Home»Débats»ترفيه رمضان بجرادة

ترفيه رمضان بجرادة

0
Shares
PinterestGoogle+

محمد شحلال


كان لشهر رمضان المبارك في جرادة وكما عشته الى أوائل السبعينات من القرن الماضي،طابع خاص جعل هذه المناسبة تقترن في أذهان الصغار بتجدد وسائل الفرحة السنوية.
لم تكن بالمدينة مساجد كثيرة،وكان المسجد الرئيسي يتوسط الحي المغربي،ويتولى امامته المرحوم،،السي عمر،،الذي كان بيته،،دو بياس،،Deux piéces على مرمى حجر من بيت أخي.
واذا استثنينا هذا المسجد ،ومسجد،،سواسة،،الذي تولى شؤونه المرحوم،،السي أحمد،،فان صلاة التراويح لم تحظ بكل الهالة التي عرفتها فيما بعد نتيجة تزايد الوعي الديني.
كان،،الزوفريا،،(العمال)، يستبطئون حلول الشهر الفضيل للترويح عن النفس بوسائل عديدة،أهمها احياء بعض الألعاب بحثا عن أرباح زهيدة،بينما يفضل البعض الاخر قضاء ساعات طويلة لاقتناء تذاكر،،السيرك،،وأعينهم على دراجة هوائية أو مجموعة من الأواني الخزفية المغرية المعروضة للربح.
كان مسير ،،السيرك،،يشغل امرأة متغنجة ،لاجتذاب الزبناء الذين يعاني معظمهم من كبت مزمن،لذلك يجودون بدريهمات ،،الكانزينا،،مقابل ابتسامة ماكرة من هذه المرأة التي تمثلت قواعد،،الماركوتينغ،،في مدرسة الحياة القاسية.
واذا كان الأطفال يتلهفون لممارسة لعبة،،دينيفري،،الى ساعة متأخرة من الليل،فانهم كانوا كذلك مشدودين لرائحة ،،الكعك،، التي تنتقل بين فرن،،موسى،، والأزقة التي تنكشف فيها موهبة ربة بيت تتقن صنعة أشهر حلوى يومئذ.
كنا -معشر الصغار- نذرع مختلف حلقيات اللعب في المقاهي الشعبية والحمام ،لنشهد مبالغ الفائزين في،،اللوطو،،قبل أن يستأنف الوسيط مراحل اللعبة بصوت جهوري يتابعه الحضور باهتمام بالغ.
كان أخي من هواة،،الروندة،،( لعب الورق)، وكان وشركاؤه يتنافسون في الظفر بغنيمة اللعبة ممثلة في زجاجات غازية،حيث كان مشروب،،الموناضا،،يعتبر مكسبا حقيقيا لما تميزت به هذه المشروبات في الماضي من نكهة متميزة من قبيل،،أطلس،،وأورانجينا،، وباقي المسميات.
غير أن المثير في لعبة الحصول على الزجاجات المعدة للربح،هو طول المدة التي يقتضيها الربح،لأن الفوز،،ببرطية،،واحدة لا يكفي،حيث ينتقل الفوز من طرف لاخر ،ولا تنتهي المنافسة الا بعد مجهودات ذهنية مضنية.
كان علينا أن ننتظر الى قبيل موعد السحور ،حتى نستقبل الغنيمة التي تنتقل بسلاسة من بيت لاخر عملا بقوة الحظ.
كانت المدينة تعرف أنشطة أخرى حيث كان البعض يحيي سهرات موسيقية شعبية مقابل الأداء،في حين كان بعض الأشخاص يعدون الحلويات في هذه المناسبة،وكان أحد أشهر صانعي،،الزلابية،،خبازا ب،،الكانتينا،،لكنه يمارس عملا اضافيا خلال الشهر الفضيل،لكني لا أذكر اسمه.
والى جانب كل الألعاب الترفيهية،بل والقمار أحيانا،فان بعض الصغار والشباب أحيانا،كانوا يغتنمون فرصة الحركة في ليالي رمضان ليصفوا خصومات سابقة،حيث كنا ندعى لحضور شجار بين غريمين بعد أن يتوصل أحدهما بالميساج السائد يومئذ:
-تخرجها لي غدا مور الفطور؟
-نتلقاو حدا …
كم كنت مدينة غواية منفلتة يا مدينة جرادة !
اجتمع فيك الرغيف الأسود والنبوغ وامتزاج الأعراق،فتحية لك يوم ساد الفحم وبعد تحول الحال.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *