Home»Enseignement»التوجيه والإرشاد الطلابي وجهان لعملة واحدة *الجامعة المغربية نموذجا*

التوجيه والإرشاد الطلابي وجهان لعملة واحدة *الجامعة المغربية نموذجا*

0
Shares
PinterestGoogle+

التوجيه والإرشاد الطلابي وجهان لعملة واحدة
*الجامعة المغربية نموذجا*
الدكتورة سميرة حيدا
جامعة محمد الأول
وجدة ، المغرب.

مما لا شك فيه أن طلاب الجامعة يمثلون رصيد المجتمع من طاقاته الفاعلة المنتجة وأهم وأغلى ثروات المجتمع البشرية، فهم يمثلون قيادات المستقبل التي تستطيع تحقيق أهداف المجتمع في جميع المجالات التي تسهم في تقدّمه ، وتسرع عجلة نموه.لذا  ينبغي رعاية القدرات المتميزة لدى الطلاب وتشجيعها حتى تتبلور في شكل إنجازات واختراعات يستفيد منها بلدهم ، إسهاما في خدمة وطنهم، ودفعا به قدما نحو الرقي واحتلال الرتب الأولى  جنبا إلى جنب الدول المتقدمة .
ويعتبر التوجيه والإرشاد في الجامعة حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية بشكل عام، لذا فقد تبنت الجامعات في عصرنا الحالي فكرة إنشاء مراكز للتوجيه والإرشاد والإعلام كما هو الحال عندنا في المغرب، لما تكتسيه هذه العملية من أهمية قصوى في مجمل العملية التربوية في أعلى مستوياتها.
فالتوجيه هو مجموعة من الخدمات المخططة التي تتسم بالاتساع والشمولية تتضمن داخلها عملية الإرشاد. ويركز التوجيه على إمداد الطالب بالمعلومات المتنوعة والمناسبة وتنمية شعوره بالمسؤولية بما يساعده على فهم ذاته، والتعرف على قدراته وإمكاناته ، ومواجهة مشكلاته، واتخاذ قراراته.
أمّا الإرشاد فهو الجانب العملي المتخصص في مجال التوجيه والإرشاد، وهو العملية التفاعلية  التي تنشأ عن علاقة مهنية بناءة بين مرشد متخصص ومسترشد طالب، يقوم فيها المرشد من خلال تلك العملية بمساعدة الطالب على فهم ذاته ومعرفة قدراته وإمكانياته والتبصر بمشكلاته.
وهما معا وجهان لعملة واحدة يكمل كل واحد منهما الآخر، فهما معا يشكلان  عملية بناءة تهدف إلى مساعدة الفرد ، كي يفهم ذاته ويدرس شخصيته، ويعرف خبراته، ويحدد مشكلاته في ضوء معرفته ورغبته وتعليمه وتدريبه، لكي يصل إلى تحديد أهدافه، وتحقيقها، بالإضافة إلى تحقيق الصحة النفسية والتوافق شخصيا وتربويا ومهنيا.
ومن هنا جاءت التجربة المغربية الرائدة في إحداث مراكز خاصة بهذا النوع من الخدمات، مراكز للتوجيه والإعلام والحياة الطلابية تهتم بالطالب الجامعي من جميع النواحي، وتسعى إلى تحقيق جملة أهداف منها :
* مساعدة الطالب في اجتياز الأزمات والمشكلات الأكاديمية التي يتعرض لها، مساهمة تتجلى بادئ ذي بدء في اختيار أنسب التخصصات والمواد الدراسية المناسبة لقدراته وميوله، ومساعدته على تحقيق النجاح في مشواره الجامعي.
– رعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين دراسيا وتشجيعهم وتوجيههم، والاحتفاظ  بكل معلوماتهم الشخصية : عناوينهم البريدية والإلكترونية وأرقام هواتفهم، محاولة إبقاء العلاقة موصولة بين المتخرجين وبين الجامعة ، ومحاولة إشراكهم في عملية استقبال الطلبة الجدد، لما لذلك من أهمية قد تعود بالنفع على  الجميع ، فالمعلومة تمر بسهولة من متخرج حديث من الجامعة إلى طالب التحق لتوه بالجامعة .
*تحقيق التوافق الاجتماعي، وهو أمر يؤدي إلى الالتزام بقيم ومعايير وأخلاقيات المجتمع والتفاعل الاجتماعي السليم مع الآخرين .
* تحقيق الصحة النفسية وهو الهدف العام الشامل للتوجيه والإرشاد ويرتبط بتحقيق التوافق
النفسي عن طريق حل مشكلات الطالب بنفسه، ويشمل الوقوف على أسباب المشكلات وأعراضها وكيفية القضاء على الأسباب وإزالة الأعراض.
*دراسة استعدادات وقدرات وإمكانات الطالب، بالإضافة إلى معرفة ميوله وحاجاته وتهيئة الفرص المناسبة لاكتساب أحسن قدر من التحصيل، ثم الإفادة من الخبرات التربوية التي لدى المرشد.
*إرشاد وتعليم الطلاب مهارات تنظيم الوقت والطرق المثلى للاستذكار والمراجعة ، فأغلب المشاكل التي يعاني منها طلبة الجامعة تتمثل في سوء توزيع وقتهم وفي طريقة المراجعة نفسها.
*تعليم الطالب بعض المهارات الشخصية والاجتماعية للتعامل مع البيئة الجديدة وكيفية مواجهة المشكلات المختلفة بأساليب وحلول ملائمة.
*تقديم المساعدات النفسية لحل المشكلات الشخصية الانفعالية عن طريق فنيات تأكيد الذات، والعمل على كيفية إشباع الحاجات، والمشاركة الانفعالية، وتسهيل عملية التنفيس الانفعالي، وكيفية تعاون الطالب مع المرشد حتى يتم حل مشكلاته تحت إشراف الفريق المختص .
*المساعدة للتخلص من الاعتماد على الغير وإلى الاستقلال، والاعتماد على النفس والتوافق النفسي .
الاستبصار بأسباب المشكلة واقتراح الحلول الممكنة.
* تعديل السلوك من خلال تنظيم مواقف التعلم المختلفة أثناء الجلسات أو من خلال الواجبات التي يعطيها المرشد للطالب لإنجازها.
*تحسين العملية الأكاديمية.
*الرقي بالمستوى السلوكي والديني عند الطالب ومساعدته لبناء فكر سوي مستمدٍ من تعاليم الشرع الحنيف.
*مساعدة الطلاب على التكيف مع الحياة الجامعية .
*عقد الندوات والمحاضرات ودورات تعزيز القدرات التي تساعد على تحسين الأداء الأكاديمي.
*التعاون مع أعضاء هيئة التدريس لإيجاد حلول مناسبة لمشكلات الطلاب .
*المشاركة في البرنامج التعريفي بالجامعة ومرافقها للطلاب المستجدين مع بداية كل عام.
*إصدار النشرات والكتيبات التثقيفية في مجالات الحياة المختلفة.
*تعريف الطالب بالأنظمة الجامعية.
*توضيح شروط وتبعات الانسحاب من الجامعة أو تأجيل الدراسة لفصل دراسي أو أكثر.

إن تجربة الجامعة في تبني قضايا طلابها ومد يد العون لهم وتوجيههم تعتبر دليلا واضحا على أهمية دور مراكز التوجيه والإرشاد في الجامعات،حيث إن أعداداً كبيرة من الطلاب استفادوا من المركز ومن الخدمات التي تقدمها الجامعة. وهذا يعني المساهمة في إعداد الإنسان الصالح الذي يقوم بدور فعال في المجتمع وذلك عن طريق الإشراف على نموه وتحقيق كفايته، وهو أمر يدخل ضمن سياق قضايا الأمة التي تهتم بشبابها وأبنائها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *