Home»Enseignement»صيحة أستاذ يشرف على التقاعد

صيحة أستاذ يشرف على التقاعد

0
Shares
PinterestGoogle+

« دعونا يرحمكم الله، أتركونا وشأننا، لستم في حاجة إلى اقتراحاتنا ولسنا في حاجة إلى مشاوراتكم « . كانت هذه دعوات أستاذ معلم يمارس مهنة التعليم منذ أكثر من ثلالثة عقود، ولم يبق على إحالته إلى التقاعد إلا نحو سنتين، يزاول مهامه اليومية بكل انضباط وعزم أملا في تنشئة جيل المستقبل، يكابد الصعاب دون تردد أو تأفف، يواجه المخاطر في كل ساعة، يطور أساليب عمله كلما اقتضت الضرورة، يسهر على إعداد الحصص الدراسية، يزود متعلميه بكل ما من شأنه تطوير مهاراتهم وقدراتهم وكفاياتهم، يوازي بين ضغوط العمل وتضخم ساعات العمل من جهة وبين حياته الأسرية والاجتماعية من جهة أخرى، ولا يأبه بتعبه وجهده إلا من يشاركه المهنة في المدرسة أو الحياة في البيت.
يبادر كلما انعقدت اجتماعات أو أجريت تكوينات سواء داخل مجالس المؤسسات أو خارجها إلى طرح الإشكالات العامة التي تحول دون الارتقاء بجودة التعليم، أو محاولة تقديم الاقتراحات العملية المناسبة لفك شفرة هذه العوائق التي لا تزال تنخر في جسم منظومتنا التربوية الهش، فتدون التقارير، وترسل إلى الجهات المعنية، ثم ينتهي بها الأمر في سلة النسيان والإهمال.
وهاهم، اليوم، يعودون من جديد، يعودون من بعيد، يطالبونه بالإسهام في المشاورات حول وضعية التعليم في بلادنا، يناشدونه آملا في تقديم مقترحات ناتجة عن تجاربه المتكررة والمتعددة خلال مسيرته التربوية، يزعمون إشراكه في عجلة الإصلاح.
وهاهو يجيبهم من جديد: سئمنا من مراوغاتكم، مللنا استعلاءكم، وضجرنا تجاهلكم الأبدي لسيد المواقف، لسديد الرأي، للمنفد المباشر لكل إصلاحاتكم العقيمة، للأستاذ الفاضل الذي لايسألكم إلا أن تدعوه وشأنه، يكمل مشواره لايريد منكم جزاءا أو شكورا، إلا تقاعدا كريما.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. oussama
    23/05/2014 at 01:28

    قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
    لا بد من اعطاء الأستاذ كل التقدير لما يقدمه من تضحيات في سبيل الوطن

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *