Home»MRE»كـورونا : انعدام المسؤولية وغياب الوعي وتزويـرالوثائق

كـورونا : انعدام المسؤولية وغياب الوعي وتزويـرالوثائق

1
Shares
PinterestGoogle+

بقلم لحسن بنمريت عزاوي هولندا
لا شك أن جائحة كورونا قاتلة وفتاكة، وحصدت الكثير من الأرواح سواء في المغرب أو في بلدان أخرى. كما أثرت على الاقتصاد العالمي وغيرت من سلوكيات البشر وتسببت في الفقرالمدقع.
في هذا الشأن،قام المغرب بقيادة صاحب الجلالة بمجهودات جبارة لمحاربة هذا الوباء والحد من تداعياته، وعمل جلالته بفضل تدخلاته المباركة بتوفيـر اللقاح بكميات كبيرة، في الوقت التي كانت تعاني فيه أوروبا من نقص حاد .وهذا كله من فضل الله أولا، وبحكمة وتبصر وحنكة صاحب الجلالة نصره الله .أما الأطر الطبية من ممرضين وممرضات ودكاترة وأطرمختلفة، عبروا كلهم عن احترافية كبيرة في تدبيرالأمور سواء تعلق الأمر با للجنة العلمية أوالنصائح والتحاليل والتصورات والسناريوهات التي تنشروتقـدم عـبر وسائل الاعلام من طرف اخصائيين متمرسين.وما يقال عن الأطقم الطبية ينطبق كذلك على رجال الأمن والسلطة وكل المؤسسات التي قامت بواجبها على الوجه الأكمل ولا زال الطريق طويلا للتخلص من هذا الوباء الفتاك .
أمام كل هذا ، تبقى المصيبة الكبيرة هي شريحة كبيرة من المواطنين المتهورين .غياب الوعي وانعدام المسؤولية واللامبالاة والتهور، تلكم هي السمة لمجموعة كبيرة من المغاربة التي تطالب الدولة بتوفيركل شيء ،ولا تريد القيام باي شيء، يساعد المغرب على تجاوز هذه المحنة التي بلغت أوجها في الأسابيع الأخيرة. والتي يمكن لا قدر الله، أن تتسبب في انهيار المنظومة الصحية بكاملها وهذا وارد جدا.حفلات وأعراس في كل مكان والتي أصبحت بؤرا للوباء ،تقام خلسة في البساتين والبوادي بعيدا عن أعين السلطة.الكمامات لا وجود لها وان وجدت فانها توضع بطريقة لا معنى لها،بحيث تغطي الذقن وليس الفم والأنف كما هو مطلوب .المسافة المطلوبة غير واردة تماما. .الساحات العمومية تعج بالبشر وكأنك في موسم الحج .المقاهي مملوءة عن آخرها وبين كل مقهى ومقهى توجد مقهى أخرى يجلسون فيها جماعات تصل أحيانا الى 7 أو 8 أفراد يتوسطهم براد شاي ويتجاذبون أطراف الحديث وكأنهم يعيشون في كوكب آخر.أما شاطىئ السعيدية أوالجوهرة الزرقاء كما تسمى، فان رجال الأمن يفرغون الشارع الرئيسي الوحيد من السيارات ويوجهون البشرالى أزقة أخرى ، ويطالبون المارة بالانصراف الى منازلهم احتراما للوقت التي وضعته الدولة في الوقت الذي كان على الجميع التقيد بالتعليمات.علما،أن رجال السطة يقومون بواجبهم ويسهرون على سلامة المواطنين، لكن مع الأسف الشديد،هناك شريحة كبيرة من البشرلا تلتزم بالقوانين المطلوبة، ولا تستجيب للتعليمات ،ولا تكترث بالاحترازات . ركبنا الطائرة عائدين من وجدة الى هولندا.أزيد من 30 في المائة يضعون الكمامات تحت الأنف بدعوى عامل الحرارة رغم اجباريتها.أطفال يمشون ويتحركون ويركضون داخل الطائرة وهي تطير في السماء وكأنهم في ملعب بحي شعبي، مما جعل قائد الطائرة ينفجرغضبا في المكروفون ،رغم أنه طلب منهم مرتين متتاليتين وبطريقة مؤدبة أن يضبطوا أطفالهم في مقاعدهم، ولكن لا حياة لمن تنادي.أما بالنسبة للوثائق المطلوبة الخاصة بالتلقيح فهناك الكثير من الاختلالات والتزوير. ولا حديث بين الناس هذه الأيام في هولندا الاعن الوثائق المزورة وكأن الأمراصبح من البطولات والعنتريات.جوازات التلقيح تباع في بلجيكا وهولندا ويكفي أن تضع فيها معلومات المسافرأوالمسافرة.وثائق التلقيح المتعلقة ب (ب س ر) ترسل الى المغرب دون المرور بالمختبرات الرسمية التي توجد في جل المدن المغربية. مما يعني في المحصلة نشر الفيروس داخل طائرة يركبها ويمكث فيها أزيد من 200 مسافر ومسافرة لأزيد من 4 ساعات .ولعلكم تتخيلون خطورة هذا الأمر تجاه أناس أبرياء يمكن أن يتعرضوا للخطر في أية لحظة. انها قمة الوقاحة والدناءة والاجرام المنظم. ولا يسعنا هنا الا أن نطالب المسؤولين باتخاذ التدابير الجزرية في هذا الاطار واصدارعقوبات قاسية ضد هؤلاء المجرمين دون رحمة ولا شفقة ونحن نثمن ما تقوم به السلطات المختصة في هذا الباب .علما أن هولندا،ضبطت قبل شهرين 27 شخصا من أصول مغربية بمطار امستردام، متوجهون الى المغرب بأوراق تلقيح مزورة،ومن اعمار مختلفة تصل الى 70 سنة. السلطات الهولندية نشرت ذلك في الأخبار والتلفزات الرسمية الرئيسية وفرضت عليهم غرامات ومنعتهم من السفر.
التزوير يقوم به كذلك اجناس أخرى ونحو وجهات مختلفة،لكن نحن نتكلم هنا على بلدنا وعلى جاليتنا ،علما أن صاحب الجلالة نصره الله قام بتوفير جميع الظروف الملائمة لاستقبال مغاربة العالم وعمل على تخفيض تكاليف السفر.وقامت حكومة جلالته بمجهودات جبارة من توفير الطائرات والبواخر. فكيف ياترى تقابلهم مجموعة منا بهذه الأعمال المشينة المتمثلة في عدم الانضباط والتزويروالتجرد من كل انسانية ومسؤولية ؟ والله انه عيب كبير،أن نرى مثل هذه السلوكات سواء من طرف مغاربة الداخل أو الخارج . ثم ما الذي يمنعنا أن نساعـد بلدنا على تجاوز هذه المحنة ؟ لماذا لا نستطيع تغيير سلوكنا ونكف عن عقد الولائم و جمع أفراد كبيرة من العائلة في صالات مغلقة،يفرحون ساعة ويقرحون أسابيع وربما نفقدهم الى الأبد . قلبنا يتعصر دما لما نفقـد أقاربنا وأطرنا وأطباءنا جراء سلوك أرعـن نتحمل نحن مسؤوليته .الدولة تقوم بواجبها والقنوات التلفزيونية تقدم يوميا ولعدة مرات كل الطرق والاحترازات التي يجب اتباعها تجنبا لانتشار الوباء ولكن مع الأسف الشديد، هناك من لايريد الخير لهذا البلد ولا يحب أن يسمع أو يطبق أو يلتزم . هل يعلم هؤلاء أنه لا يوجد دواء ناجع للوباء ؟ هل تدرك هذه الفئة أن المستشفيات في المغرب مملوءة عن آخرها بمرضى الكوفيد وآخرها ما يجري بمدينة وجـدة التي بلغ الوباء فيها ذروته ولم يعد هناك سرير واحد فارغ سواء بالمستشفى الجامعي أو بمستشفى الفارابي؟ هل يعلم هؤلاءالذين يلجأون الى الوثائق المزورة أنهم يهددون صحة المواطنين ويؤثرون على الحملة الوطنبة للتلقيح التي تسير بطريقة فعالة كما ذكرنا سابقا .كما أنهم يشوهون سمعة المغرب بالخارج سواء بأوروبا أو كندا التي علقت رحلاتها مع المغرب وتركيا في الطريق .
الأوروبيون وصلوا الى قناعة واحدة وهي الانضباط التام والتقيد بما تطلبه الحكومات واللجان العلمية المكلفة .كما أنهم أدركوأن اللقاح أصبح ضروريا.أما النقاش البزنطي الذي كان في الأول حول أخذ اللقاح من عدمه لم يعد قائما، لأن النتائج العلمية في جل الدول أثبتت فعلية اللقاح . كما أن أخبار السوق و صوراليوتوب أصبحت متجاوزة أمام خطورة الوباء الذي أتى على الأخضر واليابس . أخيرا ندعو الله عز وجل أن يرفع عنا هذه الجائحة ،ونطالب الفئة الشاردة منا ،أن ترجع الى رشدها وتتقيد بما تصدره الدولة من تعليمات واحترازات لتجاوز هذه الظروف العصيبة لانقاد المزيد من الأرواح سواء تعلق الأمربعائلاتنا واقاربنا أوأطرنا ومواطنينا بصفة عامة وقبل هذا وذاك، حماية لأنفسنا لأن الجميع معرض للخطرلا قدر الله .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *