Home»Enseignement»إلى السائل عن أصحاب الغيرة الدينية والوطنية على التعليم العمومي

إلى السائل عن أصحاب الغيرة الدينية والوطنية على التعليم العمومي

0
Shares
PinterestGoogle+

علق على مقالي :  » الأشكال النضالية مع وقف التنفيذ لن يزيد الوزارة إلا تجاهلا لمطالب المفتشين  » المنشور بموقع وجدة سيتي الأخ الفاضل السيد محمد مروان من مدينة فاس كما وقع بذلك تعليقه الذي جاء فيه ما يلي :  » إنني من المداومين على قراءة مقالاتك على وجدة سيتي لكن لدي تساؤل بسيط كلما تناولت انخراط أي فاعل في منظومتنا التربوية في البرنامج الاستعجالي إلا وربطت ذلك بالتعويضات المادية ألم يعد في بلدنا أناس لهم غيرة دينية ووطنية على التعليم العمومي ؟  » فقول الأخ الفاضل أنه من المداومين على قراءة مقالاتي ، يعني بالضرورة أنه لم تفته قراءة مقال من المقالات ، وهذا جميل ومهم جدا فهو مهتم بقضايا التربية في الجهة الشرقية وفي الوطن . أما قوله أنني كلما تناولت أي فاعل تربوي في منظومتنا التربوية في البرنامج الاستعجالي إلا وربطت ذلك بالتعويضات المادية فهو استنتاج وحكم شخصي نحترمه ولا نوافقه عليه ، ويحتاج إلى توضيح . أما ما جاء تحديدا في مقالي :  » الأشكال النضالية مع وقف التنفيذ  » فاستهدف بالضبط وتحديدا مجموعة من المنخرطين في البرنامج الاستعجالي انخراط تهافت على التعويضات لا انخراط غيرة دينية أو وطنية .

وإذا ما سبق لي أن ذكرت هذه العينة في مقالات أخرى سابقة ، والحديث عنها لا يعني بالضرورة تعميم حالها على باقي المنخرطين بل أنا واثق من موجود المخلصين الصادقين في غيرتهم على المنظومة التربوية دينيا ووطنيا ، فالقصد واضح من ذكر تلك العينة التي باتت تمارس الانتهازية بشكل فاضح وصارخ إذ تعرض خدماتها على الإدارة عندما يقرر غيرها مقاطعة هذه الخدمات من أجل أهداف نبيلة وليس من أجل مصالح شخصية كما هو حال العينة ذات المصالح الشخصية المحضة . فلو أن البرنامج الاستعجالي لم تكن فيه تعويضات كما هو حال العديد من العمليات التربوية لما تهافتت عليه هذه العينة . وعندي دلائل على ذلك ، فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت عملية مصاحبة وإقرار رجال ونساء الإدارة التربوية لسنوات بدون تعويض ، وكان الكثير من رجال المراقبة التربوية يتنكبون هذه العملية ، فلما صارت لهذه العملية تعويضات رمزية بسيطة تهافت عليها المتهافتون وعابوا على المسؤولين المحليين عدم إشراكهم فيها أو كشفهم عن تعويضاتها الزهيدة . ولقد شاركت شخصيا في هذه العملية لسنوات منذ تعييني بنيابة جرادة ولم أكن أبالي بكونها دون تعويض ، فلما أدركني نظام التعويض عن هذه العملية صرت هدفا لانتقاد بعض زملائي من رجال المراقبة ، ليس رغبة في القيام بالواجب بل طمعا في التعويض ، ولم يكن مني إلا التعبير عن زهدي في هذه العملية بعدما صار الكل يخطب ودها وبشره . وكم من مهام تراسل الإدارة فيها رجال المراقبة وليس فيها ما يغري ماديا فلا تجد من يستجيب لها بينما تكون الاستجابة سريعة مثلا عندما يتعلق الأمر بالانخراط في إعداد الامتحانات الإشهادية حيث صار البعض شبه وصي عليها لا يغادرها موسم بعد آخر ، أو الانخراط في عمليات الإشراف على أقطاب المخطط الاستعجالي أو الانخراط في برامج التكوين المستمر المتعلقة بها حتى أن البعض يسكن الأكاديميات الجهوية يوميا لتصيد أخبار المهام ذات التعويضات ليعرض نفسه على المسؤولين ، فلا يتم الإعلان عن تصحيح مباراة توظيف مباشر أو على امتحانات شفهية إلا وكانوا السباقين إلى ذلك طمعا في التعويض وليس حبا في المصلحة العامة . والمسؤولون يجدون في هؤلاء ضالتهم فهم رهن الإشارة دائما وهمهم مصالحهم الشخصية وليست المصلحة العامة لهذا فهم يؤدون أعمالهم وفق مصالحهم لا تعنيهم جودة ولا إخلاص ولا إتقان بل يعملون حسب التعويض ويا ليتهم يؤدون واجب ما يحصلون عليه من مقابل . وقد راجت أخبار غريبة عن بعضهم من قبيل تصحيح بعضهم كمية كبيرة من أوراق مباراة التوظيف المباشر في وقت من المستحيل أن يصححها آدمي إلا أن يكون من جند سليمان عليه السلام ، مما يعني الاستخفاف والاستهتار بمسؤولية جسيمة تتعلق بمصير أناس يحلمون بالحصول على وظيفة بعد معاناة كبيرة ويوضع مصيرهم في يد من يستهتر به .

والمؤسف أن الزملاء يتناقلون هذا الخبر للتندر به دون أن يوجد من يقول : اللهم إن هذا منكر. تصور سيدي محمد مروان الفاضل أن عدد الأساتذة المستفيدين من برنامج التكوين المعروف ببيداغوجيا الدمج في التعليم الابتدائي لا يتجاوز 75 أستاذا وعدد المؤطرين 6 (ستة ) بمعدل 12 أستاذا للمؤطر الواحد ، علما بأن العدد الحقيقي هو مؤطران اثنان مضروبان في 3 ليصير العدد 6 جشعا وطمعا في تضخيم التعويضات ، فهل هذا من الغيرة الدينية والوطنية ؟ يا سيد مروان وددت لو أن المهام كلها كانت مجانية وبدون تعويض لينكشف أمر عينة لا يحركه الضمير الديني أو الوطني بل يحركها الطمع ، والطمع كما يقول المغاربة طاعون ، والعينة المطعونة لا يرجى لها شفاء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. لست أستهدف يا سيدي مروان المخلصين الصادقين في غيرتهم الدينية والوطنية ، بل أنا بالمرصاد للوصوليين والانتهازيين وأصحاب المصالح الخاصة الذين يفسدون المنظومة التربوية ولا يصلحون ، ومن الواجب الديني والوطني فضحهم من أجل إنقاذ المنظومة والأجيال والوطن .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. محمد مروان فاس
    14/05/2010 at 14:27

    أشكرك الأستاذ شركي على سعة صدرك وعلى الرد الذي انطلق من واقع المنظومة التربوية، فهذا التهافت موجود مع الأسف، والتخلي عن أداء المهمات « المجانية » ملحوظ، وحسبنا أن الزاهدين عن اللهت وراء التعويضات لازالوا يقومون بأدوارهم خير قيام، فإليهم وإلى جميع جنود الخفاء يرجع ما نتمسك به من بريق لإنقاذ المدرسة العمومية
    يقول المثل: ليس من سمع كمن رأى، وها أنت الأستاذ شركي تحكي جزءا مما رأيت، وكلنا أمل أن يستيقظ صوت الضمير يوما، وأن نفكر ماذا سيكون جوابنا أمام العلي القدير حول مسؤوليات أسندت لنا ولم نقم بها، أو كان قيامنا بها مشروطا بكذا وكذا
    أرجو لك دوام الغيرة، ولإطار التفتيش دوام الحضور، ولنا ولكم جميعا دوام الإيمان بنبل الرسالة
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  2. مفتش تربوي
    14/05/2010 at 14:28

    شكرا للسيد محمد الشركي على هذا الرد الوحيه الذي يتربص به الماديين الوصوليين ، لكنني أعيب عليه أنه لم ينشر مقالا بخصوص الانتهازيين الذين غطوا المناطق الشاغرة بالحهة الشرقية رغم أن النقابة دعت غير ما مرة إلى عدم تغطيتها للضغط على الوزارة الوصية أملا في فتح مراكز التكوين الخاصة بالمفتشين,فلماذا هذا السكوت عن هذه العينة الذليلة؟؟؟؟؟وشكرا جزيلا على الرد مسبقا.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *