Home»Débats»التشهير الإعلامي الأهوج ب »أبو خلال »!

التشهير الإعلامي الأهوج ب »أبو خلال »!

0
Shares
PinterestGoogle+

اسماعيل الحلوتي


لم يعد تفشي الفساد في مجتمعنا هو الآفة الوحيدة التي تقلقنا وتؤرقنا، بل هناك آفات أخرى لا تقل خطورة عنه، من قبيل ما بتنا نسجله في السنوات الأخيرة من لجوء بعض أشباه الصحافيين إلى تزييف الحقائق وترويج الشائعات والتشهير بأشخاص أبرياء. وذلك إما من أجل تفجير غلهم وحقدهم عليهم عبر تنغيص أفراحهم التي ينعمون بها، أو بحثا عن شهرة زائفة وتحقيق « البوز » باختلاق أخبار كاذبة واتهامات باطلة ذات بعد اجتماعي أو أخلاقي، في استهتار واضح بأخلاقيات مهنة الصحافة والمس بمصداقيتها وأهم معايير العمل الصحافي الجاد…
إذ أنه بمجرد أن أسدل الستار على فعاليات كأس العالم قطر 22، وعاد أسود الأطلس إلى أرض الوطن، وتم استقبالهم استقبال الأبطال من قبل الجماهير الشعبية وملك البلاد محمد السادس بالقصر الملكي العامر بالرباط، وتوشيح صدورهم بأوسمة ملكية فخرية أمام أنظار أمهاتهم اللواتي حضرن إلى جانبهم، اعترافا وتقديرا لما قدموه من إنجاز تاريخي غير مسبوق باحتلالهم المرتبة الرابعة، وهو الإنجاز الذي لم يسبقهم إليه أي منتخب عربي أو إفريقي من قبل، ونال إشادة واسعة من طرف أبرز نجوم العالم في كرة القدم وعديد الصحف والمجلات الدولية…
حتى اهتز الرأي العام الوطني لما نشره أحد المواقع الإلكترونية يوم الجمعة 23 دجنبر 2022، الذي أبى إلا أن ينساق بدون أدنى حس مهني خلف الحملات الإعلامية المغرضة، التي غاظها كثيرا تألق المنتخب الوطني في كأس العالم، لاسيما بعد إطاحته بأقوى المنتخبات الأوروبية التي كانت مرشحة للظفر بلقب النسخة 22. حيث أنه عوض أن يعمل مهنيا على تلميع صورة أسودنا وحمايتهم من الأقلام المأجورة، ويتحاشى نشر الأخبار الزائفة التي من شأنها الإساءة إليهم ولفت الأنظار عن الإنجاز التاريخي الرائع، اتجه صاحبه الدائم اللهث وراء « الشهرة » بكل ما أوتي من سوء نية في مقال له تحت عنوان « أبو خلال سلفي بالمنتخب المغربي » إلى مهاجمة اللاعب الدولي المتميز كرويا وأخلاقيا: زكرياء أبو خلال نجم نادي تولوز الفرنسي، متهما إياه بالسعي إبان منافسات المونديال إلى استقطاب أكبر عدد من المتتبعين للتيار الديني الذي يتبعه، بعد جره لاعبين من المنتخب إلى صفه ودفعهم إلى تبني أفكاره…
وهو ما أثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، تدين بشدة التشهير الإعلامي الأهوج والتحريض ضد أحد أبناء المغرب البررة الذين رفعوا راية الوطن عاليا. مما أدى إلى دخول الجامعة الملكية المغربي لكرة القدم على الخط، وإصدارها بيانا يوم الأحد 25 دجنبر 2022 تشجب فيه ما تضمنه المقال السخيف من اتهامات باطلة، وترفض المس بشخص وسلوك اللاعب « أبو خلال »، فضلا عن التنويه بما يتصف به من سلوك مثالي وغيرة وطنية رفقة زملائه، ومساهمته في تحقيق نتائج مشرفة في أكبر عرس عالمي. مشددة على أنها عازمة على اللجوء إلى القضاء لحماية كافة أعضاء المنتخب الوطني، ودحض أي ادعاء يمس سلوكهم أو حياتهم الشخصية أثناء ممارسة مهامهم الوطنية.
ثم إنه علاوة على ذلك، سارع نادي تولوز الفرنسي الذي يمارس بداخله اللاعب الدولي السالف الذكر وعدد من أعضاء البرلمان إلى استنكار الهجوم عليه، كما لم يتأخر المجلس الوطني للصحافة بدوره في الإعلان عن رفضه لهذا الاعتداء وإحالة ملف القضية على لجنة أخلاقيات المهنة والقضايا التأديبية، معتبرا أن التركيز الإعلامي على شخص ما بسبب انتمائه العرقي أو الجنسي أو الديني، يعد وصما مرفوضا في ميثاق أخلاقيات المهنة، مشيرا إلى أن ما نشر في حق أبو خلال يتعارض مع العمل الصحافي الرصين.

فالمثير للاستغراب هو أن المقال الكارثي وصف اللاعب الدولي ب »السلفي الذي يخترق المنتخب »، معتبرا أن سلوكه « يحمل صبغة دينية متشددة، ويعكس ثقافة مشرقية مستوردة »، لا لشيء سوى أنه كان يبدي حرصا شديدا على ممارسة طقوسه الدينية وأداء صلواته، ويقوم رفقة زملائه بالسجود ورفع أصابعهم إلى السماء حمدا لله عقب كل فوز، وخاصة إثر تسجيله الهدف الثاني ضد المنتخب البلجيكي (2/0) في دور المجموعات، وما إلى ذلك من الخزعبلات والترهات المستفزة للمشاعر…
ترى ما هي دواعي إصرار بعض الألسن والأقلام على محاولة إفساد تلك اللحظات النادرة من الفرح التي يجود بها علينا أبناؤنا البررة من حين لآخر في التظاهرات الرياضية والبطولات القارية والعالمية، تحت يافطة حرية التعبير؟ فمتى كان التشهير والتحريض يندرجان في إطار حرية التعبير؟ إن ما ذهب إليه محمد التيجيني صاحب موقع « آشكاين » الإلكتروني في مقاله، لا يمكن تصنيفه إلا ضمن تلك الكتابات غير المسؤولة، التي يراد من خلالها التقليل من شأن الحدث الرياضي البارز، الذي أدخل البهجة على قلوب المغاربة ومعهم باقي شعوب العالم العربي والإسلامي وإفريقيا، والإساءة إلى تلك الصورة البهية التي رسمها أسود الأطلس، والتشويش على العناصر التي تعتز بهويتها الثقافية والدينية…
إن اسم زكرياء أبو خلال سيظل راسخا في أذهان الجماهير الرياضية، دون أن يستطيع الحاقدون النيل منه وتحطيم معنوياته بالاتهامات الباطلة. ويكفيه فخرا التضامن الشعبي الواسع والبرقية التي بعث بها إليه ملك البلاد محمد السادس، مهنئا إياه على مساره الكروي اللامع ومنوها بمساهمته المتميزة فيما تحقق من إنجاز رياضي كبير بمونديال قطر 22، ومعربا في ذات الوقت عن تقديره لما يتحلى به التزام وانضباط واعتزاز بمغربيته…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *