Home»Correspondants»بوكوس في حالة تَلَبُّس

بوكوس في حالة تَلَبُّس

0
Shares
PinterestGoogle+

                                           رمضان مصباح الإدريسي

لا يختلف اثنان في كون الأمازيغيات المغربية،وهن ديمقراطيات – خلافا لأوتوقراطية الاركامية – دخلن الطريق السيار من المنفذ الرسمي. استللن بطاقة العبور- قادمات من عمق الكلام المغربي،بما هو تاريخ أيضا – ونفذن عبر الضوء الأخضر إلى هذه المحجة الشاسعة التي تصل بين قلوب جميع المغاربة؛تماما كالطرق السيارة لا تترك مدينة،مهما صغرت، إلا ونفذت إليها بمدار.

في الطريق السيار ليس لك أن تتوقف، تنزُّها ؛وليس لك حتى أن تُسلحف(من السلحفاة) سرعتك.

خارج محطات الاستراحة، وحتى التأمل إن شئت، ليس لك إلا أن تُسرع .

بهذا المعنى « الطرقي » فهم المواطنون دسترة الأمازيغية.مَن عَلِمها مِن أمه وجَدَّتِه فقد علِمها ؛ومن جهلها ،منهما،استبشر خيرا ،ووثِق في إخوته الأمازيغ ،وفي لسانهم المثلث(اختزالا فقط)؛ واطمأن إلى حذقهم في تعلم وتعليم اللغات- خصوصا العربية العالمة -وانتظر أن يزداد نوره اللغوي بضوء مصباح.

بل حتى أضلاع المثلث اللغوي – ثمازيغث،ثشلحيث ،ثاريفيث- توقعت أن تتماهى مع بعضها البعض ،في خط مستقيم؛يرتسم برفق وتؤدة. دون عَسف المعيار.

لا معيارَ سلسا أنجعَ من معيار التراكم العفوي،العالِم والشعبي. إن التثاقف يتجاوز شرط الزمن؛ومهما استعجلناه،لا يتحقق إلا عبر مساره الطبيعي كله،ووفق شروطه الذاتية/البنيوية التي تتحكم فيها عوامل عديدة ؛لا دخل لنا فيها،غالبا .

أيننا اليوم ،في كل هذه المُسماة « تامزغا »،من ألسن الفنيقيين ،الرومان،الوندال ؟

عبروا في كلام عابر- معهم وبعدهم -وصمدت اللغات التي توفرت لها شروط الصمود؛دينية كانت أو اجتماعية ،اقتصادية ،ثقافية،وحتى استعمارية..

وعلى من يجادل في هذا أن يستفتي المغاربة عن صيت الفنان « رويشة »، وإيقاع « موحا ولحسين » ،وفن « الروايس ».

لم يكن حب المواطنين لهؤلاء بحاجة إلى دسترة،ولا إلى معيرة.

ولو انفتح الإبداع الأمازيغي –شعرا ،رواية وغيرهما- على كل المواطنين ،بالحرف الذي يتقنون،لوجدت له محبين ونقادا؛ على غرار الفلكلور الشعبي الأمازيغي.

شخصيا تتبعت،بشغف واندهاش، حلقات الأستاذ بودهان الثلاث – بهسبريس- التي خصصها لتقديم الكاتب المغربي – حتى لا أحصر النعت في الأمازيغي- ميمون أمسبريذ لقراء العربية؛وقد انتهيت إلى ما انتهى إليه ،من كوننا أمام اشراقات إبداعية سامقة وسامية ،تعتبر فعلا مآلا – حتى قبل الأوان – لما يطمح إليه الإبداع الأمازيغي.

وانتهيت أيضا إلى اعتبار هذه الثلاثية ،من الأستاذ، أفضل إقناعا بالقضية من كل أساطير المظلومية،ومقامات الشذوذ الجنسي.

إن المعيار ينبني تلقائيا- ولايهم الزمن- وكلما أصررنا على بنائه،على هوانا،صرنا متعسفين.

(بعد الدسترة) من عَلِم الأمازيغية حمد وشكر –واعتز- ولم يفكر أبدا في غد يُرمى فيه بالجهل،وتعتبر أمازيغيته سقط متاع.

لم يدُر بخلده أن عصبية ابن خلدون لا تزال فاعلة؛إن لم يكن في بناء الدولة ،ففي بناء السيادة للغة « سُويْس « ،ولو بدون قرآن ؛ كما حصل مع لغة قريش،بالقرآن ،الشعراء ،المال ،وحتى اللات والعُزَّى.

مع كامل التقدير لعامة أهل سوس الذين أَنْطَقوا أغلب الثروة المغربية ب »تشلحيت »؛دون أن تكون لهم نية قطع الألسن الأخرى ؛عصبية وقهرا. وتاجرُ الحي بالباب – كما كان الأعرابي بالنسبة للنحاة – لمن يُشكك في هذا؛فهو يدير تجارته ببخل لغوي كبير،لأنه يحدثك بلسانك فقط،حتى ولو رغبت في لسانه.لا يزيدك عن « مانزاكين؟ »

ولو فُرض عليه أن يبيع السوسية،أيضا،للساكنة، لأغلق دكانه وانصرف .

فمن أين السعي إلى فرض « ثُشلحيث » عصبية لغوية وطنية،مهيمنة على ما سواها؟

من أين تهريب خطاب التأسيس ؛من أجدير إلى أكادير؟

من أين ترجمة الدستور –سياسيا ولغويا- إلى لسان الاركام ؛دون أدنى  » زلل » يقوده صوب ألسن القبائل؟

من أين كل الهجمة التي تعرضت لها شذرات من ترجمة شخصية، زناتية/ريفية، لبعض الدستور( انظر أرشيف هسبريس)؟

من أين كراهية الحرف العربي ،ومحاربة الاركامية – بسبق إصرار وترصد- للفظ العربي،مهما تمزغ ؛وكأنه خلايا سرطانية في الجسد الأمازيغي؟

من أين الحرص على مَخْبَرة فصحى أمازيغية ، لالزوم لها ؛ولم يطالب بها أحد؟

وللإنصاف فتجار سوس – على الأقل من خالطت- لايديرون سجلاتهم إلا بالأبجدية العربية.

أضيف ،اليوم،هؤلاء إلى شهود الإثبات من رجالات سوس العالمة.

يتأسس على هذا كون القضية الأمازيغية – في ملتي واعتقادي،كما يقول شيخ المعرة- قضية تدبير دولتي توازني؛اصطنع نخبة وَلاَّها الصدارة،ومكنها من ميزانية؛لتُحْكِم إغلاقَ الأبواب اللغوية والتثاقفية ،وليس فتحها ؛كما يوهم الخطاب الرائج.أو على الأقل هذا ما يعكسه واقع الحال ،كما يجري على ألسنة النشطاء.

ولنا في السبعة رجال الذين انسحبوا من المجلس الإداري للاركام-غِب تأسيسه- خير دليل.لقد رفضوا أن يكونوا « كمبارس » في شريط ،يحكي الحكاية التي يريد؛وليس التي يريد خُلَّصُ القضية.

ولنا في « حمق » الإعراض عن الحرفين العربي واللاتيني لفائدة حرف لم تدخره ،جامدا ،غير صخور الطوارق ،خير دليل على مدى حبكة الملهاة.(للإشارة فالطوارق استبدلوه اليوم باللاتيني).

رادار في الطريق السيار:

على ضوء هذا يسهل علينا أن نُموقع كلام العميد بوكوس؛ونحن نراه لا يجد بدا من الاعتراف بفشل الاركام في مهامه؛ حتى وهو يُعدد بعض الأداءات – خصوصا التعليمية- التي يراها ناجحة.

فشل يعلقه على مشجب « جهات سياسية معارضة لتفناغ » ؛دون أن يحددها تحديد مناضل صادق في خدمة قضيته.

سيدي: الدودة من قلب التفاحة.لا أريح للمعارضة من تفناغ إياها ،لأنها حاملة لفيروس الموت ،وليس نقص المناعة فقط.     تفناغ مفتاح إغلاق ؛وأنت من وُليت أمرَ سبكه. وها أنت ،بدل العدول عنه،تدافع وتستنصر.

تفناغ رادار قمع السرعة في الطريق السيار الذي فتحته الدسترة في وجه الأمازيغيات؛ولو وردتْ بالمفرد في المتن الدستوري.

لولا الدرك من الغلاة لأفضت الأمازيغية إلى كل القلوب؛ولما كنتم اليوم تراوحون قاعة الانتظار؛رغم أن بحوزتكم ظهيرا ملكيا ،ورهن مهامكم مؤسسة ملكية ،أحكمتم إغلاقها على أنفسكم ،كما أغلقتم اللغة.

تنتظرون القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية؛وهي مُفعلة منذ الأزل اللغوي في المغرب القديم ،بالكيفية التي جرت بها الأحوال الاجتماعية والثقافية والسياسية؛سَلِسة، دون إكراه.

بل بالكيفية التي دبرت بها دول أمازيغية أحوالها.

تستغيثون بالقانون التنظيمي لأنكم أفسدتم قانون السير القديم. صنعتم لغة تحت الطلب ،وتبحثون لها عن نصير.

تستغيثون بسلطة الدولة ،ووراءكم أكثر من عشرية،من البحث اللغوي والتربوي.أيوجد فشل أكثر من هذا؟

ألا يقوم هذا أيضا دليلا على أن الملهاة مردودة – شعبيا –عليكم؛وعلى أن الأقفال لم تَصمُد؟

أيمكن اعتراض مجرى السيل العرم؛كما أفضى إلينا من كل التعايش الألسني القديم؟

هل تَحَكَّمنا في انقراض اللغات التي عبرت في كلام عابر ،حتى نتحكم اليوم في الأمازيغيات التي صمدت؟

ماعساه يضيف هذا القانون الذي تنتظرون؛دون أن تنتبهوا إلى أن ما بين يديكم أقوى وأنجع ؛لو أخلصتم للقضية ؟

هل توجد مهزلة أكثر من معهد أكاديمي ينتظر قانونا لينوب عنه في الإقناع ؛وبالإلزام؟

« لمْحبة ماشِي بْيَد المخزن« .

وثالثة الأثافي أن تنتظروا القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات؛وهو،في حد ذاته، دليل دستوري على فشل الاركام في المهمة اللغوية والثقافية التي أنيطت به؛مهما تكن بواطنها.

اليوم، عَدَل المشرع عن رهان النخبة، الحاملة لسياسة لغوية مخزنية؛ليحدد معالم الطريق نحو التثاقف الحقيقي، والبناء الذي يقدم المفاتيح على الأقفال.

يمكن الاطمئنان ،من الآن، إلى أن هذا المجلس الوطني – وسيكون مفتوحا- لن يسايركم في قتل الأمازيغيات؛وإكراه المواطنين على حرف كرهه حتى سدنته في الصحراء.

لملموا راداراتكم من الطريق السيار ،ودعوهن يعبرن صوب بعضهن البعض ،وصوب قلوب الجميع.

http://sidizekri.blogvie.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Anonyme
    15/02/2016 at 20:48

    بوركت من صادق مقنع جاهر بالحق !
    أتابعك بشغف.
    شكرا.

  2. AÏT HASSOU Itto - Luxembourg
    16/02/2016 at 11:45

    أشكر كاتب المقال
    و كان عليه أن لم يفعله بعد أن يراسل الحكومة كما فعلنا
    فكل اللسانيون باوربا و المستشرقون منهم و خاصة المختصون باللهجات الامازيغية يحذرون
    من لغة المختبر و التيفناغ
    ومن كل من يسعى الى قتل لهجاتنا الامازيغية التي هي ملك للمغاربة
    لذا كان اللاتنيون قد أعرضوا عن اللاتينية كلغة ام ليحافظوا على لهجاتهم من فرنسية و اسبانية و إيطالية
    فكيف لنا أن نقتل لهجانتا الحية و التي كتبت و تكتب بالحرف العربي ان نحاول خلق لغة لا ماضي و لاحاضر و لا مستقبل لها و هذا ما توصلنا اليه بعد بحوثات و دراسات دامت 5 سنوات.
    فثقبايليت يدرسها القرنسيون منذ قرن و لن يغيروا ذلك ابدا
    فالمقاربة العلمية الصحيحية و النقية تحذرنا من استعمال كاقاتنا و المال العام المغاربي لقتل لهجاتنا

    باختصار ز كما اشرنا اليه سابقا بحكم تعاملنا سابقا كناشطات في هطا المحال
    و تعرفنا على المجموعة الانجيليية التي نجحت في تسويق خطابها العنصري لكي تخلق حربا أهلية

    محور الانجيليين هو
    العلمانية كوسيلة لتكريه الإسلام و التمكن بنشر دين ىخر
    العلم الامازيغي الذي ليس له مع الامازيغية و لا من الامازيغي ة شيء و السنة الامازيعية
    لكي يتمكن الانجيلينون من إعادة تسويق السنة العربية 4091 و العلم العربي كما جرى ذلك في غرداية ( و للأسف الغت الحكومة الجزائرية القلم الذي كان على يوتيوب يوضح هذا)
    الانجيليون يريدون خلق مليشيات بعد العلم و السنة
    ثم الاقتتال الخ

    نحن لا نحلم و انما عاشرناهم لننا كنا طالبات و ناشطات و لم نتعرف على مشروعهم الا بعد وقت معم

    لا تنسوا التاريخ . التاريخ لم يقل ابدا بان البربر كانوا يتكلمون لغة واحدة ابدا ابدا ابدا
    و لا نتسوا ان كل ما في المغرب فللمغاربة قاطبة
    في الشأن اللغوي نتحدث غالبا عن العرق
    و هذا خطا
    قمن تكلم العربية عربي
    و من تكلم الفرنسية فرنسي
    و من تكلم تمازيعت امازيغي
    لا
    لهذا فمحبتنا للغة ما عي شيء طبيعي موجود في كل الحضارات و كل العصور
    من فضلكم كاتبوا الحكومة للنهوض بلهجاتنا المغربية الجميلة التي يحبها الجميع
    شكرا دزيلا لصاحب المقال
    و لصاحب الموقع
    و للمغاربة
    و يحيى ملكنا محمد السادس

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *