Home»International»لمَاذَا يَحْتَفلُ المُسْلمُونَ بمَوْلد سيد ولد آدَمَ وَلاَ فَخْرَ ؟

لمَاذَا يَحْتَفلُ المُسْلمُونَ بمَوْلد سيد ولد آدَمَ وَلاَ فَخْرَ ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

الدكتور عبد القادر بطار*

لمَاذَا يَحْتَفلُ المُسْلمُونَ بمَوْلد سيد ولد آدَمَ وَلاَ فَخْرَ ؟

سَأَلَ المَنْصورُ مَالكا رَحمَهُ اللهُ: أستقبلُ القبلةَ وأدعُو أم استقبلُ رَسولَ الله صلى اللهُ عليه وسلم؟ فَقَالَ مَالك: وَلمَ تَصرفُ وَجهكَ عَنهُ وَهُوَ وسيلتُكَ وَوَسيلَةُ أَبيكَ آدمَ إلى الله عَز وَجل يَوْمَ القيامَة.
تَعيشُ الأمةُ الإسلاميةُ في مَشارق الأرض ومغاربها، أجواءَ الاستعداد للاحتفال بمولد أفضل وأشرف الرسل والأنبياء على الإطلاق، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي مناسبة دينية عظمة، ومتعة روحية وعقلية وتاريخية تعيد لهذه الأمة العظيمة مجدها وتاريخها الحافل، وعطاءها الحضاري المتجدد والمستمر.
إن الغيرة على السنة النبوية الشريفة، والدعوة إلى التمسك بها، وإحيائها تقتضي حتما الغيرة على صاحبها عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ومحبته، وتعظيمه، وتوقيره والصلاة عليه.
صحيح أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، لم يحتفلوا بمولده صلى الله عليه وسلم، لأنهم كانوا يعيشون بين ظهرانه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فأغناهم وجوده عن هذا الاحتفال، كما أزال عنهم نورُه ظُلَمَ الشكوك والأوهام، وكذلك التابعون، كانوا قريبي عهد بالصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، فأغناهم ذلك عن الاحتفال بمولده عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وإن كان هؤلاء وأولئك جميعا يحتفلون به في كل لحظة وحين باتباع سنته وتمثل هديه.
لكن في زماننا هذا، ومن باب المصلحة التي لا تخفى على العقلاء من هذه الأمة، وإحياء لسننه فينبغي أن يحتفل المسلمون بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حدود ما تسمح به الضوابط الشرعية، والأصول المرعية، بل على المسلمين جميعهم أن يجتهدوا في إحياء هذه الذكرى العطرة، ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الذكرى التي تعيد للمسلمين شيئا من سننه وأيامه وهديه صلى الله عليه وسلم، التي يحاربها بعض المنتسبين إلى العلم تحت طائلة الابتداع.
أي عيب في أن يعرف المسلمون جوانب مشرقة من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدأ بنسبه الشريف، وسننه، وأيامه، حتى وفاته صلى الله عليه وسلم؟ وأي عيب في أن يعرف المسلمون أطرافا من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشمائله وخصائص نبوته، وقصة الدعوة الإسلامية ومراحلها ؟ وأي عيب في أن تخصص دروس ومحاضرات ولقاءات علمية مكثفة حول هذه المناسبة الدينية العظيمة؟
أرى والله أعلم، أن المفسدة كل المفسدة، هي محاربة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بدعوى أنه ابتداع في الدين … ماذا جنى أصحاب هذا القول غير السديد، وغير العلمي، وغير النضيج سوى إبعاد المسلمين عن سيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم. حتى إنك لتسأل اليوم كثيرا من المسلمين عن تاريخ ولادته صلى الله عليه وسلم، أو عن اسم أمه أو أبيه أو مرضعاته أو أبنائه صلى الله عليه وسلم … فلا تكاد تظفر بجواب شاف كاف في هذا الباب. وكيف تظفر بجواب شاف كاف إذا لم يعمل العلماء والمفكرون على تبصير الناس بأمور دينهم، سواء في ذكرى المولد النبوي الشريف أم في غيره من المناسبات الدينية.
إن أكبر بدعة تواجه المسلمين اليوم هي محاربة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بدعوى أنه لم يكن موجودا في زمان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين. وهل كان في زمان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كل هذه المخترعات التي ينعم بها وفيها كثير من أصحاب هذه الدعاوى غير النضيجة … إن الاحتفال بالمولد النبوي الشرف لا يدخل في الحديث النبوي الصحيح:  » من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » بل هو مجرد احتفال، الغرض منه ربط الأمة الإسلامية بنبيها عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وتذكيرها بجوانب من سيرة هذا النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم. على هؤلاء المسرفين الذين يعيقون فكر الأمة ويأبى بعضهم إلا يبعدهم عن شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما حلت ذكرى مولده عليه السلام بدعوى أن ذلك ابتداع في الدين أن يعيدوا النظر في مفهوم البدعة لأن الخلل آت من هذا الجانب.
وإذا كنا نؤكد على الدعوة إلى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، خصوصا في هذا الظرف من تاريخ أمتنا، فينبغي أن يكون احتفالنا في مستوى صاحب الذكرى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، في تمثل أخلاقه الفاضلة، والمعاملة الحسنة، والقدوة الطيبة، والسلوك الحميد، والتدين الصحيح … لا ينبغي أن نحول المولد النبوي الشريف إلى فضاء للتفسخ والانحلال الخلقي والفساد العقدي والمخالفة الصريحة للسنة النبوية المطهرة والتنافس في إظهار البدع والمخالفات الشرعية … إننا حين نؤكد على ضرورة الاحتفال بالمولد في هذا الشهر الكريم، شهر ربيع الأول، الذي اكتسب شرفه وفضله بولادة خير الأنبياء عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فيه فلأننا نعلم يقينا أن  » الأمكنة والأزمنة لا تشرف لذاتها، وإنما يحصل لها اشرف بما خصت به من المعاني » كما يقول العلماء.
ومن هذا المنطلق ينبغي للمسلمين أن يحترموا هذه الشهر الفضيل، الاحترام اللائق به، وأن يعظموه، بزيادة فعل البر وكثرة الخيرات. لأنه الشهر الذي ولد فيه خير خلق الله أجمعين نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وسلم.
وأحب أن أحيل القراء الكرام على كتاب  » المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النيات » لأبي عبد الله محمد بن محمد المالكي الفاسي المعروف بابن الحاج المتوفى سنة 737 هجرية فقد خصص فصلا مهما منه للمولد، تحدث فيه عن بعض البدع والمحرمات المحدثة في هذه المناسبة الدينية العظيمة وما ينبغي فعله في المولد بشكل عام.
وصفوة القول: فإنني أقول للذين يحاربون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، على ما يشتمل عليه قولهم من حرمان وجفاء، إنكم بسلوككم هذا المسلك غير الطبيعي وغير الواقعي تسهمون بشكل كبير في إبعاد المسلمين عن حياة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وهذا القول غير السديد وغير العلمي يحقق من المفاسد أكثر ما يجلب من المصالح :  » اتقوا الله في هذه الأمة العظيمة، أتركوها تحتفل بمولد نبيها صلوات الله وسلامه عليه، ففي هذا الاحتفال الخير كل الخير، ولو لم يكن فيه إلا إظهار شعائر الإسلام والتعريف بجوانب مشرقة من سيرة نبي الإسلام سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه لكفى.
* أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي بجامعة محمد الأول بوجدة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

6 Comments

  1. حسن زغلي
    31/01/2012 at 10:57

    يا أستاد قصة المنصور مع الامام مالك مكدوبة عند اهل الحديث والاختصاص ان شئت اكتب في الغوغل سأل المنصور مالكا أأستقبل القبلة وأدعو ام أستقبل رسول الله ص وستقرأأسباب ضعف هده القصة ثم أسألك يا أستاد أقيمة رسول الله ص تساوي يوم واحد كلا بل تساوي 365يوما وكل مادكرته من أفعال يجب ان تكون خلال ايام السنة كاملة أرجو يا أستاد أن لا تدكر افكار و اقوال ضعيفة

  2. حسن
    31/01/2012 at 11:09

    ابحث في الغوغل عما يلي قصص لا تثبت عن أئمة المداهب الاربعة3554

  3. نوح شملال
    31/01/2012 at 13:50

    بسم الله الرحمان الرحيم
    فهذه القصة التي ذكرتها على الامام مالك فهي من الكذب وسندها ضعيف كما بين ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية وخاصة أن فيها خلاف ما يعتقد الامام مالك فيما يخص التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، يقول ابن تيمية: وهذه الحكاية منقطعة، فإن محمد بن حميد الرازي لم يَدرك مالكا، لاسيما في زمن أبي جعفر المنصور وهو مع هذا ضعيف عند أكثر أهل الحديث، كذبه أبو زُرْعَة، وابن وارة، وقال صالح بن محمد الأسدي: ما رأيت أحداً أجرأ على الله منه وأحذق بالكذب منه ـ وقال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير ـ وقال النسائي: ليس بثقة ـ وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ـ وفي الإسناد أيضا من لا تعرف حاله، وأصحاب مالك متفقون على أنه بمثل هذا النقل لا يثبت عن مالك قول له في مسألة في الفقه، وهي مناقضة لمذهب مالك من وجوه أحدها: قوله: أستقبلُ القبلة وأدعُو؟ أم أستقبلُ رسول اللّه وأدعُو؟ فقال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم ـ فإن المعروف عن مالك وغيره من الأئمة وسائر السلف من الصحابة والتابعين، أن الداعي إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم أراد أن يدعو لنفسه فإنه يستقبل القبلة ويدعو في مسجده، ولا يستقبل القبر ويدعو لنفسه، بل إنما يستقبل القبر عند السلام على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء له ـ هذا قول أكثر العلماء كمالك في إحدى الروايتين والشافعي وأحمد وغيرهم. راجع مجموع الفتاوى وكذلك كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة.

  4. نوح شملال
    31/01/2012 at 14:19

    فقولك ان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم يعيد للامة تاريخها ومجدها فهو مخالف للواقع لكون هذا الاحتفال له ازيد من مئات السنين ولم نر لا تاريخا ولا مجدا لا في الدين ولا في الدنيا. وكفى دحضا لشرعية الاحتفال بالمولد ما ذكرته ان الصحابة والتابعين ومنهم الامام مالك لم يحتفلوا به، إذا كان هؤلاء وهم خير الناس لم يسنوه فمن نحن لنفعل ذلك، أما الأعذار التي ذكرتها من عيشهم بين ظهراني النبوة او قرب منها وأن الاحتفال من المصلحة لبعد الناس عن الدين فلا حجة لك فيه لكون النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بالعلاج وهو الرجوع إلى الدين كتابا وسنة وبفهم السلف الصالح لا بالاحتفال بمولده.
    هذا الاحتفال الذي جعله كثير من اهل العلم قديما وحديثا من البدع ومن المحدثات لو كان فيه خير لما غفل عنه الصحابة الكرام ولا التابعين ، وخاصة ان أول ظهوره كان على يد الدولة الفاطمية الشيعية اليهودية بعد القرن الرابع الهجري أو ما يقارب.
    اما قولك أن هذا تذكير للمسلم فنقول كما قيل: إن ذكرى الرسول – صلى الله عليه وسلم- تتجدد مع المسلم، ويرتبط بها المسلم كلما ذكر اسمه – صلى الله عليه وسلم- في الأذان والإقامة، والخطب، وكلما ردد المسلم الشهادتين بعد الوضوء، وفي الصلوات الخمس، وكلما صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلواته وعند ذكره، وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً واجباً أو مستحباً مما شرعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فإنه بذلك يتذكره، ويصل إليه من الأجر مثل أجر العامل …. وهكذا المسلم دائماً يحي ذكرى الرسول ويرتبط به في الليل والنهار طول عمره بما شرعه الله، لا في يوم مولده فقط، وبما هو بدعة ومخالفة لسنته، فإن ذلك يبعد عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- ويتبرأ منه.

  5. نوح شملال
    31/01/2012 at 20:55

    وماذا جنى المسلمون باحتفالهم بهذا المولد ما يزيد على الف سنة، فأغلبهم لا يعرفون حقيقة نبيهم ودعوته، وهذا كله بسبب ابتعا
    دنا عن ديننا وفهمه الصحيح، بل وتمسكنا بامور بدعية لا تمت لهذا الدين بصلة، ومعرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا وسيرة لا يكون بطرق مبتدعة وإنما بوسائل شرعية كالتي اعتمدها الصحابة الكرام لتعلم السنة.
    والعجيب في الأمر ان هؤلاء الذين تتهمم بمحاربة سنة وهو قولهم ببدعية المولد هم أقرب الناس تمسكهم بالسنة قولا وفعلا، فتجد توحيدهم موافق لتوحيد الصحابة وصلاتهم وغيرها من العبادات العملية أقرب ما تكون إلى ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينتظرون يوما في السنة ليظهروا حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم احتفالا بمولده، ناهيك عن ما يقع في هذا اليوم من اختلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء وزيارة الأضرحة للتبرك بها وخير دليل ما سينقله موقع وجدة سيتي في ذلك وما نقله العام الماضي والأرشيف امامكم.

    أما الكتاب الذي ذكرته لابن الحاج العربي وهو  » المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النيات » فهو حجة عليك لا لك لكونه حرم الاحتفال بالمولد وجعله من البدع كقوله: ثم انظر رحمنا الله وإياك إلى مخالفة السنة ما أشنعها ألا ترى أنهم لما ابتدعوا فعل المولد على ما تقدم تشوفت نفوس النساء لفعل ذلك وقد تقدم ما في مولد الرجال من البدع والمخالفة للسلف الماضين رضي الله عنهم أجمعين راجع بداية الجزء الثاني من الكتاب.

  6. عبد القادر بطار
    31/01/2012 at 21:05

    ما قاله الأخ الفاضل نوح شملال وإن كنت لا أعرفه إلا من خلال حواشيه على مقالاتي فيه كثير من الصواب، ولكن أحب أن أنقل له وللقراء الكرام ما قاله العلامة المغربي محمد الطالب بن الحاج في حاشيته على ميارة الصغير الجزء الثاني الصفحة 122 دار الفكر الطبعة الرابعة 1987 بخصوص الرواية التي يضعفها
    يقول: وسأله المنصور أي -الإمام مالك- عن ذلك بقوله: أستقبلُ القبلةَ وأدعُو أم استقبلُ رَسولَ الله صلى اللهُ عليه وسلم؟ فَقَالَ مَالك: وَلمَ تَصرفُ وَجهكَ عَنهُ وَهُوَ وسيلتُكَ وَوَسيلَةُ أَبيكَ آدمَ إلى الله عَز وَجل يَوْمَ القيامَة
    وقال مالك في المبسوط لا أرى أن يقف عند القبر ويدعو لكن يسلم ويمضي، قال ابن فرحون: ولعل ذلك ليس اختلاف قول، فإنما أمر المنصور بذلك لأنه يعلم ما يدعو به، ويعلم آداب الدعاء بين يديه صلى الله عليه وسلم، فأمن عليه سوء الأدب فأفتاه بذلك، وأفتى العامة أن يسلموا وينصرفوا لئلا يدعو تلقاء وجهه الكريم صلى الله عليه وسلم، ويتوسلوا به في حضرته إلى الله العظيم فيما لا ينبغي الدعاء به وفيما يكره أو يحرم، فمقاصد الناس وأسرارهم مختلفة، وأكثرهم لا يقوم بآداب الدعاء، ولا يعرفها فلذلك أمرهم مالك بالسلام والانصراف، قال: ورأيت مما نسب للشيخ تقي الدين ابن تيمية في مناسكه: ولا يدعو هناك مستقبل الحجرة ولا يصلي إليها ولا يقبلها فإن ذلك منهي عنه، باتفاق الأئمة، ومالك من أعظم الأئمة كراهية لذلك، والحكاية المروية عنه أنه أمر المنصور أن يستقبل القبر وقت الدعاء كذب على مالك
    وليس ما حكاه من الاتفاق بصحيح ولا النهي المروي عن مالك للتحريم، بل للكراهة ولا على إطلاقه، بالنسبة إلى كل أحد كما تقدم في كلام ابن فرحون ولا الحكاية بكذب بل هي ثابتة عن مالك، وابن تيمية هذا كان جاحدا جافيا
    انتهى كلام العلامة المغربي المحقق محمد الطالب بن الحاج

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *