Home»Correspondants»سؤال:هل الدرس الفلسفي ممل ؟أو ممتع في حجرات الدراسة؟

سؤال:هل الدرس الفلسفي ممل ؟أو ممتع في حجرات الدراسة؟

0
Shares
PinterestGoogle+
 

سؤال:هل الدرس الفلسفي ممل ؟أو ممتع في حجرات الدراسة؟

الدرس الفلسفي ممل لبعض التلاميذ محدودي الفهم و التكوين و النباهة. وممل  عند من  تغيب عنهم المرونة الفكرية و يحضر عندهم التصلب الفكري.تلاميذ ألفوا نوعا من المعارف البسيطة يحفظونها عن ظهر قلب و يردوها سالمة بدون خدوش و ينجحون، أو ينجحون بالأقدمية، أو مجانا مقابل انضباطهم لأنهم عناصر متمردة.إنهم نصبوا أنفسهم أعداء مع التفكير العميق.فمعدة فكرهم لا تستطيع هضم مادة دسمة.قد تصيبهم بعسر الهضم أو القبض الفكري من يدري؟.

إن كل مدرس للفلسفة، و كل مدرس إطلاقا، لأي مادة تدرس بالمدرسة الثانوية ليصاب بالغثيان، و الرهاب الفكري، و خيبة أمل كبيرة ،و إحباط شديد، أن يسمع من التلاميذ أن ما يقدمه من دروس، و معلومات، و اجتهادات، هي مملة و معقدة  بالنسبة لهم و لا تثير فيهم أية رغبة في اقتحام المعرفة؟. رغم أن كل درس يقدمه أي مدرس مجتهد،لا يكون استنساخا للكتاب المدرسي، إلا نادرا. بل إن المدرس يحيل نفسه على مراجع، ومصادر،  و قواميس، ومجلات، و جرائد، يثري بها أي درس…

الكتاب المدرسي في المراحل الثانوية لا يقدم إلا القشور في المعرفة و المادة( هي تشبه قشور الفواكه الجافة) هي عبارة عن نصوص مبعثرة من هنا وهناك لا رابط بينها إلا أنها تنتمي لنفس المجزوءة.

كان التلاميذ سابقا يدرسون الفلسفة على يد مجموعة من الأساتذة ينسق بينهم الدكتور محمد عابد الجابري في مؤلفهم المدرسي (دروس في الفلسفة).كان التلميذ لا يحتاج إلى مدرس أو إلى أية واسطة.كان الكتاب  الفلسفي هو في نفس الوقت  المدرس الوحيد للتلاميذ.قدم عابد الجابري كتابا لفلسفة لا تبتعد عن تاريخها و مدارسها و تياراتها الفكرية و الإيديولوجية و الابستمولوجية.

هل اختلف تلميذ اليوم عن تلميذ الأمس؟

بلا شك و بلا تردد نعم.

اعتقد أن اهتمامات و مشاكل و ميول تلميذ اليوم لا علاقة لها بتاتا بالدراسة و المدرسة بشكلها الحالي.فهو يرى أن المدرسة في الوقت الحاضر، متخلفة عن حاضرها و متشبثة بالماضي.المدرسة لم تدخل بعد أو تساير  العالم الرقمي، و القنوات الفضائية، و الشبكة العنكبوتية و الهواتف الذكية و مصادر المعرفة المتنوعة و في المتناول، و الأقمار الاصطناعية و الاكتشافات و الاختراعات المدهشة.لا علاقة لما يدرس اليوم ، بعالم اليوم،الذي يتغير كل ثانية و في جميع المجالات .بينما البرامج و الكتب المدرسية  وما تحتويه من معارف مدرسية تظل ثابتة ،و لا تتغير إلا كل عقد من الزمن الخ.

الكتب المدرسية تحتوي على معلومات داسها القطار فائق السرعة وأصبحت من التراث في ميزان الدول المتطورة،التي تعرض أسرار الدولة  على المواطن و الباحثين بعد مضي بضعة عقود فقط…

إن القلة القليلة من التلاميذ، في الوقت الحاضر، من تجد المتعة الفكرية في مادة اسمها الفلسفة. وهي  هي متعة في لحظات مسروقة في التعليم و التعلم بسبب اللامبالاة  الغالبة في كل حصة فلسفية ، مسؤول عنها من جاء  ليثير الزوابع و الفوضى من التلاميذ.معظم التلاميذ(خاصة من نجح بفاتحة الكتاب أو مجانا أو بالأقدمية أو النقل ) جاؤوا ليتكلموا، و ليصرخوا، و ليضرب بعضهم بعضا باليد، و الأوراق، و الأقلام،و هذا ما يفسر أن نسبة كبيرة من المتعلمين لا وجود للرغبة و الاندفاع و الحافز  للتعلم. بل قد يفسر ذلك  لديهم بالعجز عن مسايرة الدروس،أو لغياب الآفاق و ظلاميتها ،أو يروا المستقبل  مظلما و غير آمن في الدراسة، أو استحالة  إيجاد فرص العمل ،خاصة بعد هدم الطريق بين التعليم و التنمية وسوق العمل.هل المستقبل مظلم أمام المتعلمين من اوساط فقيرة و متوسطة؟

الكل يجمع أننا في أوج ألازمة لاقتصادية(لاحظ مثلا مقدار المليارات من الديون عن البنوك الاجنبية).الأزمة الاقتصادية كانت دائما تولد أزمات متعددة.

هل الفلسفة مادة مملة؟

نعم لهذا الصنف من التلاميذ الذين لا آفاق أمامهم  .

لكن تبقى للفلسفة تلك الجاذبية المغناطيسية، و الإثارة الفكرية،  التي تجعل من يقبل عليها ، يريدها لذاتها كجامعة للمعارف و العلوم.لأنها أداة  تفكير وحوار مسالم و هادئ، وأداة تحرير راقية للعقول  من الأوهام و الشعوذة  و السذاجة و السطحية و الظلامية و العنصرية و التعصب و الانغلاق و النرجسية و الأنانية لأنها مادة تفتح  و منفتحة على كل أشكال التفكير البشري.وهي كفكر لا تعيش و لا تتعايش  في محيط ديكتاتوري متسلط.

الديكتاتورية تخنق الفكر و الفلسفة و المفكرين.

 و الدكتاتورية تعفن المحيط الفكري الحر و تحبس  الهواء النقي الذي يتنفسه  العقل البشري في أوج عطاءاته.  و لهذا السبب كان و لا زال الدكتاتور هومن ينصب نفسه عدوا أزليا  لها.

الفلسفة  أداة يقاس بها تحرر المجتمع و انعتاقه من التبعية ومن سياسة القطيع  و الانسياق وراء الآخرين .و بها تقاس جرعات الديمقراطية و التحضر و الحقوق و الحريات في أي مجتمع.

فهل ستبقى الفلسفة أم العلوم و المعارف كما كانت ؟ أم تتوج في الوقت الحاضر عروسة، العلوم و المعارف.؟؟؟

ما نعلمه علم اليقين الذي لا يشوبه شك، و لا ظن تعتريه الريبة، أن الفلسفة توجد حيث توجد الديمقراطية الكاملة، و حيث توجد حقوق الإنسان و حرياته.إذ تعتبر هي إحدى أوجه الحريات العالمية و إحدى أوجه حقوق الإنسان الكونية و العالمية في نفس الوقت.

فكل عام والصباح  المشرق المبارك  لكل من جعل  أم العلوم و عروسة المعارف غذاء لعقله…

انتاج صايم نورالدين


MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. يحي
    24/01/2016 at 05:40

    من لم بدرس الفلسفة كأنه لم يدرس شيئا اسئلوا عنها فلاسفة اﻷنوار. لولا الفلسفة لما تحضر الانسان قط. لذا يمكن القول أعطوني دول العالم الفلسفة يعطوكم مجتمعات متحضرة كالتي في الغرب أو أكثر.

  2. يحي
    25/01/2016 at 22:07

    I wanted to say: اعطوا دول العالم الثالث الفلسغة: »

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.