال بناء المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة سنة 2008، ووضع الحجر الأساس لبناء المدرسة العليا للتكنولوجيا بها أيضا في 15/06/2010، وقبل ذلك بتشييد الكلية المتعددة الاختصاصات بالناظور سنة 2005 على مساحة تفوق 10 هكتارات وبغلاف مالي يقدر ب100 مليون درهم.
مكنت هذه المؤسسة من تقريب التكوين الجامعي في مختلف التخصصات مما يقارب 3500 طالب من أبناء الناظور والمناطق المجاورة، الذين  لم يعودوا ملزمين على التنقل إلى مدينة وجدة لاستكمال دراستهم العليا، وهذا ما زاد من توسيع دائرة الولوج إلى التعليم الجامعي خاصة في صفوف الطلبة الذين ينحدرون من الفئات الاجتماعية التي تعاني من الهشاشة.
بالنظر إلى أهمية الاستثمار في العنصر البشري، واعتبارا لكون الصحة من المؤشرات الأساسية التي تعتمدها المنظمات الدولية في قياس مؤشرات التنمية البشرية، فقد  تعززت في عهد رئيس  جامعة محمد الأول بافتتاح كلية الطب والصيدلة لأبوابها في وجه الطلبة خلال السنة الجامعية 2008- 2009 . ويعول على هذه المؤسسة بقوة كي تساهم في دعم الرصيد الوطني من الأطر في مجال الطب والصيدلة، وهذا ما سينعكس إيجابا على صحة المواطنين، ويمكن من تحسين إمكانيات الولوج إلى الاستشفاء، خاصة عند الانتهاء من بناء المستشفى الجامعي التابع لها. هذه المعلمة الصحية التي بلغت الأشغال بها مرحلة متقدمة، ينتظر منها الاستجابة للحاجيات المتنامية في مجال التطبيب، والمساهمة في تسهيل الولوج إلى الخدمات الصحية لشرائح واسعة من المواطنين في الجهة الشرقية، وإعفائهم من عناء التنقل إلى المراكز الاستشفائية الأخرى، ومن ثم تخفيف الضغط عليها.
وفي إطار توفير الشروط اللوجيستيكية الضرورية لإنجاح الفعل التربوي، شيد رئيس الجامعة مركز التوجيه والإرشاد والحياة الطلابية بوجدة. وينتظر من هذه المؤسسة أن تقوم بأدوار مهمة على مستوى مواكبة الطلاب واحتضانهم، والاستجابة لحاجياتهم وانتظاراتهم في مجالات التوجيه والإرشاد والمصاحبة التربوية.
ولتمكين فئات الطلاب التي تعاني من الهشاشة الاجتماعية،خاصة في المناطق النائية، تعززت بنيات الاستقبال التابعة للجامعة بإعطاء الانطلاقة لبناء الإقامة الجامعية بالحسيمة، بالتزامن مع إعطاء الانطلاقة لبناء المدرسة العليا للتكنولوجيا بغلاف مالي يناهز 57 مليون درهم.
وفي إطار سياسة تقويمية تستهدف سد النقص الحاصل على مستوى التجهيزات، والرفع من الإنتاجية والمردودية تعززت مختلف الكليات والمدارس العليا التابعة للجامعة في عهده بتجهيزات وبنايات من شأنها توفير الظروف المناسبة للبحث العلمي والتسيير الإداري. ونذكر بهذا الخصوص بناء وتجهيز عمارة تتضمن عدة مختبرات للبحث العلمي بكلية العلوم، وأيضا بناية خاصة بالبحث العلمي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. ولتوفير شروط مريحة للعمل استفادت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بوجدة من بناء بناية خاصة لإدارة المدرسة. ومن أجل الرفع من جودة التعليم وتشجيع روح البحث لدى طلبة المؤسسة ذاتها تم تشييد مكتبة تليق باسمها ودورها الطلائعي.
وخلاصة القول فالجهود والمنجزات للسيد رئيس الجامعة  المذكورة تتجه بجامعة محمد الأول لأن تتحول إلى مركب جامعي حقيقي تنتفي فيه الحدود بين مؤسساتها ، وتتيسر فيه سبل التواصل بين مكونات الجسم الجامعي، في أفق التحول إلى مؤسسة أكاديمية مواطنة منفتحة على محيطها السوسيوثقافي، ومنتجة للمعرفة والثروة من خلال تشجيع البحث العلمي ومد الجسور مع الواقع الاقتصادي المحلي والجهوي والوطني، أخذا بعين الاعتبار للخصوصيات والإمكانات المحلية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *