Home»International»هولندا: نواب ملكـيـون أكثر من المـلـك

هولندا: نواب ملكـيـون أكثر من المـلـك

0
Shares
PinterestGoogle+

هولندا: ملكـيـون أكثر من المـلـك
تناولت أغلب الجرائد الهولندية وبعض القنوات التلفزيونية الأسبوع الماضي,  موضوع منع دخول الامـام المغراوي الى الأراضي الهولندية , للمشاركة في ندوة تحت عنوان  » المسلم بين الاستقامة والمغريات », تنظمها مؤسسة السنة بمدينة لاهـاي , بمناسبة افتتاح مسجد السنة بعد اتمـام توسعته. وذلك من 23 ال27 دجنبر من الشهر الجاري.
ولقد أثار موضوع منع دخول الامام المغراوي الى هولندا في الوهلة الأولى, اليميني المتطرف فيلدرسWilders رئيس حزب الحرية , والمشارك في الحكومة الهولندية الحالية. وهو معروف بطبيعة الحال , بمواقفه المعادية للاسلام والمسلمين, وصاحب فيلم  » فتنة » المثير للجدل.
لكن الذي يدعو الى الدهشة والاستغراب والتحسر, هو دخول نائبين برلمانيين من أصل مغربي على الخط . النائبة الاولى وهي التي لم تفتح فمها ولم مرة واحدة طيلة وجودها داخل قبة البرلمان الهولندي  ,خصوصا لما كان  فيلدرس يتهجم ليس فقط  على المسلمين و على قرآنهم ورسولهم  ,بل على الجالية المغربية بكل أطيافها ومكوناتها مستعملا في ذلك أسلوب التعميم, أي دون أن يستثني أحدا. السيدة النائبة , وفي برنامج أذ يع يوم الثلاثاء6 دجنبر ,تدخلت بصفة غريبة ومخجلة, مطالبة كلا من وزيري الداخلية والخارجية في الحكومة الهولندية , بعدم منح الفيزا للامام المغراوي, وبالتالي منعه من دخول هولندا , مما دفع بصاحب البرنامج, المذيع الهولندي ,بتلقين درس في المبادئ الأولية في السياسة لنائبتنا من أصل مغربي , وتذكيرها بأنها تعيش في هولندا حيث حرية التعبير مضمونة ومسموحة للجميع, وأن وجود الامام المغراوي في هولندا لن يغير من الواقع شيئا , لأن الشباب المغربي لن يسمع الى هذا النوع من الفتاوي خصوصا ماقيل عن الزواج ببنت التسع سنوات.
النائبة المحترمة أصرت على كلامها ,كون الامام ربما سيؤثر على الجيل الأول من الجالية المغربية بفتاويه الغير مقبولة في بلد متحضر مثل هولندا. وهذا التحليل التافه, يدخل في اطار العهارة السياسية ليس الا, لانه لايوجد مغربي واحد في جاليتنا المغربية بهولندا, التي يبلغ تعدادها 400.000 نسمة, متزوج ببنت في التاسعة من عمرها أو سيسمع الى هذا النوع من الفتاوي ان وجد ت أصلا.
في اعتقادنا ان السيدة النائبة ارتكبت خطأ جسيما, وأعطت اشارة خاطئة الى السلظات الهولندية لكي تمنع مواطنا مغربيا من دخول هولندا. وكان عليها أن تلتزم الصمت كما فعلته طيلة وجودها في البرلمان , لما كان  النائب فيلدرس ولايزال, يشهر بالمغاربة ويوسخ صورتهم.
نحن هنا لاندافع على الامـام المغراوي ولانعرفه أصلا , ولكن من ناحية المبدأ ,ندافع عن كل مغربي يريد أن يأتي الى هولندا للمشاركة في أي ندوة أو مؤتمر, و نشجب أن يقوم أبناء جلدته, مصطفين الى جانب الأحزاب اليمينية المتطرفة لنشر هذه الزوبعة وهذا اللغط السياسي. لأن مثل هذا الأمر المشين , سيكون له تداعياته فيما بعد, وسيصبح ذريعة يستعملها اليمين المتطرف لمنع الزوار المغاربة للدخول الى هولندا مستقبلا,  علما أن الحكومة اليمينية الحالية متشددة ومتطرفة حتى النخاغ فيما يخص ملف الهجرة.
أما فيما يخص النائب البرلماني الآخر, وهوكذلك من أصل مغربي وينتمي الى حزب العمل مثل زميلته السابقة الذكر .  فمنذ دخوله الى البرلمان الحالي, ظهر 3 مرات على شاشة التلفزيون الهولندي: المرة الاولى ظهر فيها يرقص وسط الشواذ جنسيا بمدينة أمستردام,  ولاندري ماهي الرسالة التي كان يريد أن يوصلها الى المجتمع الهولندي , رغم أن الجالية المغربية وأنا واحد منها, ندرك تمام الادراك, و واعون تمام الوعي , بأننا نعيش في بلد لبيرالي ولادخل لنا في حرية الأفراد . أضف الى هذا , فنحن نطبق نصيحة الاباء والأجداد التي تقول: « اذا مررت بشخص يركب على حمار, فقل له مبروك عليك الحصان » .
المرة الثانية التي ظهر فيها نائبنا المحترم, هي لما جاء باقتراح شاذ ,يطالب فيه بلدية أمستردام بخلق شرطة خاصة بلباس مدني وترتدي القبعة اليهودية, وعند تجولها بشوارع أمستردام, ستمسك بسهولة بكل الشباب الطائش حسب رأيه, الذين يسخرون من الجالية اليهودية بأمسنردام وهو يقصد الشباب المغربي بطبيعة الحال. وهذا الاقتراح الغريب والاعتباطي والذي لم يصغ له أي هولندي, لم يأت حتى من طرف السيد كوهين , عمدة مدينة أمستردام  عاصمة هولندا, رغم أنه هولندي من أصل يهودي , والذي بالمناسبة كانت تربطه علاقة طيبة مع كل الأجانب, وخصوصا الجالية المغربية البالغ عددها أزيد من   60.000 نسمة . ولا نظن أن السيد العمدة كان أقل ذكاء من نائبنا المحترم  حتى تغيب عنه هذه الخزعبلات, بل عكس ذلك, كان انسانا محترما , يؤمن بالتعايش ويحل مشاكل مدينته باحترافية كبيرة .
أما المرة الثالثة التي ظهر فيها النائب المحترم  خلال هذه السنة, تتعلق بالنقاش الذي لا زال دائرا لحد الان , والمتعلق بمنع الذ بيحة على الطريقة الاسلامية , كما تنادي بذلك بعض الأحزاب الهولندية وخصوصا حزب » الرفق بالحيوان » , فلقد أجازنائبنا المحترم من خلال فتوى عن فقيه ادعى بأنه يعرفه بمدينة أمستردام , ضرب الذبيحة بالصعقة الكهربائية ثم ذبحها , رغم أن جميع المسلمين بهولندا والبالغ عددهم مليون نسمة,يرفضون هذه المسألة المخالفة للشرع, وهم يدافعون على الذبيحة بالطريقة الاسلامية, ويرفضون أي قانون سيصدر في هذا الشأن .
أما اذا انتقلنا الى فرنسا , فاننا نجد أن السيد الطاهر بنجلون , والذي لم يتعلم من خلال وجوده ببلاد الغربة سوى الفرنكفونية والكبرياء, راينا كيف تهجم الأسبوع الماضي على حزب العدالة والتنمية الفائز في الانتخابات الأخيرة, و الذي اتهمه بالشعبوية  والظلامية. السيد الكاتب لم يحترم فقط  شعور المغاربة واختياراتهم , بل لم يحترم كذلك قواعد اللعبة ا لمتعارف عليها في البلدان المتحضرة , حيث  يجب الكف عن التهجم على الأحزاب المتنافسة, مباشرة بعد ظهور النتائج, ونتمنى أن يستفيد السيد الطاهر بنجلون من الحكمة الصينية التي تقول  » كلمــا كبرت السنبلة انحنت, وكلما تعمق العــالـم تواضع ». أما الوزيرة الحالية في الحكومة الفرنسية  من أصل جزائري, فلقد صرحت بدورها , بأنه لايوجد اسلام معتدل وآخــر متطرف , بل الاسلام واحد , وهو عقيدة  لاتصلح للحرية والديموقراطية .
أخيرا , لقد حاولت المنظمات والجمعيات المغربية ونحن من بينها طيلة السنوات الأخيرة,  بتشجيع الشباب المغربي على الانخراط  داخل الأحزاب الهولندية , من أجل التأثير من الداخل لمصلحة المجتمع الهولندي أولا, وقصد خدمة قضايا وطننا الأصلي ثانيا, لكن ما نخشاه مستقبلا, هو أن لايصوت أفراد الجالية المغربية في هولندا على  مرشحين هولنديين من أصل مغربي في الانتخابات المقبلة, لأنهم يشعرون فعلا بالاحباط  والمرارة, من خلال هذه التصرفات الطائشة والتصريحات المجانية لهؤلاء.
نعم ,انها محنتنا مع هؤلاء الذين يسعون الى  » خالف , تعرف » ولكن التاريخ يسجل على الجميع ولايرحم أحدا, خصوصا أولئك الذين يريدون أن يكونوا  » كاتوليكيين أكثر من البابــا « .

لحـسن بنـمريت
مؤسسة افــاق للتعليم والثقافة – هولندا

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *