Home»Enseignement»نظرات في المناهج النقدية الحديثة: من المنهج الاجتماعي إلى المنهج البنيوي الجزء(7)

نظرات في المناهج النقدية الحديثة: من المنهج الاجتماعي إلى المنهج البنيوي الجزء(7)

0
Shares
PinterestGoogle+

نظرات في المناهج النقدية الحديثة: من المنهج الاجتماعي إلى المنهج البنيوي الجزء(7)

بقلم: د –  خالد عيادي

منظرو المنهج البنيوي التكويني:

لكل منهج علمي أو توجه فلسفي منظرون ومفكرون يعملون على إرساء الأسس والمبادئ، ويجتهدون في تشكيل المعالم النظرية لهذا المنهج أو ذلك التوجه.. بحيث ينالون الحظ الأوفر في تحمل التبعات والحسنات. وعليه فإن المنهج البنيوي التكويني لا يكاد يذكر إلا وتبادر إلى الذهن كل من « جورج لوكاتش » و »لوسيان كولدمان »، الذين كان لهما الفضل في صياغة وتشكيل النقد السوسيولوجي. وإذا كان لزاما علينا أن نقدم ترجمة لهذين الناقدين، فإنه حري بنا أن نبدأ بالترجمة للناقد الفيلسوف « جورج لوكاتش » الذي ولد عام 1885م ومات عام 1971م، عن عمر يناهز خمسة وثمانين عاما. إذ عاصر « جورج لوكاتش » تلميذه « لوسيان كولدمان ». فما بين وفاتهما عام فقط.

 لقد بدأ « جورج لوكاتش » حياته الفكرية والفلسفية ظاهراتيا، والظاهراتية([1]) مذهب فلسفي مثالي أسسه « هوسيرل »، يؤمن بأن الوعي موجه نحو الموضوع، وأن الأحاسيس وحدها هي الموضوع المباشر للمعرفة. وتعتمد هذه النظرية المعرفية، الظاهراتية، على قولة: « ليس هناك موضوع بدون ذات ». أما منطلقاتها الأساسية فهي:

أولا: عدم تجاوز التجربة الذاتية.

ثانيا: اعتبار موضوع المعرفة وعيا خالصا متعاليا.

لقد انتهى « جورج لوكاتش » شيوعيا متشبعا بالفكر « الهيجيلي »، ([2]) ويتجلى هذا الفكر في كتابيه: « الروح والأشكال » 1922 م. و »نظرية الرواية » 1930م. حيث وضح الأسس المنهجية لتحليل بنيوي ظاهراتي يربط كافة الأشكال الأدبية بالبنى الاقتصادية.

ألف « جورج لوكاتش » كتبا أخرى تؤسس للسوسيولوجية الأدبية مثل: « الرواية كملحمة بورجوازية » وقد ترجمه « جورج طرابيشي » سنة 1979م. و »الرواية التاريخية » وقد ترجمه « صالح جواد الكاظم » سنة 1978. و »بلزاك والواقعية الفرنسية  » المؤلف سنة 1951م. أما فيما يخص المفاهيم النقدية والسوسيولوجية التي جاء بها هذا الناقد الفيلسوف، والتي تعتبر المنطلقات الأساسية في فكر « لوسيان كولدمان » وغيره من أصحاب السوسيولوجية الأدبية، فنذكر بعضها:

أولا: الأدب عنده تمثيل نموذجي للواقع.

ثانيا: الأدب لا يقوم على التصوير الفوتوغرافي للواقع إذ أنه يشكل عالما خياليا غنيا.

ثالثا: كل عمل أدبي يحتوي على بنيات دالة أو بنية دالة واحدة.

رابعا: اللغة عنده وسيلة وليست غاية.

خامسا: المؤلف لا يهم. الذي يهم هو كيف عكس الحقيقة الواقعية؟

سادسا: ضرورة تجنب التفسير الميكانيكي للأعمال الأدبية اعتمادا على معتقدات المبدعين وعلى انتماءاتهم، نظرا للاختلاف القائم بين العمل الأدبي، بوصفه إبداعا، وبين المعتقد أو الانتماء المذهبي([3]).

وخلاصة لما سلف فإن منهج « لوكاتش » النقدي ينهض على أساس من المادية الجدلية التاريخية. المتأثرة بأفكار كل من « هيجل » و »كانط »([4]). حيث نجده يوظف مصطلحات « هيجل » مثل مصطلحي « الوعي الخير » و »الوعي الشرير ».

…………………………………………………………………………………………………………………………………….

([1]) الموسوعة الفلسفية. لجنة من العلماء السوفييت- ترجمة سمير كرم. دار الطليعة- بيروت- ط 7- 1997- ص 472.

([2]) نظرية الرواية،  » جورج لوكاتش » ترجمة الحسين سحبان، منشورات التل الرباط، ط 1- 1989 ص 8.

([3]) النقد الأدبي المعاصر د: حيدة جميلة- مرجع مذكور- ص 243- 244.

([4]) البنيوية التكوينية والنقد الأدبي جماعة من النقاد- مرجع مذكور. ص 163.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *