Home»Enseignement»لا زالت انحرافات أخلاقية لبعض تلامذتنا مستمرة ……

لا زالت انحرافات أخلاقية لبعض تلامذتنا مستمرة ……

0
Shares
PinterestGoogle+

       أصبحت لا تكاد تفتح إحدى الجرائد الالكترونية العنكبوتية حتى تطلعك على تصرفات منحرفة لبعض التلاميذ , كتلك التي تداولت عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حول تبادل القبل بين تلميذين بمدينة ميدلت ,الأدهى والأمر أن السلوك المحرم شرعا والمرفوض وضعا تم في الشارع العام حيث طلب مجموعة من المتمدرسين من تلميذ وتلميذة تبادل القبل علانية فيم أخذت لهما صور بالفيديو.

    ولعل الكثير من المتتبعين الكرام قد شاهدوا تلك الصور المشينة التي التقطت بالرباط وقريبا من مقر البرلمان , حيث تبادل جماعة من المنحرفين القبل علانية بدعوى التظاهر ضد اعتقال تلاميذ الناظور الذين توبعوا قضائيا نظرا لسلوكهم المشين والذي حركت مسطرته إحدى الجمعيات الحقوقية مشكورة ,الى أن فك صراحهم مؤقتا بناء على قناعة القاضي وحرصه على مستقبلهم مقابل التشدد معهم  حتى لا تتكرر مثل هذه الانحرافات. لكن بعض المنحرفين بالرباط  ممن لا ملة ولا دين لهم خرجوا الى الشارع يتبادلون القبل علانية بدعوى الاحتجاج .

        لست ممن يحب الخوض في مثل هذه المواضيع , لما تتميز به من ميوعة أخلاقية يستحسن عدم إعطائها حجما أكثر من حجمها. المغرب ولله الحمد ينعم بشباب واعي متعقل ملتزم بدينة ومرتبط بقيمه. لكن مثل هذه الحالات التي تتكرر بين الفينة والأخرى هنا وهناك , ويكون مسرحها تلاميذ لا زالوا في المرحلة الإعدادية, بمعنى في سن البراءة والأمل والطموح, ليحاول بعض المنحرفين المتمرسين الزج بهم الى عالم المراهقين الكبار, ويحاولون التمثيل أكثر منه التعبير مقلدين سلوكيات لا تناسب سنهم ولا تتماشى مع ميولاتهم . إلا أن المجتمع لا يرحم , حيث يعلم الجميع أن الفتاة التي تضبط في مثل هذه الحالات تصبح مصدرا للسخرية داخل مدرستها وجيرانها ومجتمعها. أما عائلتها ففي الكثير من الأحيان غائبة عن المشهد وغير متتبعة لهذا المنظر الكئيب , نظرا لانشغالاتها في المتاهات أو الهروب من الواقع ومعايشة الوضع بعسله وأشواكه….. الى أن يستفيقوا على فاجعة كفاجعة الناظور وغيرها. أو لن يستفيقوا الى أن يتمادى أبناؤهم في الانحراف ولن يجدوا وقتها حلا سوى التغاضي وغض البصر. فكيف لنا بفتيات لا يرجعن الى بيوتهن إلا في وقت متأخر من الليل؟, اللهم لا شماتة . ولكن…. ما تعيشه هذه الأسر من قلة التتبع وغياب المسؤولية لسنوات وسنوات , تاركين العنان لنزوات أبنائهم الذين انجروا وراء حريات مزعومة شعارها افعل ما تشاء بجسمك وعقلك تعيش دنياك كما تحب وتحيى وفق ما يروق لك , ويرفعون شعار اشبع غرائزك ونفسك المريضة  التي تجعلك تعيش عالم الحلم  والشذوذ والثورة على القيود التي وضعها ديننا الحنيف ليطهر نفسنا من جموحها ونزواتها وغرائزها التي توحي لنا بعالم دون قيود وتوهمنا بأن النفس البشرية حرة لا حدود لها .

     إن تكاثر مثل هذه الانحرافات السلوكية التي يباركها من ألفوا العيش خارج القيود, تستدعي من الأسر ومن المجتمع المدني ومن المشرفين على شؤون التربية ومن السلطات والمنتخبين , إعطاءها ما تستحق من عناية وأهمية , لما تشكله من خطر على جيل المستقبل وتدفع به الى الهاوية . نحن في حاجة الى مراجعة قوانيننا ومشاريعنا وخططنا وبرامج عملنا, بما يحقق وقعا على مجتمع يسير الى الانحراف ,لتحقيق نتائج أولية مفادها تخفيض نسبة الهدر المدرسي وإلزام الأسر بمتابعة تمدرس أبنائها وسلوكياتهم داخل المؤسسة وبمحيطها , ومحاربة أماكن بيع المخدرات , وتتبع دور الفساد والدعارة, والقيام بحملات أمنية للقبض على المتسكعين المنحرفين , وحملات توعية داخل مؤسساتنا التعليمية ومحيطها حيث يتجمع الكثير من شبابنا , لتحسيسهم بمخاطر هذه الانحرافات. وإعادة النظر في برامجنا التربوية بما يحقق الحفاظ على قيمنا الدينية والأخلاقية بدل وضعها في المراتب الثانوية, وتتبع مروج المخدرات قريبا من مؤسساتنا التعليمية وأحيانا داخلها بواسطة بعض التلاميذ الذين انجرفوا وراء هذا التيار , والتشدد مع كل الانحرافات السلوكية التي تحدث في الأماكن العامة عن طريق إشراك الآباء في قضايا أبنائهم ومتابعتعم ان اقتضى الأمر ذلك, سيما ان كان الأبناء قاصرون, ومراقبة أماكن بيع الخمور, ومنع الإعلام الخوض والترويج لمثل هذه الانحرافات ……

      مجتمعنا أصيل وذو عروق إسلامية , لكن غزو الإعلام الغربي وتنامي بعض الظواهر المشينة من تيارات أصبحت لها جذور داخل الوطن, وسكوت كل شرائح المجتمع عن الخوض في مثل هذه القضايا , بدعوى لكل امرئ شأن يغنيه. إنما مبررات واهية واعتبارات غير كافية لردع هذا البلاء الذي أصبح  يتجذر وينتشر كالجراد الذي يصيب المزارع ويتركها جرداء.

                     فهل من مستمع ؟ وهل من مجيب؟ أم كل واحد شأن يغنيه ؟ أو هذا الموضوع لا يعنيه …..

   

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *