Home»Débats»إلى قادة الخليجي: لم تسددوا لا ورودا و لا صدورا

إلى قادة الخليجي: لم تسددوا لا ورودا و لا صدورا

0
Shares
PinterestGoogle+

 » لا تطلب عونا من قوي؛فلو كان قويا حقا لأعانك دون أن تطلب »
حكمة روسية
شكرا عبد الباري عطوان:
كنت سأكتفي بقراءة مرافعتك  القيمة عنا ,تحت عنوان : »نأسف لا مكان للمغرب والأردن » ,المنشورة بموقع القدس العربي ؛وربما أعقب مع المعقبين,أسفله, شاكرا لك- على غرارهم- مروءتك ونزاهتك ,ومقدرا مدى الغبن الذي أحسست به ؛وأنت ترى أغنياء العرب يشيحون بوجوههم عن فقرائهم ,مستعيدين-مع ادراك الفارق- لحظة الخطأ ,ربما النبوي,الذي سجله  القرآن الكريم :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ……
سورة عبس
إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ؛فلا يهمنا هنا الخلاف حول  من المخاطب بالآيات .
كنت سأقف عند هذا الحد لولا أنني سبق أن نشرت بهيسبريس – ساعة المبادرة الخليجية ,من طرف واحد- موضوعا تحت عنوان:  » رسالة مجلس التعاون الخليجي الى المملكة المغربية:الثالوث الحلال ».
شعرت وكأني – وقد تشابك الخليجيون بالأيادي ,من أجلنا ,دون أن نستجير بأحد- ملزم بنقطة نظام أضيفها إلى موضوعي ؛الذي اعتبر ,وقتها,في بعض المواقع الخليجية  « مستفزا ».

فساد الورود:
يا سادة الخليج,وليس شعوبها: لقد ظننت ,حتى وأنا أعرف أن القرار في مجلسكم لا يعتمد المساطر الديمقراطية ,المتعارف عليها دوليا,أنكم أمة لا تجتمع على ضلال  ؛كما قرر المصطفى عليه السلام في أمته.   قلت ,وأنا أهم بالمساهمة في النقاش النازلة -مع علمي أن أغلب المغاربة يفضلون التين والزيتون على زيوتكم الملوثة-  لقد فعلوها وتنادوا ل »ذنب الدنيا » كما قال الرشيد في المغرب ,ذات غرور.
وما داموا قد جاهروا ؛فعن دراية ودراسة جيوسياسية ,اقتصادية,ثقافية,ديموغرافية,وما شئتم مما يتطلبه
أي قرار إقليمي أو دولي  . وما دام هذا هكذا فلن أكون متهافتا في موضوعي؛ خصوصا ومتن خطابكم
كان في مستوى الحديث الصحيح؛ الذي ترويه جماعة عن جماعة يستحيل فيهما الكذب.
الآن وقد استفقتم من حلمكم السعيد-وليس حلمنا- فلا أكتمكم أن رد دولتي الرسمي ,هو الكلام الوحيد الذي
ذكرني,وقتها, بأهمية النسبية في كل شيء:
كيف؟كل هذه الدعوة ,التي تقطر عسلا,تواجه بتحجج بمغرب عربي
غير قائم سوى في الخرائط.  كان فعلا تحججا عاقلا  ؛من دولة ألفية.
لم نطلب لبنا ,لا في صيف ولا في شتاء:
ابحثوا في أرشيفاتكم ,وتصفحوا كل المواقع المغربية والمواضيع التي اشتغلت على رسالتكم
التي يجب أن تصنف ضمن موسوعة غينس كأغرب  وأخف خطاب دولي عربي.
حتى موضوعي المتسرع-من الثقة فيكم- أكد على تفوقكم في ضلع من المثلث  فقط:النفط؛وتفوقنا في ضلعين: الفلاحة والديمقراطية.
أدلكم على موقع هيسبريس لتقرؤوا ردود القراء ,سواء على موضوعي أو باقي المواضيع ذات الصلة بعرضكم لتدركوا أننا في المغرب:
نفتح أعيننا في الصباح على أبنائنا وزوجاتنا وأمهاتنا وآبائنا ,وليس على شاشات البورصة.
كلنا ,بما في ذلك أثرياؤنا-وقليل منهم من يعرف البورصة- نفطر بخبز الشعير وزيت الزيتون .
ثقافتنا ثقافة عطاء أكثر مما هي ثقافة أخذ؛ثقافة قناعة ب » » اللي جاب الله » وليست ثقافة شراهة.
أجسادنا مضربة عن الشحم إلا من مرض؛وكل من استطاع للركض سبيلا يفعل ,لهذا لم نترهل.
رغم شظف العيش ,في الكثير من أريافنا,لا يطلب فلاحونا الرحمة إلا من الله؛مطرا يفرح له أهل الحضر والوبر على السواء.
أوراش البناء والضيعات والحرف تستوعب يدنا العاملة ؛ولو بأجر زهيد ؛ولم تستجد هذه اليد بباب أحد ؛وتفضل الموت غرقا في رحلتها صوب الشمال ,على أن تقتلها رطوبة الشرق؛و »حكرة » أبنائه.
رغم كوننا أحفادا لابن بطوطة فلا حاجة بنا للسفر:لنتسلق الجبال,لنتزحلق على الثلوج ,لنمرح في الشواطئ؛وحتى لنتيه في الصحراء أو نتتبع مجاري الأنهار ؛فكل شيء متوفر داخل خريطتنا ,والحمد لله.
رغم أن العطر حبب إلينا أيضا ,فان أنوفنا ترتاح لورود مكونة ,ونعناع مكناس ,وشيبة الزكارة,وأزيز
الأطلس,وباقي ما تنبت الأرض الطيبة.لم نحرم من شيء.

لا نبحث عن استقواء ضد أحد:
لم نناصر قوة عظمى- ظالمة- ضد جار ؛خابت سيرته أم صلحت ,حتى نتوقع عدوانا.
لا نتوجس خيفة من شيعة ولا من خوارج ؛فقد نسينا كل الفرق وانصرفنا الى مشاغلنا الحقيقية.
منذ « النبوغ المغربي » لعبد الله كنون ؛ونحن نواصل لفت الانتباه الى أن المغرب ليست به قمم الأطلس فقط ,بل قمم وقامات فكرية جعلت تميزه واقعا معاشا.
نؤمن بالاختلاف والتعددية ؛ومنذ انتخاب الخامس والعشرين أصبحت الفرص متاحة للجميع ليجرب تدبير أمور الدولة.
ارتقت نساؤنا على المطالبة بمجرد سياقة السيارات ؛الى المطالبة بالبرلمان والوزارة؛وسنكون أول دولة عربية تترأس حكومتها امرأة.هذا غير بعيد.

فساد الصدور:
وردتم مياه المغرب متهافتين وصدرتم عنها ملغزين:
من حق المغرب أن يحاسبكم دوليا لاحتمال أن تتأذى سمعته من أقوال صدرت من بعضكم ,تضعنا موضع اليونان المأزوم؛ولاحتمال أن يخاف رأس المال الأجنبي المستثمر عندنا على مستقبله؛خصوصا ورأس المال جبان كما يقال.
لا أفهم في هذه الأمور لكني متأكد أنكم ألحقتم بنا ضررا مجانيا.
هل خفت موازين عاهل السعودية إلى هذه الدرجة ,حتى تجهض مبادرته لإلحاق عرب بعرب ؛لا نعلم بعد أيهم سيستفيد أكثر من الآخر؟
هل أرعبكم أن تكون لكم حدود مع أوروبا الديمقراطية ؛ونحن بين ظهرانيها ,في وضعية متميزة.؟
هل خشيتم على أنفسكم من احتمال أن يشتد المغرب في المطالبة بسبتة ومليلية فيفرض عليكم واقع
لا تدرون له تصريفا.؟
كلها أسئلة تناسلت من صمتكم ,أو أجوبتكم المبهمة.
أما كان لكم أن تسلكوا القنوات المعروفة ليظل الأمر ,برمته,طي الكتمان,حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود. ثم تكون المجاهرة؟
لن نصدقكم مرة أخرى وان صدقتم ؛كما لم يصدق حي من العرب زرقاء اليمامة ,وهي ترى أشجارا تسير.
Ramdane3@gmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. عابر
    09/12/2011 at 17:44

    أشكرك شكرا جزيلا على هذا الرد المتميز …….

  2. مفتش التعليم الثانوي
    09/12/2011 at 18:32

    لن اخوض في قرارات الاعراب ومواقفهم وتقلباتهم … وكنت دائما اتذكر ما كتبه ابن خلدون وهو العربي القح في تاريخه : ( فصل في ان العرب لايصلحون للرياسة ) فلا امل في هؤلاء الاقوام ولا خير يرجى منهم .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *