Home»Débats»محاولة إشعال الفتيل بين القصر وبنكيران لعبة قديمة

محاولة إشعال الفتيل بين القصر وبنكيران لعبة قديمة

0
Shares
PinterestGoogle+

يبدو أن السيد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يعي جيدا ما يقول حينما يلح على دور الملك في دعم الإصلاح وحماية الديمقراطية… قد ينزعج بعض الناس- ومنهم أعضاء حزبه- من هذا التأكيد « المبالغ فيه » على دور الملك في ضمان الاستقرار. ولكن حين نتأمل الأمر قليلا ، نجد أن نقطة القوة عند بنكيران هي أنه استطاع بحنكته وتبصره منذ ثلاثة عقود أن يطبع العلاقة بين الحركة الإسلامية -أو جزء كبير منها- والقصر، وبعبارة أخرى استطاع أن ينزع الفتيل بين الإسلاميين والملك ، حتى وصل الأمر إلى علاقة « سمن على عسل » كما صرح بنكيران نفسه في برنامج بلا حدود ». و إذا رجعنا إلى التاريخ القريب، وجدنا أن العداء بين الحاكم و المعارضة الإسلامية، ليس في المغرب فحسب،  كان بسبب تقارير مخابراتية كاذبة أو وشايايات كيدية وتشويه للحقائق وتصوير الإسلاميين على أنهم وحوش ضارية وكائنات دموية لا تحسن إلى القتل والبطش و زعزعة الأمن والاستقرار. لكن بنكيران في المغرب استطاع أن يثبت للعالم تهافت هذا الرأي وتمكن من فضح سياسة الاستئصال والإقصاء التي بدأت أطراف انتهازية بتطبيقها، قبيل الانتخابات الأخيرة. ولهذا تحاول المعارضة توجيه ضرباتها وتركيز سهامها إلى نقطة العلاقة بين بنكيران -ومن ورائه « العدالة والتنمية »- والملك. مما يفسر الحملة الإعلامية الشرسة والقائمة على ترويج أخبار عارية من الصحة من قبيل: غضبة الملك على بنكيران، توبيخ الملك لوزراء العدالة والتنمية،… وبعدها يتضح أن الأمر مجرد اختلاق وأكاذيب.

مناسبة هذا الكلام هو ما قرأته للسيد العقيد المتقاعد محمد الملوكي، الذي عنون مقاله ب  » قطعة قرميد ملكي على رأس بنكيران » حتى يوهم القارئ أن العلاقة بين الملك ورئيس الحكومة جد سيئة، و غاية في التوتر، وبالتالي يتعذر تنفيذ أي برنامج، وهي مقدمة لإخراج الإسلاميين وإسقاط حكومتهم التي بدأت فعلا تضع القطاع على السكة. نفس المنطق نجده عند السيد رمضان مصباح ، حين يتحدث عن أطروحة « مخزنة الشعب » وارتباط المغاربة بملكهم من جهة، و يلمح إلى بطء أداء بنكيران الذي يستعمل الإبل في زمن الطائرات وكأنه وحزبه كائنات غريبة جاءت من كوكب آخر وتريد إفساد العلاقة بين الملك والشعب !! وسوف يتضح الأمر في مقال آخر، لكن هذه المرة مع رمز كبير من رموز الحركة الإسلامية المغربية وهو فضيلة العلامة أحمد الريسوني الذي انتقد طقوس البيعة من الناحية الشكلية ووجه للملك نصيحة بأسلوب جد مؤدب. فتحولت هذه الملاحظة في الشكل عند السيد مصباح إلى الطعن في أصل البيعة وهو ما لم يقله الريسوني أبدا منذ عرفناه رئيسا لرابطة العمل الإسلامي بالمغرب ثم رئيسا لحركة التوحيد والإصلاح سابقا. و يمكن للمتتبع أن يرجع إلى مقالات الشيخ وتصريحاته في « الراية » وفي « التجديد » بخصوص موضوع بيعة الملك وتأصيلها الشرعي.

و خلاصة القول إن كثيرا مما تروجه وسائل الإعلام غير دقيق و سرعان ما بنقلب ضدها، ومنه تهويل الأزمة الاقتصادية، والطعن في نزاهة بعض أعضاء الحكومة « الملتحية ». ولكن أخطر سلاح تستعمله بعض الأطراف هو اختلاق التوتر بين رئيس الحكومة وملك البلاد لأنهم يعلمون أن قوة بنكيران يستمدها من ثقة الملك ثم ثقة الشعب.

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *