ليازغي: الشعب الجزائري لا تهمه قضية الصحراء

الرباط: أحمد الأرقام
قال محمد اليازغي، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي، ووزير إعداد التراب المغربي لـ«الشرق الأوسط» إن الشعب الجزائري لا تهمه قضية الصحراء، ولو أجري استطلاع للرأي في الجزائر لكانت غالبية الجزائريين مع الموقف المغربي، أن الصحراء حق مغربي مشروع تاريخيا وجغرافيا وقانونيا، مشيرا الى أن الشعب الجزائري لن ينس دعم الشعب المغربي له في معركة التحرير، ووقوف المقاومة والوطنيين المغاربة ضد تقسيم التراب الجزائري. بيد أن اليازغي أبدى أسفه لموقف الأجهزة الرسمية للدولة الجزائرية، المعاكس لوحدة تراب المغرب، الذي يختلف، على حد قوله، عن مواقف الأحزاب السياسية الجزائرية.
وبشأن طبيعة العلاقات التي ينسجها حزبه مع الأحزاب الجزائرية، كشف اليازغي عن زيارة مرتقبة لوفد من حزب جبهة التحرير الجزائرية، الى المغرب بدعوة من حزبه وحزب الاستقلال. ولم يحدد اليازغي تاريخ الزيارة، مبرزا أن حزبه كان ومازال لديه علاقات متينة وطيبة مع مجموعة من الأحزاب الجزائرية، حضر بعضها مؤتمره العام الاخير، الذي كان مناسبة لمناقشة جميع القضايا المطروحة على اتحاد المغرب العربي، ضمنها قضية الصحراء والعلاقات الثنائية، وبحث توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية، لأن مصير الشعبين المغربي والجزائري مشترك في بناء صرح المغرب العربي، خدمة لشعوب شمال افريقيا. وبخصوص رأي حزبه من حدث احتلال جبهة البوليساريو لمنطقة « تفاريتي» العازلة، وصف اليازغي ذلك بالخرق السافر للقرار الأممي، المتمثل في وقف إطلاق النار عام1991، مبرزا أن الاحتفالات التي نظمتها الجزائر وجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة أبانت عن فشلها لأن لا أحد أصبح يؤمن بفكرة الانفصال في زمن التكتلات. بيد أن اليازغي وصف ذلك بانه «عمل استفزازي خطير»، استوجب رد فعل قوات المينورسو الاممية التي سترفع تقريرها الى كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة، غداة عقد مجلس الأمن اجتماعه السنوي حول قضية الصحراء في أبريل (نيسان) المقبل. وبشأن موقف الجزائر الرافض قيام المفوضية الدولية للاجئين بإحصاء سكان مخيمات تندوف ولحمادة (جنوب غربي الجزائر)، اعتبر اليازغي غياب إحصاء دولي في هذا الشأن، عملا استثنائيا، لا مثيل له في العالم، موضحا أن الاحصاء يتم لمعرفة عدد اللاجئين لتلبية رغباتهم واحتياجاتهم، وفتح المجال لمن يرغب في العودة الى وطنه الأم، وليس للتلاعب بمصيرهم بجمع التبرعات على شكل «صدقات»، من دول مثل اسبانيا تحت حماية الجارة الشرقية للمغرب. وحول كيفية تطبيق حل سياسي متفاوض بشأنه مع جبهة البوليساريو التي تدعو الى الانفصال، قال اليازغي إن أطروحة الانفصال انتهت، لسبب بسيط وعميق، هو أن المنتظم الدولي، تجاوز عمليا تلك الفكرة، ودعا الأطراف المعنية بالموضوع الى التفاوض حول حل سياسي متفق عليه، مضيفا أن الاقتراح المغربي بتطبيق «الحكم الذاتي» في الصحراء عن طريق منح صلاحيات واسعة لسكان المحافظات الصحراوية تمكنهم من تسيير شؤونهم بأنفسهم تحت ظل سيادة المغرب، هو موقف جد ايجابي وديمقراطي يهدف الى حل النزاع بطريقة عقلانية، ويضمن استقرار منطقة المغرب العربي.
عن جريدة الشرق الأوسط
Aucun commentaire