Home»Débats»انفلونزا الانحراف بالمؤسسات التعليمية تهدد منظومتنا التربوية بالسكتة القلبية

انفلونزا الانحراف بالمؤسسات التعليمية تهدد منظومتنا التربوية بالسكتة القلبية

0
Shares
PinterestGoogle+

انفلونزا الانحراف بالمؤسسات التعليمية

تغيرت الأوضاع بالوسط التعليمي ، فلم يعد كما كان عليه في السابق ، حيث كانت التربية قبل التعليم و الأخلاق قبل النبوغ . عندما كان المدرس والدا يؤدي واجبه الوطني حبا في المهنة و اقتناعا بالرسالة و ليس لمجرد الحصول على راتب عند آخر كل شهر ،وكان للتلميذ هدف واحد هو التعلم و الخضوع لتكوين لتنمية المكتسبات و اكتساب مهارات جديدة تمكنهم من ولوج سوق العمل عن جدارة و استحقاق وليس لمجرد أنه ابن فلان أو يقرب لعلان . تغير كل شيء بدءا من المنظومة التعليمية المتخبطة بين حواجز سوء التدبير ، و انتهاء بالقوانين الجديدة التي جاءت بها المذكرات الصادرة عن وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي و التي منحت امتيازات كثر للتلميذ جعلت منه يحسب نفسه منزها عن المساءلات و المحاسبة بعدما صارت الأطر الإدارية تتحاشى هدا النوع من الإجراءات لما يكون له من انعكاسات وخيمة تشمل في كثير من الأحيان حالات اعتراض السبيل و التهديد، فصار الانحراف ينشر ظله بالمؤسسات التعليمية وتيرة تزداد حدتها سنويا و تتفاقم معها مأساوية الوضع و رداءة الموقف التي جعلت من الوزارة في موقف لا تحسد عليه أمام أنظار الرأي العام ، خاصة و أن أولياء الأمور يحيلون ما آل إليه مستوى التعليم بالبلاد أساسا إلى سوء التدبير و يحملون الوزارة و الأطر الإدارية مسؤولية انحراف التلاميذ و تعاطيهم لجملة من السلوكيات اللاأخلاقية داخل حرم المؤسسة و خارجها . كان بودنا قول غير ذلك و اعتبار هذا
اللوم الذي أعرب عنه أعداد هامة من الآباء مجرد مجاز في التعبير و مبالغة متولدة عن قلق طبيعي للآباء على حال أبناءهم و مستقبلهم داخل فضاء يقضون به اغلب وقتهم، لكن الحقيقة غير ذلك و الواقع أكبر من تفنيد هذا الادعاء فما صار متداولا يفرض علينا الاعتراف بان حال التعليم قد تدهور كثيرا ليس من وم أو سنة و إنما مند سنوات خلت أي مند أن تم تفعيل مجموعة من المقترحات الوزارية التي مازلت بعيدة كل البعد عن مجتمعنا المغربي و التنكر لمطالب الأسرة التعليمية التي قابلت الوضع بتوالي الإضرابات و التعاطي للمهنة و كأنها تحصيل حاصل متناسين أخلاقياتها و قواعدها الأساسية التي تروم أساسا إلى اعتبار المدرس مربيا و ليس مجرد ملقن نظري و قبل كل ذلك معاملته كأب فاضل لكل تلميذ يعيش أكبر فترة من الحول على مقعد بفصل يسيره هذا الرب المحترم … التدخين بشكل علني و تعاطي المخدرات و التحرش الجنسي و العلاقات الغرامية على المقاعد الدراسية و العلاقات الارتجالية الخارجة عن نطاق الحدود بين الأستاذ و التلميذ و غيرها من أشكال الانحراف التي صارت عادية داخل المؤسسات التعليمية ، تمارس أمام أعين الأطر بأكملهم من المدير إلى الحارس العام والأستاذ و حتى « الشاوش » و يتم تداولها و كأنها جزء لا يتجزأ من الروتين المدرسي الذي يعاود نفسه كل يوم دون أن يقابل بالحساب ، فالتدخين مثلا يلقى إقبالا مكثفا داخل المؤسسات التعليمية من لدن التلاميذ
ذكورا و إناثا ، لما لا و المسؤولون عن المراقبة و زجر المخالفات نيام و الأكبر من ذلك أنهم يمارسون نفس الفعل ، إذ نجد أن الأستاذ يقبل على إشعال سيجارته أمام أعين التلاميذ .. فلا يكون أمامهم غير التشبه بقدوتهم لصالحة « الأستاذ » . أما السكر فحدث و لا حرج إذ بلغ الوضع أوجه مع دخول بعض العناصر الجريئة الفصل في حالة سكر كاملة و ما يصاحب هذا من هلوسة و خروج عن حدود الوعي ، الشيء الذي يتحول إلى مضايقات و عرقلة للتحصيل الدراسي و اندلاع اشتباكات بين التلاميذ و حالات
فزع بين التلاميذ . أما التحرش الجنسي فهو حاضر بقوة بين التلاميذ أو بين الأستاذ و تلميذته و هاهنا تظهر حالات جديدة من التجاوز و تتمثل في الهندام المدرسي الغائب و إقبال بعض الفتيات على ملابس لا ليق بالوسط التعليمي و لا بالجو الدراسي ببهرجة مفرطة و كأننا نتحدث عن مدرجات هوليود أو بوليود و ليس عن تلميذات يحملن صفة الدراسة و يحضرن للقسم لاكتساب أصول التربية التي يظهر جليا أنهن لا يعرفن عنها شيئا….أمام كل هذه الممارسات التي ينكرها أي عقل بشري يعتمد المنطق كمنهاج -تلتزم الإدارة بالمؤسسات التعليمية موقفا غامضا بسكوتها على المواقف الخاطئة و تغاضيها عن المحاسبة في كتفاء غير مفهوم بلفت النظر أو التحذير من محاولة تكرير الفعل الذي يحضر مرة و اثنتين و مالا نهاية من ذلك مادام التلميذ يعي جيدا عجز الجهة الأكثر قدرة على ردع الموقف و عدم قدرتها على اتخاذ إجراء في حقه ، لما لا يجدر به ارتكاب مزيد من المخالفات و تجاوز التعاطي للمخدرات و التدخين إلى التزوير و دخول عالم الانترنيت من زواياه السلبية و تقليد المشاهد الغرامية الدرامية بشكل واقعي مع زميلة له بمحاذاة جدران المؤسسة و داخل حجراتها ، لما تلتزم التلميذة بارتداء وزرتها أو زيها المحتشم المناسب لوضعها الاجتماعي مادامت بهرجتها و تأنقها الفاضح لا يدفع الحارس العام أو الأستاذ على إلزامها بإحضار ولي الأمر و إتباع المسطرة المتعلقة بهذا الإطار .. إذا كان الانحراف قد صار ظاهرة حاضرة بقوة في الساحة التعليمية، فالذنب ليس بيد التلميذ فقط، فإن كان هو الفاعل و مقترف الخطأ ، فالمخطئ الأكبر هو المسؤول الذي اغفل دوره في المراقبة و تفعيل القانون و تطبيقه على كل من سولت له نفسه تجاوز القواعد الرئيسية التي يخضع لها التلميذ و الأستاذ و المؤسسة و المجتمع بأسره ، المخطئ هو كل ولي أمر انشغل بعمله وظن أن مسؤولية كولي أمر تنحصر
في توفير المأكل والمنزل و اللوازم الدراسية و كل احتياجات الابن و إغراقه بالمال الذي يستغله في أمور لا يعي أنه يهدم بها نفسه قبل أن يضر الآخرين ، و اهتم بالجانب المادي غير معير أدنى اهتمام للجانب المعنوي و التربوي الذي يحتكم إلى العقلانية و الصرامة المنحصرة في إطار الجدية التي تفرض عليه كأب متابعة شؤون أبناءه و مراقبة تصرفاتهم و التواصل المستمر مع الإدارة للتعرف عن كثب على سلوك أبناءه داخل المؤسسة و ليس مجرد القول أنه قائما بواجبه و كفيل بنيل صفة الأب المثالي ، إذ غاليا ما تجده يقول »أنا ولادي مربيين ميقدروش يديرو شي حاجا ، أنا كنشريلهم لي بغاو » ….إن مشكل الانحراف لن يزول بقول أو تهديد و إنما بتكافل بين الجهات، كل حسب ما يملي عليه ضمير و منصبه
ووضعيته بالنسبة للتلميذ في سبيل ضحد تجارب دخيلة على مجتمعنا و ثقافتنا و حضارتنا العربية و قبل كل ذلك تربيتنا التي نشا عليها الأسلاف فحققوا في كنفها ما نعجز اليوم على الوصول إليه .
الشرق الان أسماء بنعثمان

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. رجل تعليم
    17/12/2011 at 22:33

    المقال يفغضح الجرائم التي يساهم فيها الجميع من الأسرة إلى المدرسة والمجتمع فلو أن المجتمع قام كرجل واحد بالحزم والجدية والصرامة لماوصل الوضع كما هو موصوف في المقال

  2. Anonyme
    18/12/2011 at 11:24

    كفانا تشخيصا وتوصيفا للامراض التي يعيشها المجتمع لما لا نتحدث عن التلاميذ والابناء النجباءالذين يدرسون في نفس المؤسسة مع التلاميذ الموصوفين في هذا المقال ونعرف منهم الوصفة والطريقة التي ينتهيجونها لعلها تكون مفيدة وحافز للاخرين للاقتداء؟الكل اصبح طبيبا مختصا في تشخيص الداء دون ان يصف الدواء ان ازمة الابناء والتلاميذ اعمق من اتخاذ اجراءات عقابية في حقهم لتحسين سلوكاتهم ،اننا بهذه الطريقة قد نعالج المظاهر دون علاج العمق ،الكثير من الابناء تغيروا بين عشية وضحاها لانهم وجدوا من ينصت لهم ويوجههم ويقنعهم يجب ان نعترف نحن الكبار اننا متفوقين نضجا على ابنائنا ولكن ليس ذكاءفاذا اتسطعنا توجيه نضجنا نحو ذكائهم نجحنا اما اذا اصطدم نضجنا بذكائهم اصبح وبالا علينا وعليهم والحديث يطول

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *