برنامج انتخابي لبرلماني افتراضي

برنامج انتخابي لبرلماني افتراضي
لا عيب في أنه قرر منذ الآن أن يصبح مترشحاً للانتخابات البرلمانية القادمة في الولاية التشريعية المقبلة ، هذا إذا كتبت له ولنا الحياة إلى ذلك الوقت ، فهو ليس مستعجلاً . وكأي مقبل على خوض هذه التجربة ، يتوفر على برنامج انتخابي متنوع ومفصل . هكذا يفعلون ، يعدون بأمور فوق طاقتهم ، وفوق طاقة ميزانية الدولة ، بل أحياناً فوق مقدور جند سليمان الحكيم . وفي الأخير ، يسجل عليهم أن وعدوا وأخلفوا لتنتهي ولايتهم وقد انتفعوا لأنفسهم من بيت المال . اسم الحزب الذي ينتمي إليه لا يهم بقدر ما تهم دوافعه ، حيث لاحظ أن لا أحد تطرق ، خلال الحملات الانتخابية السابقة بما فيها التي سبقت اقتراع 25 نونبر 2011 ، إلى مثل البرنامج الذي اشتغل عليه وسطره ، وسيعمل جاهداً على تنفيذه . ومن بين استراتيجياته الرئيسية التي يعتبرها ميثاق شرف سيلتزم به ، يقول هذا المرشح :
» لن أعد المنتخبين بالرفع من الأجور لفائدة الشغيلة والمتقاعدين لأنني لن أستطيع فعل ذلك ،
لن أعدهم برفع المستوى الأدنى للأجر اليومي لأن الأمر لن يكون بيدي ،
لن أعدهم بالخفض من قيمة الضرائب التي تثقل كاهل ذوي الدخول لأن الدولة ، بل كل الدول تمشي على سكة منجزة من طرف خبراء في الاقتصاد السياسي ،
لن أعدهم بتوظيف المعطلين حاملي الشهادات الدنيا والعليا لأنه لم يعد من اختصاص أحد ،
لن أعدهم بشق الطرق وإنشاء القناطر لفك العزلة على الطرف الآخر المنسي من البلاد لأنه لن يسمح لي بالتصريح بذلك ،
لن أعدهم بالكهربة القروية ، أو التزويد بالماء الصالح للشرب ، أو تبليط الأزقة ، أو توفير الإنارة ، أو خلق المجالات الخضراء ، أو الحد من ظواهر سلبية تتميز بها بلادنا واستعصى عليها حلها ، ولا نجدها في بلدان أخرى .
كل هذا يتحقق في إطار تفاوضي عبر قنوات مشتركة بين السلطات الحكومية المختلفة التي يعرفها الجميع والمحاورين في مختلف الميادين ،
ولأبرئ ذمتي ، لن أولِم أحداً قبل وبعد الانتخابات ، وسأكون دائماً ضد كل ما هو ضد منفعة الشعب «
ثم يسترسل مرشحنا الفريد في حديثه ويقول : » لن أكذب على المتعاطفين معي والمصوتين لصالحي ، إن الدافع الأول هو تلك الأجرة العالية التي ستنقلني إلى الحياة في مستوى معيشي أحسن وأفضل ، بدءاً بشراء سيارة فخمة وشقة رفيعة في العاصمة ، ثم التمتع بالأكل والشرب المتنوعين ، والفسحات وتناول الوجبات في المطاعم الفخمة ، والتبضع من المراكز التجارية المميزة ، والأسفار من حين لآخر خارج الوطن . مللت من التغذية غير الغنية وغير المتوازنة ، المحتوية على قليل من اللحم وكثيرمن الخبز والخضر وقدور العدس والفاصوليا التي لم تعد معدتي تستسيغها . درسوا لنا في المدرسة بأن العدس غني بمادة الحديد ، ورغم ذلك ، فإنني أكرهه ولو كان يحتوي على الذهب .
لنفترض أنني فزت في الانتخابات وأصبحت من أولئك المحظوظين والمنعم عليهم ، فعندما سيتم استدعائي لحضور جلسات البرلمان ، خصوصاً في الحصص الزوالية ، لا مانع لو نمت لدقائق تحت تأثير التخمة من الأكل الدسم ، فقد شوهد برلمانيونا وأعضاء حكومتنا المحترمين وهم نيام . فطوبى لهم النوم الهنيء والراحة البدنية والنفسية ، أما من صوتوا عليهم ، » فلا عجلة على صلاح » .
يقترح هذا البرلماني الافتراضي رمزه الانتخابي العجيب ، وهو يدافع عنه ويقول :
» صوتوا على برنامجي الانتخابي بوضع علامة X على صورة الحمار « حاشى لكم .
صحيح ، مع العلم أنه حيوان مشهور وذو شعبية واسعة في المغرب ، اجتنبه برلمانيونا وراحوا يفتشون عن رموز بعيدة شيئاً ما عن الواقع . ولا عيب إن اختاره مرشحنا ، فقد اختاره قبله أقدم أحد الحزبين السياسيين الأمريكيين ، حزب الديمقراطيين الذي تأسس منذ سنة 1792 ، والذي استطاع تحقيق رخاء اجتماعي وازدهار اقتصادي على مدى فترات حكمه .
أحمـد أوحنـي – مراسل وكاتب صحافي – أفورار – المغرب





Aucun commentaire