Home»Régional»تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (9)

تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (9)

0
Shares
PinterestGoogle+
 

النص الثالث: موسى أوصالح.

رواية:

الحاج يحيى الشرقي (دوار الفيضة).

الأستاذ عبد القادر مرزاق (دوار العجرة).

الأستاذ محمد أوراغي رحمه الله (دوار أولاد ميمون ببني يزناسن).

  نلاحظ أن الحكاية تأخذ تلوينات مختلفة من منطقة إلى منطقة، فقد تتغير أسماء الأبطال والأماكن وتتحوّر الأحداث بمستويات متفاوتة. 

  «(كانت الأمطار كثيرة ولم يستطع الناس الحرث، عمد موسى أو صالح إلى خلط القمح بالنخالة ثم زرعهما معا، كانت النتيجة أن ما حرثه نما بشكل جيد وكان المحصول الزراعي كذلك. لما رأى الناس هذا المحصول الجيد في أرضه عمدوا في الموسم الذي بعده إلى زرع النخالة فحسب ظنا منهم أن موسى أو صالح زرعها بمفردها خلال الموسم الذي مضى. لكن كان محصولهم منعدما)[1].

وضع موسى أوصالح داخل تجويف قصبة نملة وزودها بحبة قمح وحبة شعير، وبعد سنة حين فتح القصبة وجد أن النملة لم تستهلك إلا نصف حبة من القمح ونصف حبة من الشعير، فاستنتج أن النملة تبذل مجهودا كبيرا غير أنها لا تستهلك إلا القليل. عرض ما توصل إليه على قومه. ردوا عليه أنك لو زودتها بالماء لكانت قد استهلكت الحب كله.

طُلب منه وضعه داخل سجن[2]. وأن يختار إما أكلة أو الماء طيلة السنة، فاختار الحليب، فكان يصنع منه جبنا. يتناول الجبن ثم يشرب ماءه (الميص).

صار يفكر في الفرار من السجن سلم لوالدته لجاما وطلب منها أن تشتري الفرس الذي يلائمه اللجام.

بعد اقتناء الفرس طلب من والدته شراء ديك وخروف وعجل وأن تقوم على علف جميعهما.

بعد مدة طلب من والدته أن تذبح الديك وتأتيه بعظم ساقه. وجده غير صلب (تعرف على ذلك من خلال مخ العظم)، وبعد مدة طلب عظم ساق الخروف وجده غير صلب ثم بعدة فترة طلب عظم ساق العجل، لما وجده صلبا علم أن عظم ساق الفرس صار أيضا صلبا.

حين اقترب تنفيذ حكم الإعدام فيه ترجى من سجانيه أن يمنح فرصة للركوب على فرسه داخل سجنه المحاط بسور. فلُبّي طلبُه.

حين طلب من والدته أن تأتيه بالفرس طلب أيضا تمرا وتينا.

كان معه في السجن رجل ممسوس (مجدوب)[3]، ولما شاهده يركب على الفرس صار يقول: « موسى أوصالح راح ». وحتى لايسمع الممسوس بشكل جيد كان كلما هم بالحديث ألقمه موسى أوصالح  تمرا أو تينا كي لا يفهم كلامه. 

استطاع الفرس اجتياز سور السجن (وهو سجن بتلمسان)،  وحين قفز لامس حافره السور فترك عليه أثرا[4].

ركب الأعداء خيلهم وحاولوا اللحاق به، ونظرا لقوة فرس موسى أوصالح لم يستطع الأعداء اللحاق به، وصارت تتساقط أفراسهم تباعا، فسقطت فرس (زرقاء) ميتة بالزريقة بمكان قرب أحفير بالأرض الجزائرية، وسمي هذا المكان بـ »الزريقة ». وسقطت الثانية (حمراء) ميتة بـ »الحمراء » بمكان جنوب وجدة فسمي المكان باسمها، وسقطت الثالثة سوداء،  بمكان غرب وجدة قرب مرتفع مـرز فسمي المكان باسم غرابة[5]، (لون الغراب أسود).

 واصل فرس موسى أوصالح العدو إلى فاس دون أن يلحق به الأعداء. في فاس صفع موسى أوصالح الفرس فمات في حينه. لما فُتح صدر الفرس تبين أنه يستطيع العدْو قدر المسافة التي قطعها من قبل أي من تلمسان إلى فاس».

 

تعني « أو » في الأمازيغية « ابن »، إذاً فهو موسى ولد صالح، ويبدو أن النص  مركبا من حكايتين: القسم الأول منه المتعلق بسبب السجن يشكل حكاية مستقلة، بينما القسم الثاني من التواجد في السجن إلى الفرار له علاقة بالتغريبة الهلالية. ولما رُكّبت الحكايتان وكانت حكاية « موسى أو صالح » هي المتصدرة سقطت أسماء الشخصيات الهلالية، ونلاحظ أن هذا الخلط لم يحدث في الرواية الجزائرية، ورد في أطروحة بوخالفة عزّي: «اضطر الهلاليون إلى سعد الزناتي لشراء الحبوب (خصنا النيرة .. وخصنا النعمة، وسعد الزناتي عنده النعمة لازم نروحو نكيلو) وسجن سعد الزناتي ذيابا واشترط ذياب أن تكون معه فرسه. وكان له ما أراد .. قضى أوقاته مع بنت الزناتي التي تبدو امرأة عادية/فلاحة (تفلي له قطايتو) وفي يوم العيد التمس ذياب أن تتوسط له عند والدها، ليسمح له بركوب فرسه في الساحة. ويبدو لنا ذياب في هذا الموقف كأنه حل محل مرعي في التغريبة مع ابنة الزناتي. أذن له سعد الزناتي بركوب فرسه، اختبرها، وحين أدرك أنها أصبحت قادرة على اجتياز وتخطي أسوار المدينة قرر الهرب، وأدرك شخص كان يراقبه من بعيد أنه ينوي هذه المرة الفرار. فردد (آه مول الشهبا عدّى) علق الراوي قائلا (الحوش متسع راكم شفتوه في بانيو) واجتاز ذياب السور .. طارده سعد الزناتي لكنه لم يدركه على الرغم من أن الشهباء كانت تجري بثلاث أرجل فقط لأن الرّجل الرابعة معرقلة بحزام السرج حينما قفزت السور.. ومع ذلك قفزت ضفتي النهر الذي قال عنه الراوي أن اسمه: نهر ذياب في البطانة، قرب بلدة عين الحجل، ولاية المسيلة بسبب قفزها سور بانيو، ولعل اسم الوادي الذي ذكره الراوي جاء في هذه الحادثة. فالراوي هنا يعتقد أنه يروي تاريخا/حقيقة»[6].

 

النص الرابع: الجازية (الجاجية):

رواية الأستاذ عبد القادر مرزاق.

«اختُطفت الجازية وصارت تنادي على حسن…أطلقت نداء استغاثة.

سمع حسن النداء فقال:

  • الشهباء شمت أو لمّت أو الجازية هربت».

كي تعرقل الجازية هروب خاطفيها أسدلت شعرها الطويل الذي ارتطم بالأرض. تداخل شعرها بقوائم الجمل فتعطل الموكب عن السير.

 

  بالتغريبة المدونة أخبار عن الجازية  وهي لا تتضمن هذه الحادثة الواردة عند سكان المنطقة. وقد نشر ألفريد بيل (Alfred Bel) قصيدة عنها كانت تروى بتلمسان، وذلك سنة 1902م بالمجلة الأسيوية (Journal asiatique)، وتتحدث عن علاقة الشريف ببني هلال الذين أصاب أرضهم جفاف.

 ومما ورد في هذه القصيدة المكوّنة من 79 بيتا، وله علاقة بالرواية المتداولة ببسيط أنـﯕاد[7]:

 

     – وادّى الّي عليها شرب محن بكاس

                         الجـازيـة، يـقول ادّيـتك بنـصالي

    – ولد الشريف زاهي بكلام نصاص

                          يا جـازية ذويـبك يـقـدر لمـحالي

    – وذياب غايب يصيّد عاشق في المراس

                           للنـجع ما حضـر ما عـقد بمشـالي

   – هلال راه روّح له رايس من الرياس

                          ذيـاب راه راجـع بـﯕبيـل جــالي

   – ترجَى البطل يلحق طلقت جازية الراس

                         من فوق البعير وحدر في الارضُ افالي

   – قال الشريف من يقطع شعرة بالامواس

                         راصه نـزوّله ذاك الّــي يهـوالـي

 وهنا نجد أنّ المستنجد به هو ذياب بينما في الرواية ببسيط أنـﯕاد هو الأمير حسن، وهو أخو الجازية في التغريبة المطبوعة.

[1]  ـ زيادة من رواية محمد أوراغي.

[2]  ـ في رواية أوراغي أن السلطان وصله خبر موسى أو صالح فسجنه.

[3]  ـ في رواية عبد القادر مرزاق أنه يهودي، وكان يردد: « موشي أو صالح راح ».

[4]  ـ يروي الحاج يحيى الشرقي أنه شاهد أثر الحافر على سور بتلمسان.

[5]  ـ في رواية عبد القادر مرزاق أن المكان الثالث ليس هو « غرابة » وإنما « التوميات »، وأنه مكان سقطت به فرسان توأمان. وقد ذكر أبو الحسن علي السوسي في رحلته سبب تسمية المكان بـ »التوميات »: وهو وجود (زبوجتين).

ينظر: منتهى النقول ومشتهى العقول. أبو الحسن السوسي. أطروحة لنيل الدكتوراه في الأدب العربي. إعداد. بشرى حدادي. جامعة محمد الأول. وجدة. 2009- 2010. ص: 100.

وهو المكان نفسه الذي أشار إليه عبد القادر مرزاق، وهو موجود بدوار العجرة.

[6] ـ تغريبة بني هلال بين التاريخ والروايات الشفهية الهلالية الجزائرية. أطروحة لنيل الدكتوراه. إعداد. بوخالفه عّزّي. كلية الآداب واللغات. جامعة الجزائر. 2002 – 2003. ص:181-182.

[7] ـ LA DJAZYA chanson arabe. Alfred Bel. Journal asiatique. Septembre- october. 1902. P : 176.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. ماحي يوسف
    03/08/2020 at 14:27

    السلام عليكم بخصوص أثر فرس الشخصية الأسطورية « موسى أو صالح » نجده في عدة قصص و غرائب، منها ما تداولته الروايات الشفوية عن أسطورة تسمية مدينة « جرادة » « تجرا دا » أي وقعت هنا، وهي تحكي تفاصيل معركة كان بطلها فارس طار بفرسه في السماء ووثب على صخرة وترك بها أثر حدوة الفرس.
    كما يتداول حول السلطان المريني أبي الحسن المعروف يالسلطان لكحل الذي كان فرسع يطير في عنان السماء و يترك أثره على الصخور.
    أما بخصوص تفاصيل الحكاية الغرائبية حول مكوث سيدي « أوصالح » نجد تقريبا نفس عناصر الحكاية في حكاية الأسد الذي وجد إنسانا سقط من جرف جبل فأخذه فوضعه في مطمورة، وكان كل مرة يقدم له حيوانا يأكله فيتعرف من خلال صلابة عظم ذاك الحيوان فبدأ بالديك ثم الخروف ثم العجل….شكرا على إثارتك للموضوع

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.