Home»Enseignement»التعليم سبب تخلفنا

التعليم سبب تخلفنا

0
Shares
PinterestGoogle+

عندما  يتعلق  الأمر  بالفشل   في  ميدان
حساس  وخطير  مثل  التعليم  ،فالحدث  جلل
وخطير،والمنتظر- منطقيا –  بعده  حدوث
رجات  عميقة   في  البنية  السياسية
السائدة ومحاسبة  المسؤولين   والمقصرين
والفاسدين ،وبذل كل  الجهد  لعدم  تكرار
الفشل في  المستقبل ،لكن  في  المغرب  لا
شيء  من  ذلك  يحدث.لقد  كررنا  إعلانات
الفشل  والهزيمة  أكثر  من  مرة  ولم
نمتلك  الجرأة  ولو  مرة  لنقول  كفى .حتى
من  بحت  حناجرهم ،وأطلقوا العنان
لألسنتهم  تنديدا  بالفساد   وعسلوا
وعودهم  للشعب  ،غيروا  جلدهم  بمجرد
تذوقهم  حلاوة  السلطة ،فهادنوا  الفساد
،وفرطوا  في  تعليم  الشعب
وتوعيته،والنتيجة   استمرار هدر
الموارد و الإجهاز  على  حق  هذا الشعب
في  تعليم  جيد  ومجاني .  أليس الفشل  في
التعليم  معناه  الجناية  على   أجيال
بريئة ، وفرملة   لتقدم  الوطن  وتضييع
لفرص   النهوض  الحضاري  ؟

الأمة  اليابانية  تلهمنا دائما .قبل  ما
لا  يزيد  عن  قرن  وبضعة  عقود  كان  الشعب
الياباني   خارج  الحداثة  .وبفضل  ساسة
وطنيين  يمتلكون  رؤى  ثاقبة   إستطاعوا
وفي  ظرف  وجيز   صنع  ما    يعرف  بالمعجزة
اليابانية  .عزم  اليابانيون   معرفة  سبب
تخلفهم  و سر تفوق  الغرب  ،فكان من  بين
أهم  ما  اهتدوا   إليه  ،ضرورة   القضاء
على  افة  الأمية   و تحديث  التعليم
وجعله  إلزاميا  للجنسين .
نهضت  اليابان  سريعا   .ففي  ظرف  20عاما
أصبحت  قوة  إقليمية  يحسب  لها جيرانها
الروس  والصينيين  ألف حساب .لكن
اليابانيون أصروا  على   أن  يثبتوا
للجميع  أنهم  فعلا  شعب  يستحق  كل
التقدير.فقد  إستطاعوا   الخروج
ببلادهم   من  حرب  مدمرة   أجهزت  على
الكثير  من  البنيات  التحتية  للبلد
،وقتلت  عددا  كبيرا  من  خيرة  شبابها
وعلمائها ،وكان  بإمكان  هذه  الحرب  أن
تدفن  حلم  اليابان   في  الوجود  كقوة
إلى  الأبد .
بلد   صغير  المساحة،لم  تنصفه
الجغرافيا  كثيرا  ،ولم  يتكرم  عليه
باطن  أرضه  بالموارد   الطبيعية
،وتههده   النكبات  والكوارث  الطبيعية
بشكل  دائم ،ينجح  بشكل   خارق  في  إثبات
أن  التقدم   لا  سبيل  له  من  دون
الإهتمام  والإعتناء   بالمورد  البشري
والإستثمار  فيه  .
ليست  اليابان  فقط  ، فدول  صغيرة  جدا
مثل سنغفورة   تعطينا  دروسا  بليغة
وتشكل  مثالا  رائعا  لشعب صغير ، فقير
متعدد  الأعراق  تمكن  من  قهر  الصعوبات
،و التحول إلى  قوة  إقتصادية   وازنة  في
ظرف  وجيز ،اعتمادا على  وطنية  سياسييه
و على  عبقرية  أبنائه  التي  ساهم
نظامها   التعليمي  الرائد   في  تفجيرها
وجعلها  في  خدمة   البلد.
السؤال  الذي  كان  يطرح  في  اليابان  في
أوج  بؤسها   وتخلفها  ،هو  نفسه  نطرحه
نحن  اليوم  ،وهو  لماذا  تقدم  الاخر
وتخلفنا  نحن .لكن  الفرق   أننا طرحناه
أيضا  في  نفس  الزمن  الذي  طرحه  فيه
اليابانيون  ، وربما  قبل  ذلك  بكثير
،ومنذ  تلك  الفترة  ونحن  لا  زلنا  نطرحه
،دون  أن  نفعل  شيئا  ،أو  نحقق  ولو  ما
يدل فعلا  على  أننا   أفضل  حالا  من
الماضي  وأن  الزمن  لم  يتوقف  بنا.
وضعنا  التعليم  في  سلم  الأولويات
،واعتبرناه  قضية  وطنية ،وامتصت
المخططات  الإصلاحية  العقيمة
للسياسيين  الفاشلين   الكثير  من  موارد
البلد  ،لنجد  أنفسنا   مصنفين  تنمويا
خلف   دول   فاشلة  ،لها  على  الأقل   من
الأسباب   ما  يبرر  تخلفها .
لا  يصلح  التعليم أبدا  بوصفات  جاهزة  ،
ولا  بسياسات  إرتجالية  عشوائية  …إن
توفر   الإرادة  السياسية   عامل مهم و
حاسم  ،وكما  توضخ  تجارب  عديدة  ناجحة
،فإصلاح  التعليم  يجب  أن لا   يظل
معزولا ،بل  يجب  أن  يكون  ضمن  مخطط
إصلاحي  شامل   يستهدف   دمقرطة  الحياة
السياسية  ، وفصل  السلط   ،وإصلاح
الإدارة  ومحاربة  الفساد  …

16.12.2012

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. رشيد رشيد
    18/12/2012 at 13:11

    في أواخر السبعينات قرأت في مجلة الوطن العربي أن العدو الأكبر للأنظمة العربية هو رجال التعليم .أرادوا ويريدون أن نبقى أمة جاهلة حفاظا على كراسيهم.كما أنهم اوهموا الشعوب بأن رجال التعليم هم من ساهم في تدني مستوى التعليم ببلادنا مع العلم هم الذين سهروا على معاناتهم بتجميد أجورهم لإذلالهم حتى لا يسمع كلامهم الشعوب

  2. oujda
    18/12/2012 at 16:11

    اليابانيون فهموا المعنى الحفيفي للحداثة و لم يختزلوه في القطيعة مع ماضيهم و اعرافهم و ثقافتهم و استيراد ثقافات غريبة عن مجتمعهم و تصورات جاهزة او مشاريع جاهزة … كما ان اليابان لم يكن فيها من تعلق بالغرب و روج و يروج لأجندته …
    هذا هو الفرق بيننا و بينهم …

  3. sahmoudi amal
    18/12/2012 at 20:07

    قال نجيب محفوض:
    ……………إذا ظل التخلف في مجمعاتنا.فسيأتي السياح ليتفرجوا علينا بدلا من الآتار

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *